مختارات

فشل خرافة التوافق

م. محمد إلهامي

باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية.
عرض مقالات الكاتب

انتخابات تونس تثير كثيرا من الكلام الذي ينبغي أن يقال، لكن الأمر الملح والعاجل الذي أحب أن أقوله منذ اللحظة الأولى، كما أرى أنه يُتَجَاهل عمدا، هو:

فشل خرافة التوافق..

لا أظن أن أحدا يمكن أن ينسلخ من نفسه وجلده وفكره مثلما فعل عبد الفتاح #مورو، بل وفعلها بكل ما استطاع من بهلوانيات مسرحية ودرامية.. لا أظن أحدا يمكنه أن يفعل مثل مورو..

ثم إن مورو كانت وراءه حركة النهضة، وهي الحركة التي قدمت ما لا أحسب حركة إسلامية أخرى يمكن أن تقدمه من التنازل والتراجع والانبطاح والتخلص من الثوب الإسلامي، ولهم في هذا عجائب وغرابي وبدائع وروائع تسجل في كتب الطرائف والبكائيات معا..

ومع هذا لم يفلح الأمر، وخرج مورو من سياق الانتخابات..

لا يهمني هنا الحديث عن مورو أو النهضة.. بل يهمني الحديث عن الأفكار الخرافية والأوهام التي يكثر تسويقها في البيئة السياسية والفكرية النخبوية المريضة، هذه البيئة التي لا تريد أن تفهم الناس ولا الحياة بل تريد للناس وللحياة أن يخرجوا من طبائعهم ليوافقوا عقل النخبوي المفكر!

لكم أكثرت هذه البيئة الفكرية النخبوية من حديث التوافق، والتنازل الإسلامي عن مطالب الهوية، والارتفاع (!!) فوق الأيديولوجيات.. فلئن قدرنا أن رجلا ما أو حركة ما أراد تطبيق هذه الفكرة فلن ينجح في هذا الاختبار أحد مثل مورو والنهضة.

ومع هذا، فلدى هذه النخبة من البهلوانية والمراوغة والمناورة ما سيمكن كل واحد منهم من اختراع نظريات جديدة أو إعادة تفسير النظرية القديمة من جديد.. صنعة الكلام صنعة مريحة، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم خوفه على أمته من المنافق “عليم اللسان”!

على كل حال.. المهم والمقصود مما سبق أن نتخلص من أوهام النخبة الفكرية مهما تكرر تسويقها ومهما تزخرفت وتزينت.

المصدر: صفحة محمد إلهامي
https://www.facebook.com/520036614/posts/10156413496971615/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى