مقالات

بين دستور روسيا ودستور الخمسين

د. موسى الزعبي

كاتب وباحث سوري.
عرض مقالات الكاتب

اللجنة الدستورية تعني نسف هيئة الحكم الانتقالية حسب جنيف1 واعتبار ما يجري بسوريا حربًا أهلية والكل ضحية نظامًا وثورة !

1- دستور الخمسين تم إعداده بحالة السلم ،ووجود دولة ومناخ آمن وهو شرط إعداد أي دستور وهذا ما أكد عليه القرار 2254 بوجوب توفر مناخ آمن كشرط لاعداد الدستور.

2- لتوفر المناخ الأمن لا بد من إيقاف القصف وخروج روسيا وإيران ،وبدء المرحلة الانتقالية وقبل ذلك هو مناورة سياسية للتغطية على الإجرام الروسي والإيراني والنظام

3- تم إعداد دستور الخمسين وفق معايير عالمية بأي دولة ، وهي انتخاب برلمان تأسيسي أو ما يسمى مؤتمر عام من قبل الشعب السوري وفق قانون انتخاب شفاف وفق مناخ آمن ثم فرز المؤتمر العام لجنة دستورية قامت بصياغة الدستور وطنيًا بعد الاطلاع على 15دستورًا عالميًا بحيث يتناسب مع ثقافة وعقيدة وتوجهات الشعب السوري

4- تم عرض الدستور بعد صياغته من قبل اللجنة الدستورية على البرلمان التأسيسي لمناقشته ثم تم عرضه على الشعب السوري للاستفتاء العام ،واقراره وتم حل البرلمان التاسيسي بعده لبدء حياة دستورية وسياسية جديدة بسوريا

5- إقرار دستور الخمسين حاليًا من قبل المعارضة الرسمية
يقطع الطريق على سوتشي وروسيا التي تحاول تبرئة النظام الذي دمّر نصف سوريا وهجّر نصف شعبها ،ومتورط بإخفاء نحو نصف مليون ترجح الأوساط حرقهم بافران حرارية بإشراف إيراني .

6- اقرار واعتماد دستور الخمسين لايعني اعداد دستور جديد بل اعتماده، لانه الدستور الوحيد بسوريا الذي تم إعداده بشكل شفاف منذ الجلاء ، ولصعوبة توفر المناخ الأمن حاليا بظل الثورة وبظل القصف والعنف.

7- دستور سوتشي يفتقد لجميع أسباب الشرعية ،واهمها: أولاً عدم توفر مناخ آمن بظل وجود سبعين فصيلاً ايرانيًا إرهابيًا. ثانيًا مقترح من قبل عدو وهي روسيا التي تبيد الشعب السوري ثالثًا عدم وجود قانون انتخاب ينتخب مؤتمرًا عامًا كي يفرز لجنة دستورية .رابعًا من سيعدون دستور سوتشي يفتقدون للشرعية الثورية والشعبية ،فقد تم إعدادهم من قبل جهات مشبوهة وضد الثورة .خامسًا النظام سيكون جزءًا من اللجنة وهذا يتنافى مع بيان جنيف 1 وقرارات الأمم المتحدة التي اعتبرت النظام إرهابيًا و متورطًا باستخدام الكيماوي بالأدلة لأن بشار الأسد هو من سيرشح أعضاء اللجنة.

سادسًا المرجعية التي ستعتمد عليها اللجنة المعدة للدستور هل هي روسيا والشيوعية أم الإسلام ام العلمانية وهذا لا يبت فيه إلا الشعب السوري.
 سابعًا إعداد دستور قبل تنفيذ بيان جنيف 1 بالتراتب كايقاف القصف وسحب الجيش ونقل الصلاحيات لهيئة حكم انتقالية هو اعتراف بشرعية النظام اي تصبح المرحلة الانتقالية من الماضي لأنها بالأصل هي بديلة عن النظام الفاقد للشرعية وهذا أمر خطير جدا

8- من يتابع ويوافق  على لجنة سوتشي او ديمستورا بإعداد الدستور يكون تجاوز صلاحياته وقفز للإمام فوظيفة هيئة التفاوض والمعارضة هي مطالبة المجتمع الدولي بتطبيق بيان جنيف 1 والقرار 2254  والتي تعني التشبث بالمرحلة الانتقالية خطوة أولى ثم تتفاوض هي على اختيار الأشخاص بشكل فني وليس على المبادئ ويكون وظيفة هيئة الحكم الانتقالية ،الدعوة لمؤتمر عام وما يليه من آليات فنية لاعداد الدستور بحيث يتناسب مع عقيدة وثقافة وتاريخ الشعب السوري بمناخ آمن حيث يكون النظام قدر رحل بغير رجعة ولكن المؤسف الخداع والتنازل عن مبادئ الثورة التي انتزعتها بالدماء فتطبيق بيان جنيف1 مسؤولية مجلس الأمن تحت الفصل السابع وللعلم مجرد الدخول باللجنة الدستورية يعني التنازل عن بيان جنيف 1 والمرحلة الانتقالية وهيئة الحكم ،ولكن هؤلاء يفعلون شئًا ويصرحون عكسه و يظنون أن الشعب لا يعرف ان اللجنة الدستورية يعني نسف هيئة الحكم الانتقالية

9- السؤال لماذا المعارضة الرسمية رفضت اقرار دستور الخمسبن وقانون انتخاب وإعلان دستوري وفق الخمسين حتى زعمت روسيا عجز الثورة أمام العالم هذا برسم جميع الثوار والمعارضة

10- لو فرضنا أن المعارضة شكلت الدستور مع النظام بضغوط خارجية بالفنتازيا السياسية وجولات فماذا بعد ذلك ؟فما هو مصير مليون شهيد و معتقل ؟ وما عقوبة من هجّر ودمّر ؟ولكن المضي باللجنة بمشاركة نظام ارتكب جرائم إنسانية يعني اعتبار ما يحدث بسوريا حربًا أهلية والكل ضحية نظام وشعب، وهل ثورتنا من أجل إعداد دستور نسفه النظام خلال ربع ساعة لتنصيب الوريث القاصر ام لحل نظام أمني عمره نصف قرن جثم على صدور السوريين !؟
أخيرًا
جاء في المادة الأولى من الدستور الألماني
كرامة الإنسان غير قابلة للمساس.. احترامها وحمايتها واجب إلزامي على جميع السلطات !
لم يبدأ الدستور الألماني في المادة الاولى بسيادة الدولة او كرامة الوطن
وإنما بدأ بكرامة الإنسان ولم يشير إلى كلمة مواطن بل الإنسان ، مما يعزز الثقة بالذات وعدم الإحساس بالخوف .
فهل هؤلاء الذين قبلوا بزج اسمهم باللجنة أو من يؤيدهم يعرفون معنى الكرامة لو كانوا كذلك لما فعلوا ،ولكن كلمة الشعب ستكون فوق الجميع، فكل شيء يوثق للمستقبل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى