بحوث ودراسات

مسيلمة أمريكا الأفاق: رشاد خليفة “رسول الميثاق” 3 من 5

أ.د. إبراهيم عوض

كاتب ومفكر مصري.
عرض مقالات الكاتب

ويعتمد عُقْلَة على الآية الأولى من سورة “التحريم” فى الزعم بأنه ليس من حق الرسول أن يشرِّع شيئا من عند نفسه، وهذا نص الآية: “يا أيها النبى، لمِ َتُحَرِّم ما أَحَلّ الله لك، تبتغى مرضاة أزواجك؟ والله غفور رحيم”. لكن الآية لا تدل على ما يريد الكاتب أن يصل إليه، ذلك أنها تتحدث لا عن تشريع أتى به النبى الكريم من عند نفسه، بل عن تصرف شخصى له عليه السلام لم توافقه عليه السماء فنبهته إلى ذلك وأمرته بالعدول عنه. وإذا كان هذا قد حدث مع تصرف شخصى له لقد كان أَحْرَى وأَحْجَى أن يحدث هذا فى حالة ما لو شرَّع عليه السلام شيئا للمسلمين لم توافقه عليه السماء؟ أليس المنطق يقول بهذا؟ فما معنى أن السماء تركته عليه السلام ينصّ على أشياء قال إنها محببة إلى الله، وأشياء أوجبها على أتباعه باسم الله، وأشياء حرّمها عليهم من ذات المنطلق أيضا، ثم لم تعقِّب على شىء من هذا، وهى التى عوّدتنا على أن تتدخل فتنبهه إلى أن هذا الأمر أو ذاك لا يحظى من الله بالموافقة؟ إن الجواب بكل اطمئنان هو أن السماء قد تركت ذلك دون تعقيب أو تنبيه لأن ما قاله أو فعله عليه السلام يحوز القبول، وإلا اتَّهَمْنا السماءَ بأنها تُوَالِس معه صلى الله عليه وسلم وتساعده فى تضليل المسلمين وتعريضهم للارتداد عن دينهم إلى الشرك والوثنية، وهى التهمة الجاهزة عند الرشاديين (أو بالأحرى: “عند الضلاليين”) لكل مسلم يلتزم سنة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، أى للمسلمين جميعا، على حين أن الأمريكان عندهم ناس طيبون يحظَوْن بالرضا الإلهى.

أتدرون لماذا يحظى الأمريكان عندهم بالرضا الإلهى أيها القراء الكرام؟ لأن جورج واشنطن قد أعلن الشكر العام باسم الأمة الأمريكية لله لقاء ما أغدقه عليهم من نعم، وتجاهل هؤلاء الرشاديون (اقرأ: “الضلاليون”) محادّة الأمريكان لله ولنبيه محمد، بل وإهمالهم لرشاد خليفة نفسه (رشاد خليفة “رسول الميثاق” كما يسمى نفسه ويسميه أتباعه)، وإلا فلماذا لم يؤمن الأمريكان بما يقوله هذا الرشاد (اقرأ: “هذا الضلال”) على ما فيه من عُرَرٍ وعُجَرٍ وبُجَر؟ وهذا هو نص كلام الأفّاقين فى هذا الموضوع كما ورد فى موقعهم:

“God tells us in the Quran that He blesses the people and communities who are appreciative of His provisions and blessings. Only the disbelievers are unappreciative of their Creator and they will eventually suffer the consequences of their disbelief and arrogance. Here are some verses on appreciation and thanksgiving:

Your Lord has decreed: “The more you thank Me, the more   I give you.” But if you turn unappreciative, then My retribution is severe. [14:7]

You shall remember Me, that I may remember you, and be thankful to Me; do not be unappreciative. [2:152]

What will GOD gain from punishing you, if you became appreciative and believed? GOD is Appreciative, Omniscient. [4:147]

And He gives you all kinds of things that you implore Him for. If you count GOD’s blessings, you can never encompass them. Indeed, the human being is transgressing, unappreciative. [14:34]

We have endowed Luqmaan with wisdom: “You shall be appreciative of GOD.” Whoever is appreciative is  appreciative for his own good. As for those who turn unappreciative, GOD is in no need, Praiseworthy. [31:12]”

وخلاصته أن الله، حسبما جاء فى القرآن، يبارك الشعوب والأمم التى تقدر عطايا الله ونعمه، وأن الكافرين هم وحدهم الذين لا يحمدون ربهم، وأنهم سيذوقون عاقبة كفرهم وكبرهم. ثم يستشهدون بقوله تعالى: “فاذكرونى أَذْكُرْكم، واشكروا لى ولا تَكْفُرونِ”، وقوله جل شأنه: “ما يفعلُ الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم؟”، وقوله سبحانه: “وإذ تَأَذَّن ربُّكم: لإِنْ شكرتم لأزيدنَّكم، ولإِنْ كفرتم إنّ عذابى لشديد”، وقوله: “ولقد آتينا لقمانَ الحكمةَ أَنِ اشكر لله. ومَنْ شَكَرَ فإنما يشكر لنفسه، ومن كفر فإن الله غنى حميد”… فانظروا بالله عليكم إلام انتهى الحال بهؤلاء الضلاليين، فكفَّروا المسلمين جميعا من أول الصحابة فنازلاً فى الوقت الذى يَصِفُون فيه الأمريكان بالإيمان ويعلنون أن الله راضٍ عنهم ويُبَارِكهم رغم كل الجرائم التى ارتكبوها وما زالوا يرتكبونها فى حق البشرية، ورغم الإبادة التامة للهنود الحمر واستيلائهم على بلادهم بالأساليب المتوحشة الغادرة التى يعرفها كل من قرأ التاريخ، ورغم حربهم التى يشنونها على الإسلام وكتابه ورسوله وأتباعه ومعاضدتهم لليهود ضد المسلمين وإمدادهم لهم بكل ما يمكن وما لا يمكن تخيله من السلاح المدمر للقضاء عليهم وهدم بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم ومستشفياتهم. وكل هذا من أجل أن جورج واشنطن قد تعطَّف فأعلن الشكر العام لله، مع أن خليفة نفسه ومن يؤازره على ضلاله يقولون إنه لا يكفى أن يقول المسلم إنه يؤمن بالله، بل يوجبون عليه أن يظل على ذكر منه دائما ليلا ونهارا بحيث لا يفارق خاطره طرفة عين. طبعا، أما الأمريكان فيكفى أنهم تذكروا الله مرة يوم 3 أكتوبر عام 1798م، ثم فليفعلوا بعد هذا ما يشاؤون، فهم قومٌ مغفورةٌ لهم خطاياهم، فهكذا رَأَى رشاد (الذى يذكِّرنى برشاد “ساعة لقلبك”). أليسوا يؤمنون بأن المسيحَ ابنَ الله قد مات على الصليب فداء لهم من الخطيئة الأولى؟ فماذا نريد أكثر من هذا؟ إن هذه مِنّا، وَايْمِ الحقّ، فَرَاغَةُ عَيْن!

 ليس ذلك فقط، فهؤلاء الرشاديون (اقرأ: “الضلاليون”) الذين يستشهدون بجورج واشنطن ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها لكلمة قالها لا راحت ولا جاءت، ويجعلون منها مثلا يُحْتَذَى فى الإيمان بالله والقيام بواجب الحمد له سبحانه، نراهم فى ذات الوقت يحرِّمون على المسلمين أن يستشهدوا بأية كلمة قالها النبى صلى الله عليه وسلم، ولَعَنَ المترسِّل الكذّابَ الذى  يضع يده النجسة فى يد الأمريكان الأنجس! ويمشى فى نفس الاتجاه تعليق رسول الخزى والعار على ترجمة قوله تعالى لرسوله محمد: “فإذا عزمتَ فتوكل على الله، إن الله يحب المتوكلين” (آل عمران/ 159) بأن الأمريكان هم الأمة الوحيدة الذين يكتبون على دولارهم: “توكلنا على الله”، فلذلك كانت عُمْلَتهم أقوى العملات، وكانت هى الأساس الذى تقاس به عملات الأمم الأخرى جميعا:” The currency of the U.S.A. is the only currency that carries the phrase: “In God we trust.” It is a fact that the American dollar has been the strongest currency in the world, and the standard by which all other currencies are measured. “.

وعَوْدًا لموضوع زِى المرأة نقول إنهم ينفون أن تكون تغطية الشعر مثلا أو الذراعين أو الساقين من الإسلام، وحجتهم تتلخص فى أمرين: أن القرآن لم ينصّ على شىء من هذا، بل المسألة كلها ليست أكثر من تقاليدَ وتفسيراتٍ للعلماء ما أنزل الله بها من سلطان. والثانى أن التاريخ قد ذكر لنا نساء كثيرات غير مسلمات فى القديم والحديث عرفن تغطية الشعر والاحتشام فى الملابس على النحو الذى تمارسه المرأة المسلمة هذه الأيام ظنًّا منها أنها تنفذ تعاليم دينها، على حين أنها إنما تقلد هؤلاء النسوة وتنصاع لكلام العلماء الجهلة الذين يشرِّعون لها ما ليس من الدين بل ما يخرجها منه إلى الشرك والوثنية!

وأما بالنسبة لما قاله القرآن فى هذا الصدد فيتلخص فى قواعدَ ثلاثٍ ليس غير، وهذه القواعد يمكن استخلاصها من الآيات التالية: “يا بنى آدم، قد أنزلنا عليكم لِبَاسًا يوارى سَوْآتِكم ورِيشًا، ولِبَاسُ التقوى ذلك خير” (الأعراف/ 26). فالمهم هو التخلق بخلق التقوى، وهذه هى القاعدة الأولى التى ينبغى أن تضعها المرأة نُصْبَ عينيها فيما يتعلق بملابسها. أما القاعدة الثانية فيشير إليها قوله تعالى: “ولا يُبْدِين زينتهن إلا ما ظهر منها، ولْيَضْرِبْن بخُمُرهن على جيوبهن ” (النور/ 31). والخِمَار عنده ليس غطاء الرأس الذى تغطى به المرأة المسلمة شعرها، بل يصدق على كل غطاء سواء كان مفرش سفرة أو بطانية أو ستارة أو فستانا أو معطفا أو شالا أو قميصا أو بلوزة أو حتى رباط رقبة…إلخ. وكل المطلوب فى هذا الخمار أن يغطى الصدر، والصدر فقط، إذ لم تذكر الآية إلا الجيوب وحسب، والجيوب هى الصدور! ولو كان سبحانه يريد تغطية الرأس والشعر فما الذى منعه من التصريح بذلك؟ أما الزينة التى نهى الله النساء عن إبدائها (مستثنيًا مع ذلك “ما ظهر منها” على ما جاء فى الآية)، فإنه سبحانه لم يحددها بل تركها عامة تتبع العرف والتقاليد. ونأتى للقاعدة الثالثة التى ينبغى أن تلتزم بها المرأة المسلمة فى موضوع الملابس ولا تزيد، وإلا حق عليها غضب الله، وهذه القاعدة تتمثل فيما تقوله الآية التالية: “يا أيها النبى، قل لأزواجك وبناتك ونساء المسلمين يُدْنِينَ عليهن من جلابيبهن”، والمقصود هو تطويل الملابس مجرد تطويل، مع مراعاة أن القرآن لم يحدد مدى هذا الطول، بل تركه للعرف والتقاليد أيضا.

ومعنى هذا أن الظَّهْر لا تجب تغطيته ولا الأفخاذ ولا السيقان ولا الأذرع ولا السُّرَر، فقد سكتت الآيات عن كل ذلك فلم تذكر إلا الجيوب والسوءات، ومن ثم فليس من حق أحد، ولا حتى الرسول نفسه، أن يوجب تغطية شىء من هذا مادام المجتمع والعرف يبيحه. ومعنى هذا ببساطة أن كل امرأة ستكون على هواها فى ملابسها، أو فى أحسن الأحوال سوف تتبع ما هو سائد فى مجتمعها. ومعنى هذا أيضا أنه لا يحق للرسول أن يقول لنا شيئا فى ذلك الموضوع، لكن يحق للمجتمع أن يفرض سلطانه وكلمته على المرأة المسلمة حتى لو كان مجتمعا كافرا لا يؤمن بالإسلام، أو لا يؤمن بأى دين على الإطلاق! وبالمناسبة فهذا الكلام هو نفسه ما قاله محمد أسد كما يذكر الذين قرأوا مقالاتى عن ليوبولد فايس، وردَّده أيضا سعيد العشماوى. وعن المرء لا تَسَلْ، وسَلْ عن قرينه!

والآن إلى بعض ما وجدته على المشباك من موادّ خاصة برشاد خليفة التقطتها بعد أن انتهيت من دراستى هذه:

1- تعريف برشاد خليفة وبحثه

بقلم: بسام جرار

       رشاد خليفة مصريّ، حاز على شهادة الدكتوراة في الكيمياء الصناعيّة، وعمل خبيراً لدى اليونسكو. سكن مدينة توسان، التي تقع في ولاية أريزونا، في الولايات المتحدة الأمريكيّة. قدّم نفسه على أنّه إمام لمسجد توسان، وأخذ يتحدث عن إعجاز العدد 19، وذلك في النصف الثاني من السبعينات. وقد صَدَر بحثه في أكثر من نشرة، ثمّ جعله في كتاب بعنوان: “معجزة القرآن الكريم”، وكانت الطبعة الأولى عام 1983م.

       حين بَدَأت أمارات الانحراف تظهر في فكر وسلوك رشاد خليفة جاء ذلك متزامناً مع  بروز خلافات ومشاكل له مع المصلين في مسجد توسان، وتفاقمت هذه المشاكل إلى أن تمّ طردُه، فقام بتأسيس مركز خاص به وبدعوته، التي استهلها بإنكار السُّنّة وختمها بادّعاء الرسالة. وقد أصبح فيما بعد ممن يملكون الملايين، مما جعل الشبهات تدور حول شخصه وصِلَتِهِ بجهات معادية للإسلام. وكانت خاتمته أن وُجد مقتولاً طعناً بسكّين، وذلك في المركز الذي أنشأه. ويحاول أتباعه، أو الجهة التي من ورائه، أن يعطوا تفسيراً لمقتل هذا الرسول المدّعي، والذي لم يكمل رسالته، في محاولة لإكمال مسيرة الكيد للإسلام.

       وإليك أخي القارئ تعريفاً بكتاب (معجزة القرآن الكريم) المطبوع في دار العلم للملايين، في بيروت، عام 1983م، مضافاً إليه بعض المسائل التي أشار إليها رشاد خليفة في نشرات أخرى:

1. أول ما نزل من القرآن الكريم 19 كلمة:”إقرأ باسم ربك الذي خلق … علّم الإنسان ما لم يعلم”، هذا على اعتبار أنّ (مالم) هي كلمة واحدة. وهذه الكلمات ال 19 هي 76 حرفاً، أي (19×4)، وذلك وفق الرسم العثماني للقرآن الكريم. أمّا عدد أحرف سورة (العلق) فهو 285 حرفاً، أي (19×15)، وعدد آياتها هو 19 آية، وهي السورة 19 قبل الأخيرة في ترتيب المصحف.

تعليق: هذه المعلومات صحيحة، ولكن لا وجه عندنا لاعتبار مالم كلمة واحدة.

2. ثاني ما نزل من القرآن الكريم الآيات (1-9) من سورة القلم، وهي 38 كلمة، أي (19×2). وثالث ما نزل من القرآن الكريم الآيات (1-10)  من سورة المزمّل، وهي 57 كلمة، أي (19×3). ورابع ما نزل الآيات (10-30)  من سورة المدّثر، والآية 30 هي: “عليها تسعة عشر”. وخامس ما نزل سورة الفاتحة، وكان أن نزل:”بسم الله الرحمن الرحيم”، الآية الأولى من سورة الفاتحة.

تعليق:

    ‌أ-   نزلت سورة العلق أولاً، ثم القلم، ثم المزّمل، ثم المدّثر، ثم الفاتحة. والمشهور أنّ أول ما نزل هي الآيات (1-5) من سورة العلق. أمّا ترتيب نزول القلم و المزّمل و المدّثر فلا مجال للجزم بصحته، لأنّ هذه المسألة هي محل خلاف وتعددت فيها أقوال العلماء.

    ‌ب-  ثم إنّ عدد كلمات الآيات (1-9) من سورة القلم هو 39 وليس 38. ويبدو أنّهُ اعتبر ما يسطرون كلمة واحدة، على اعتبار أنّ هذه الجملة يمكن أن تُؤَوّل بكلمة واحدة هي كلمة كتابتهم. وهذا غير مقبول، لأننا نعتمد في عدد الحروف والكلمات على رسم المصحف، المسمّى الرسم العثماني، وليس على أساس المعنى. وإذا تمّ اعتماد المعنى كأساس فسوف لا تكون كلمة كتابتهم كلمة واحدة.

    ‌ج-  عدد كلمات الآيات (1-10) من سورة المزّمل هو 58 وليس 57، ويبدو أنه اعتبر ما يقولون كلمة واحدة.

3. عدد أحرف البسملة هو 19 حرفاً، وذلك وفق الرسم العثماني. وتكررت كلمات البسملة كالآتي: اسم تكررت 19 مرة. وتكرر لفظ الجلالة الله  2698 مرة، أي (19×142). وتكررت كلمة رحمن 57 مرة، أي (19×3). وتكررت كلمة رحيم 114 مرة، أي (19×6). وعليه يكون مجموع تكرارات العدد 19 لهذه الكلمات هو (1+142+3+6) = 152 = (19×8).

تعليق: تكرار لفظ الجلالة الله في القرآن الكريم هو 2699 وليس 2698، وما ينبني على ذلك لا يكون صحيحاً.

4. تكررت البسملة “بسم الله الرحمن الرحيم” في القرآن الكريم 114 مرة، أي (19×6). وإذا بدأنا العدّ من سورة التوبة، والتي لا تُستهل ببسملة، فسنجد أنّ ترتيب سورة النمل، والتي تتضمن بسملتين، هو 19. وإذا جمعنا أرقام السّور، من سورة التوبة إلى سورة النمل، فسنجد أنّ المجموع هو 342 أي (19×18)، وهذا هو أيضاً عدد الكلمات من بداية سورة النمل إلى نهاية الآية 29. ولا ننسى أنّ الآية 30 هي:”إنّه من سليمان، وإنه بسم الله الرحمن الرحيم”.

تعليق: هذا إلى حدٍّ ما صحيح، ولكن وفق قاعدته في إحصاء الكلمات، من مثل: “ما يسطرون” و “ما يقولون”، فإنّ عدد الكلمات من سورة النمل هو 340 وليس 342، لأنّ هناك كلمتين في الآية 25 هما: “ما تُخفون” و “وما تعلنون”. وبذلك يتضح أنّه لا يلتزم قاعدة في الإحصاء.

5. هناك 29 سورة في القرآن الكريم تُستهل بأحرف نورانيّة، وعدد هذه الأحرف هو 14 حرفاً، يتألّف منها 14 فاتحة. وعليه: (19+14+14) = 57 أي (19×3).

تعليق: هذا صحيح.

6.  تستهل سورة القلم بالحرف ن  وقد تكرر هذا الحرف في السورة 133 مرّة، أي (19×7). وتستهل سورة ق بالحرف ق وقد تكرر في السورة 57 مرّة، أي (19×3). وتستهل سورة الشورى بالحروف حم عسق، وقد تكرر الحرف ق في السورة أيضاً 57 مرّة. وعليه يكون مجموع تكرار الحرف ق في السورتين هو 114، أي (19×6). وتكرر الحرف ص في سور ( مريم، الأعراف، ص)، والتي تُستَهَلّ بـ (كهيعص، المص، ص) 152 مرة، أي (19×8).

تعليق: هذا لا يصحّ حتى تُرسم ن هكذا نون ولم نجد هذا الرسم في المصاحف العثمانيّة، ويحتاج الأمر إلى دراسة ومتابعة للتحقق من وجود هذا الرسم في الصاحف العثمانيّة. ولا يكون مجموع الحرف ن في سورة القلم 133 حرفاً حتى نُحصي حروف البسملة. وكذلك لا يصح إحصاؤهُ لحرف ص في السور الثلاث حتى تُرسم كلمة بصطة، في سورة الأعراف، هكذا بسطة، ولم نجد ذلك في المصاحف العثمانيّة حتى الآن.

7. تستهل سورة مريم بالحروف (كهيعص). ومجموع تكرار الأحرف: (ك، هـ، ي، ع، ص) في سورة مريم هو 798، أي (19×42). وتستهل سورة يس بالحرفين (ي، س). ومجموع تكرار الحرفين في السورة هو 285 أي (19×15). ومجموع تكرار (ح+م) في سور الحواميم هو 2147 أي (19×113). ومجموع تكرار الأحرف (ع+س+ق) في سورة الشورى هو 209 أي (19×11). ومجموع تكرار (ح+م) في السور (غافر، فصلت، الشورى) هو 1121 أي (19×59). ومجموع تكرار (ح+م) في السّور (فصلت، الشورى، الزخرف) هو 1045 أي (19×55). أمّا تكرار (ح+م) في (الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف) فهو1026 أي (19×54). وأخيراً فإن تكرار (ح+م) في (غافر، الدّخان، الجاثية، الأحقاف) فهو 1102 أي (19×58).

تعليق:

        ‌أ-         هذه الإحصاءات صحيح، مع ملاحظة أنّهُ تمّ إحصاء الحرفين (ح+م) في بسملات سور الحواميم السبع.

  ‌ب-  تمّ إحصاء تكرار الحرفين (ح، م)، في السّور السبع كلها، فكان المجموع هو من مضاعفات العدد 19. أما مجموع التكرار في كل سورة على حِدة فليس من المضاعفات.

وبعد، فإنّ الذي سلف هو تفصيل ما صحّ من بحث رشاد خليفة، وإليك تفصيل ما لَفَّقَهُ وافتراهُ، وذلك وفق ما ورد في كتابه (معجزة القرآن الكريم) المشار إليه سابقاً:

1.   لم يصح إحصاؤه لحرف الألف في سورة البقرة، وتناقض في قاعدة الإحصاء للألفات والهمزات في هذه السورة وسور أخرى.

2.   لم يصح إحصاؤه لحرف الألف في سورة آل عمران، وتناقض أيضاً في قاعدة إحصاء الألفات والهمزات.

3.   لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا،ل، م، ص ) في سورة الأعراف هو من مضاعفات العدد 19.

4.          لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، ر ) في سورة يونس هو من مضاعفات العدد 19.

5.          لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، ر ) في سورة هود هو من مضاعفات العدد 19.

6.          لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، ر ) في سورة  يوسف هو من مضاعفات العدد 19.

7.          لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، م، ر ) في سورة الرعد هو من مضاعفات العدد 19.

8.          لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، ر ) في سورة إبراهيم هو من مضاعفات العدد 19.

9.          لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، ر ) في سورة الحجر هو من مضاعفات العدد 19.

10.  لم يستطع رشاد خليفة أن يُلفّق في عدد تكرارات الحروف ( هـ، ط، س، م ) لسهولة التحقق من ذلك عن طريق الكمبيوتر، فكان أغلب تلفيقاته متعلّقة بحرف الألف، الذي يصعب التحقق منه، لأنّ برامج الكمبيوتر المتوفرة في حينه لا تُعين على ذلك. ولم يجد رشاد خليفة أنّ مجموع تكرار الحرفين ( ط، هـ )، في سورة طه، هو من مضاعفات العدد 19، وكذلك الأمر في الحرفين ( ط، س )، من سورة النمل، وكذلك الحروف ( ط، س، م )، من سورتي القصص والشعراء. لذلك كله ذهب إلى القول بأنّ مجموع تكرار ( هـ، ط، س، م ) في سّور (مريم، طه، الشعراء، النمل، القصص) هو من مضاعفات العدد 19. ولا ندري ما هي هذه الفاتحة هطسم التي اخترعها. ثم إنّه قد أحصى (هـ) في سورة مريم، ولم يحص، على سبيل المثال، (س) في سورة يس!!

11.     لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل ،م ) في سورة العنكبوت هو من مضاعفات العدد 19.

12.     لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، م ) في سورة الروم هو من مضاعفات العدد 19.

13.     لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، م ) في سورة لقمان هو من مضاعفات العدد 19.

14.     لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، م ) في سورة السجدة هو من مضاعفات العدد 19.

بعد التحقُّق من تكرار الأحرف في السّور المذكورة سالفاً وجدنا أنّ رشاد خليفة قد تعمّد التحريف والتلفيق ليخلص إلى نتيجة أنّ تكرار الأحرف المذكورة في كل سورة من هذه السور هو من مضاعفات العدد 19. ولا مجال لتصوّر أن يكون الأمر من قبيل الخطأ لظهور ذلك تماماً في أبحاثه. وقد جاءت التطورات في فكره وسلوكه لتبتّ هذه المسألة

الخلاصة:

لقد حَرّف رشاد خليفة إحصاء أحرف فواتح (12) سورة. أما فيما يتعلق بالعدد 19 ومضاعفاته فلم تصح أقواله في (23) سورة من أصل 29 هي سور الفواتح.

2- أيُّ رسولٍ هذا ؟!

بقلم: بسّام جرّار

       لا يغيب عن بال رشاد خليفة أن ياتي بالدليل المزعوم على أنه رسول؛ فهو يزعم أنّ الله قد أظهره على سرّ العدد 19 في القرآن الكريم، ويعتبر ذلك دليلاً على أنّ الله قد اختاره رسولاً. يقول رشاد في رسالته إلى الرؤساء والملوك: “والذين لا يستحقّون رسالة الله ممنوعون من حق الوصول إلى القرآن”، أي أنه يعتبر الوصول إلى بعض أسرار القرآن الكريم دليلاً على الإختيار الربّاني. وعلى الرُّغم من تهافت هذا الكلام فلن نهمله، لاحتمال علوق شوائبه في أذهان البعض ممن قرأ كلام الرجل.

       كم من عالمٍ وكم من باحثٍ وفّقهم الله إلى كشف أسرار القرآن الكريم واستخراج كنوزه، فهل هؤلاء أيضاً كلهم رسل؟! وقد يُجيبك رشاد فيقول: ولكنهم لم يدّعوا النبوة أو الرسالة. نقول: معنى هذا أنّ من كشف سراً من أسرار القرآن الكريم فقد عُصم من الانحراف والزلل والإلحاد وادّعاء النبوة!! وهذا فهم عجيب لا يقبله أهل العقل ولا أهل النقل.

       يستشهد رشاد بالقرآن الكريم ليدلل على منطقه هذا: “… ومنهم من يستمع إليك، وجعلنا على قلوبهم أكِنّةً أن يفقهوه، وفي آذانهم وقراً، وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها…” (الأنعام: 25 ). من قال إنّ الكفار لم يفهموا معاني القرآن الكريم؟! بل هو بلسان عربي مبين، ولكنهم لم يفقهوه: “فهم لا يفقهون”. هم إذن لم يفهموا الفهم المؤدي إلى الاعتبار والاتعاظ والالتزام بشريعة الله، وذلك نتيجة انحرافهم. فهل معرفة أنّ عدد سور القرآن الكريم هو 114 سورة، ومعرفة أنّ هذا العدد هو من مضاعفات العدد 19، هو الفقه؟! يبدو أنّه لم يفقه قوله تعالى:”وإن يروا كل آيةٍ لا يؤمنوا بها”؟! فشتّان بين من رأى ومن فقِه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى