وجئتُ أمحو بوهْجِ البارِقِ الغسقا = وأفتَحُ الصُّبحَ في قلبِ الدُّجَى طُرُقا
وأحملُ النورَ والإيمانَ مُتَّخِذًا = مِن سِحرِ عينيكِ للأشعارِ منطلقا
يَلفُّني الفجرُ في عطرِ الصلاةِ على = خيرِ الألى في كلامِ اللهِ قد نطَقا
أشمُّ للفجرِ أنفاسًا مُعطَّرةً = ومِن مَعانيكِ أشتَمُّ الهوى عَبِقا
ماتَ الهوى في نفوسِ الناسِ من ألمٍ = وفيكِ عاشَ الهوى لِلناسِ واتَّسَقا
وحينَ جاءَ الهوى صَبًّا يغالبُني = لَوَيتُ للنفسِ مِن أجلِ الهَوَى عُنُقا
وتارةً كان يَلْويني على ألمٍ = وتارةً يبتغيني باسِمًا لَبِقا
وكنتُ أحسبُ أنَّ العمرَ يُعتِقُني = مِن الهَوى فاتخذتُ العمرَ مُنعتَقا
لَكِنَّهُ عادَني والنفسُ واجفةٌ = فأشعلَ الحبَّ في فودَيَّ واحتَرَقا
وصُغتُ فيكِ معاني الشِّعرِ نازِفةً = وكنتِ في ما أصوغُ الحبرَ والوَرَقا
يامن سرقتِ فؤادي دونَ بَيِّنةٍ = وباركَ القلبُ فيها كُلَّ مَن سَرَقا
لبَّيتُ فيكِ نداءَ العشقِ مُبتهِجًا = والقلبُ لولاكِ مالبَّى ولا عَشِقا
وليسَ لي في الهَوَى فضلٌ سوى سَبَقي = إنْ كانَ في السَّبْقِ فضلٌ للذي سَبَقا