تحقيقات

تجدد سيرة الثورة الأولى في إدلب

عمر عبد العال

مدير أخبار رسالة بوست
عرض مقالات الكاتب

من إدلب الخضراء إلى بلدان العالم الصماء وأمم متحدة عمياء…إن كان صوت بنادق نظام الأسد ورسيا يعلو في السماء..فأصوات حناجر صادحة بالحرية تعانق السماء…فلا صوت يعلو فوق صوت الحرية.

إنَّ الحراك السلمي شكل أساسي من أشكال النضال المطلوب للتخلص من حكم الأسد وبناء دولة العدل والقانون، وهو يتكامل مع أشكال النضال الأخرى السياسية والعسكرية والمدنية.
فالمظاهرات السلمية هي أكثر ما يزعج النظام ويعري إجرامه وينسف كذبه بأنه يواجه إرهاب مسلح، فهي تؤكد أنه لولا القتل والفتك والظلم لبقيت الثورة سلمية، وما كان تحولها إلى مسلحة إلا من باب الدفاع عن النفس.


تتجدد روح الثورة وتعاد سيرتها الأولى في مظاهرات واسعة في الشمال السوري عمت مدن وبلدات المناطق المحررة، في جمعة حملت اسم “الثورة جمعتنا وعلم الثورة وحدنا”، ويشهد الشمال السوري في الأسابيع الأخيرة كل جمعة مظاهرات يشارك فيها الآلاف من السوريين، ضد هجمات الأسد والروس، وداعية إلى إسقاط النظام وميليشياته.
وأفاد مراسلو (رسالة بوست) في إدلب وحلب اليوم الجمعة 13.9.2019، أن شريحة واسعة من المدنيين شاركوا في المظاهرات، رافعين علم الثورة، ومرددين شعارات تؤكد على إسقاط نظام أسد، وتندد بمجازره المستمرة بدعم مباشر من الاحتلال الروسي، ومطالبين المجتمع الدولي بالتضامن مع مظاهراتهم في كافة أرجاء الشمال السوري، جراء الحملة العسكرية الأخيرة لميليشيا الأسد وروسيا على المناطق المحررة في الشمال السوري.
ومن بين المناطق التي خرجت فيها المظاهرات في إدلب وريفها، مدينة سراقب ومعرة النعمان، وبنش وكفر تخاريم وحيش، وفي ريف حلب تركزت المظاهرات في كل من قباسين وعفرين، خرجوا تزامنًا مع قصف قوات النظام لبعض قرى وبلدات إدلب، غير أبيهن بالموت، فمن أجل حريتهم وخلاص وطنهم، ترخص أرواحهم.

فأهمية عودة واستمرار الحراك المدني السلمي المناهض لنظام الأسد بعد كل هذه السنين، الذي تميّزت به الثورة السورية وأكسبها شرعيتها في الداخل والخارج، تأتي عبر ضبطها المستمر لبوصلة الثورة والتأكيد على أنها ليست إقصائية أو طائفية، بل جاءت لتحقيق طموح، زُرفت لأجله دماء مئات الآلاف من الشهداء، يتجسد في مبادئ الثورة، ونيل الحرية والعدل والديمقراطية، وهذا بعد فشل فصائل الثورة، في إيجاد دور فاعل للحاضنة الشعبية واستخدامها كأداة ضغط محلية ودولية لتحقيق أهداف الثورة السورية.

فالزخم المدني والسلمي للثورة سيستمر، ولن يخبو أبدا لأنه الهوية الحقيقية للثورة والتعبير الأمثل عنها، وما فترات انحسارها إلا لظروف قاهرة واستثنائية.

فهل ستعاد سيرة الثورة الأولى؟ أم بداية سيرة جديدة تحيي روحها ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى