مجرّد سؤال..

لقد دخل معظم الرؤساء اللبنانيون قصر بعبدا من باب التدخل الخارجي فمنهم من دخل من الباب السوري مثل إلياس الهراوي وإميل لحود وميشال سليمان ومنهم من دخل من الباب الفرنسي مثل إميل إدّه وكميل شمعون وسليمان فرنجية ،ومنهم من دخل من الباب الأمريكي مثل الياس سركيس وأمين الجميّل ومنهم من دخل من الباب الاسرائيلي مثل بشير الجميّل .
وقد كان والي الخميني في لبنان حسن نصر الله ينتظر فرصته وضالته المناسبة باحثاً عن شخص مناسب لايران يمكن توظيفه في قصر بعبدا برتبة رئيس فكان الرجل الملبوس بهوس السلطة ولو على خازوق والشره للوجاهة والظهور بأي شكل من الاشكال والفارغ تماما من المحتوى خصوصاً بعد سنوات الهزيمة والإذلال التي عاشها هو الرجل المناسب ،
وأخيرًا جاء الرئيس الداخل من باب القروسطية الخامنئية مفاخرًا “بالعهد القوي” العهد المضحك الذي جعل لبنان مجرّد حجر صغير على رقعة الخامنئي، لبنان الذي أرادت له فرنسا أن يكون مسيحياً مارونيًا “فرنسيًا” وبقيّة مواطنيه مجرد رعايا للموارنه كما أرادوا أيضا النصيرية لحكم سورية ،
ولكن نتيجة تضحيات الشعب اللبناني خلال حربين أهليتين تم الإبقاء على الوجه العربي الإسلامي لهذا “اللبنان ” بالقوّة وليس بأيّ شكل آخر وبالمقابل فقد قدم الموارنه أرواح خمسين ألف شاب مسيحي ماروني من أجل الحفاظ على هذا الوجه القبيح للبنان وليس دفاعًا عن “الهوية المارونية” إذا جاز التعبير والتي لم تكن يومًا في خطر فهي إحدى هويات شعب هذه البلاد الدينية ولا خوف عليها ولكن دفاعا عن هذا الكيان المسخ نزولاً عند رغبة فرنسا الاستعمارية المغلفة بالحنان الطائفي والتفرقة العنصرية وتمزيق الشعوب ،
اليوم وبعد سنوات من حكم عون وصهره المأبون جبران باسيل يمكن القول :إنّه قد تم إذابة معظم الموارنة وهويتهم الدينية لصالح حسينيات الضاحية وحسن نصرالله وباتوا رعايا للخامنئي شاء عون أم أبى وهو في طليعتهم سواء بالمال الإيراني او بالسلطة الممنوحة لعون وجماعته .
لكن سؤالي الذي يطرح نفسه مالذي يجمع المسيحي العربي اللبناني الماروني بالفارسي الإيراني المسلم الشيعي؟!
ذلك أنّ التشييع الصفوي دخل إلى موارنة لبنان من الباب العريض من قصر بعبدا ومن قيادة الجيش وليس من حسينيات حسن فقط !
هذا السؤال لن يكون من الصعب الإجابة عنه ولن أقطع بإجابة محددة ،بل أترك المجال مفتوحًا لخيال القارئ لكن لا مانع من القول: إن أولها العداء لمشروع التحرر الذي يتقدمه المسلمون السنة،وفي مقدمتهم السوريون والفلسطينيون الذين هم رأس حربته، هذا المشروع الذي يخدم الموارنة لكنه يضرّ بإيران الخامنئية وبإسرائيل ،
إذاً نحن في مواجهة المشروع الفارسي الإسرائيلي المشترك الذي بات اليوم يستخدم الاقليات كلها للإطباق على المنطقة وتوزيع عقدة المظلومية من عقدة الانتحار الجماعي “الماسادا” إلى مظلومية كربلاء لكن يجب أن لاينسى الموارنة من هو يهوذا الاسخريوطي ولا من هو عبيد الله بن زياد الشيعي !!!
انا هنا لا أجيب بل طرحت سؤالاً وعلقت عليه برأيي والإجابات كلها عندكم.

