تحقيقات

الانتخابات الإسرائيلية.. هل يطيح فلسطينيو 48 بأحلام نتنياهو؟

TRT عربي

تخوض 31 قائمة، يوم الثلاثاء، الانتخابات الثانية والعشرين للكنيست الإسرائيلي، بينها القائمة المشتركة، التي تضم أربعة أحزاب تنشط أساساً بين فلسطينيي 48، في وقت يخوض فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي حربه الإعلامية ضد الفلسطينيين “لكسب المزيد من الأصوات وتبرئة نفسه من تهم الفساد”، كما يرى منافسوه في الأحزاب العربية.

ويحق التصويت في هذه الانتخابات فقط لمن بحوزتهم المواطنة الكاملة، وعلى هذا الأساس يتم إخراج قرابة 335 ألفاً، بينهم 312 ألفاً من أهالي القدس المحتلة، و23 ألفاً من أهالي الجولان، الذين بحوزتهم بطاقة مقيم وليس مواطنة كاملة، حسب تقرير أعده المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية “مدار”.

ويشير التقرير إلى أن نسبة الفلسطينيين من بين الناخبين في إسرائيل بلغت قرابة 16%، بينما وصلت نسبة اليهود إلى 79%، و5% إما من اليهود الذين لا تعترف المؤسسة الدينية بيهوديتهم، أو أنهم مسيحيون هاجروا مع عائلاتهم اليهودية.

الأحزاب المشاركة

يشارك في الانتخابات الإسرائيلية حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، الذي يترأس الحكومة منذ 2009، بشكل متواصل، وانضم حزب “كلنا” لقائمته، برئاسة وزير المالية موشيه كحلون.

كما يشارك تحالف أزرق أبيض الذي يضم ثلاثة أحزاب، حزب “يوجد مستقبل” الذي دخل الكنيست لأول مرة في انتخابات 2013، برئاسة يائير لبيد، وحزب “مناعة لإسرائيل” برئاسة رئيس الأركان الأسبق بيني غانتس، وهو رئيس القائمة، والحزب الأصغر “تلم” برئاسة رئيس الأركان الأسبق ووزير الدفاع الأسبق موشيه يعلون.

أما القائمة المشتركة التي تشكلت لأول مرة في انتخابات عام 2015، فتضم أربعة أحزاب تنشط أساساً بين فلسطينيي 48، وهي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والحركة الإسلامية الجنوبية، والتجمع الوطني الديمقراطي، والحركة العربية للتغيير.

في الانتخابات ذاتها يشارك تحالف “يامينا”، وهو تحالف ثلاثة أحزاب استيطانية علمانية، وحزب “يسرائيل بيتينو” برئاسة أفيغدور ليبرمان، وهو الحزب الذي منع عملياً تشكيل حكومة نتنياهو بعد انتخابات أبريل/نيسان، بسبب معارضته لتخفيف مشروع قانون يفرض الخدمة العسكرية الإلزامية على الشبان اليهود المتزمتين (الحريديم)، بالإضافة لقائمتي الحريديم شاس لليهود الشرقيين ويهدوت هتوراة لليهود الغربيين الأشكناز.

أيضاً، يشارك حزب “المعسكر الديمقراطي” وهو تحالف يضم حزب ميرتس وحزب “إسرائيل ديمقراطية” برئاسة إيهود باراك، وتحالف “العمل- غيشر”، و”عوتسما يهوديت”، وهي حركة منبثقة عن حركة “كاخ” المحظورة صورياً في إسرائيل، وفي الكثير من دول العالم.

غزة والأغوار.. دعاية انتخابية

تعالت مع اقتراب موعد الانتخابات، أصوات نتنياهو المهددة بشن عملية عسكرية ضد غزة، وضم الأغوار لإسرائيل وبناء المستوطنات وتثبيت وجود المستوطنين في مدينة الخليل.

هذه التهديدات جاءت في سياق محاولة نتنياهو كسب أصوات في الانتخابات بعدما فقد شعبيته في ظل التحقيقات المتواصلة معه بتهم الفساد، كما يرى أعضاء القائمة المشتركة من العرب، الذين أكدوا أن نتنياهو يهدف من وراء التحريض عليهم كسب المزيد من الأصوات أيضاً.

وصرح نتنياهو، الجمعة، أن بلاده قد تشن حرباً على قطاع غزة “في أيّة لحظة”، لكنه ما لبث أن تراجع عن تصريحه هذا، حسب ما ذكرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، بسبب رأي المدعي العام، أفيهاي ماندلبليت، الذي قال إن هذا القرار يجب أن يتم بموافقة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، مؤكداً أنه “لا يحق لرئيس الوزراء اتخاذ قرار بشكل منفرد قد يؤدي إلى اندلاع حرب”.

في السياق ذاته، قال نتنياهو في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إنه سيطبق السيادة على التجمع اليهودي في الخليل، بعد الانتخابات الإسرائيلية، معلناً لأول مرة عزمه ضم مستوطنة كريات أربع و “المناطق اليهودية” في الخليل، ليلمح إلى وعده خلال زيارته المدينة “بأنها لن تكون خالية من اليهود وسيبقون فيها للأبد”.

هذه التصريحات لم تكن بعيدة من اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأخير فيغور الأردن، الأحد، إذ لم يكتفِ رئيس الوزراء الإسرائيلي بتأكيد عزمه على ضم أراضي غور الأردن وشمال البحر الميت حال إعادة انتخابه، لكنه سعى إلى عقد الاجتماع الأسبوعي لحكومته، في المنطقة التي تحلم إسرائيل بضمها منذ سنوات، ووعد أنه سيمضي بخطة فرض السيادة الإسرائيلية على الغور، ولاحقاً مستوطنات الضفة الغربية، بعد الانتخابات التي باتت وشيكة، حسبما نقلت عنه القناة 12 العبرية.

الفلسطينيون وقود الحملة الانتخابية

ليست صفقة القرن وحدها ما يهدد الفلسطينيين، فبعدما كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن نية إدارته الإعلان عن خطة السلام المعروفة باسم “صفقة القرن” بعد نتائج الانتخابات الإسرائيلية، يحاول نتنياهو التضييق على الفلسطينيين في أراضي الـ48 وحرمانهم من حقهم بالتصويت، فقد حظرت السلطات الإسرائيلية، تنظيم سفريات لنقل سكان القرى البدوية غير المعترف بها في النقب إلى مراكز الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الكنيست الإسرائيلية.

وقد سبق وأرسلت صفحة نتنياهو على فيسبوك رسالة عنصرية إلى الناخبين، قائلة فيها “العرب يريدون إبادتنا جميعاً، نساءً وأطفالاً ورجالاً. لذلك أنا أطلب منك أن تكون مبعوث رئيس الوزراء، وأن تحضر ثلاثة من الأصدقاء أو أفراد الأسرة، الثلاثاء المقبل، وتأكد من أنهم سيصوتون لليكود”.

ويأتي ذلك مع علم نتنياهو وخصومه أن بإمكان الفلسطينيين الذين يحق لهم التصويت في أراضي الـ48 تغيير نتيجة الانتخابات، الأمر الذي جعل نتنياهو يركز عليهم ويسعى إلى قمع إقبالهم على التصويت.

في المقابل، بذل قادة القائمة العربية المشتركة كافة جهودهم لإقناع أكبر عدد ممكن من الناخبين من الجمهور العربي بالمجيء إلى صناديق الاقتراع والتصويت، وحسب تصريحات رئيس القائمة أيمن عودة لصحيفة معاريف الإسرائيلية فإنه “إذا وصل معدل التصويت إلى 65%، فسوف تتم الإطاحة بالحكومة اليمينية”، خاصة أن معدل التصويت في الانتخابات السابقة كان أقل من 50%.

واعتبر النائب العربي في الكنيست، أحمد الطيبي أن الصوت العربي، قادر على إسقاط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الانتخابات، قائلاً في تصريحات لوكالة الأناضول، إن “التحدي الكبير أمامنا، هو رفع نسبة التصويت والمشاركة في الانتخابات، ونتنياهو يخاف من تصويت العرب، ولذلك فقد حاول المس بنسبة التصويت عبر ما يسمى بمشروع قانون الكاميرات وقد أفشلناه”.

واستنكر الطيبي تصرفات نتنياهو في تغريدة على تويتر قال فيها إن “نتنياهو سوف يشبه العرب بعد ذلك بالحشرات” وأضاف “نحن نفهم وزير الدعاية التاريخي الذي يلهم حملة الليكود”.

وفي ظل آمال نتنياهو في الاحتفاظ بمنصب رئاسة الحكومة بعد الانتخابات، تستمر هجماته التي تهدف إلى منع العرب من المشاركة؛ فالأسبوع الماضي قاد محاولة لإصدار قانون كان من شأنه تقنين تركيب كاميرات مراقبة في مراكز الاقتراع لمحاربة ما زعم أنه “تزوير في أصوات الناخبين على نطاق واسع” في المناطق العربية، وبما أنه لم تظهر أي أدلة على مزاعمه، فقد رُفض مقترحه من قبل الهيئات المشرفة على الانتخابات الإسرائيلية.

وتتوقع استطلاعات الرأي العام، في إسرائيل، حصول القائمة المشتركة على 11 مقعداً أو أكثر، من أصل 120 مقعداً، في الانتخابات القادمة، فيما تقول القائمة المشتركة إن عدد أصحاب حق الاقتراع العرب في الانتخابات، هو مليون صوت، معتقدة أن رفع نسبة تصويت المواطنين العرب، سيصعّب على الأحزاب اليمينية الإسرائيلية مهمة الوصول إلى الكنيست.

وتعتبر هذه الانتخابات الحالية هي إعادة لجولة الانتخابات التي أجريت في شهر أبريل/نيسان، والتي فاز فيها نتنياهو بفارق ضئيل على رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، لكنه فشل بعد ذلك في ضم عدد كافٍ من الحلفاء لتشكيل حكومة ائتلافية، وقد انخفضت نسبة المشاركة بين الناخبين العرب إلى مستوى تاريخي بلغ نحو 49%، ويعزي ذلك بدرجة كبيرة إلى الجهود المبذولة لترهيبهم.

يُذكر أن انتخابات عام 1999 قد شهدت إقبالاً من الناخبين العرب وصل إلى نسبة 75%، ما ساهم في هزيمة نتنياهو بعد فترة ولايته الأولى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى