تحقيقات

ارتفاع سعر صرف الدولار يفاقم الحياة المعيشية في مناطق سيطرة قسد

رسالة بوست – خاص

ترك ارتفاع سعر الصرف العالمي للدولار أمام الليرة السورية، أثره السلبي على الأوضاع المعيشية لسكان المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا ’’قسد’’، حيث وصل سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية أكثر من ’’660’’ ليرة سورية للدولار الواحد، ما انعكس ارتفاعاً على أسعار المواد الأساسية في الأسواق الشعبية، في ظلّ انخفاض لمستوى دخل الفرد الواحد إلى دولار ونصف تقريباً في اليوم الواحد، وضعف المرتبات التي يتقاضاها الموظفون لدى الدوائر الرسمية التي تديرها ميليشيا ’’قسد’’، من معلمين وعمال البلديات وموظفي دائرة النفوس وغيرها.
في ظلّ هذه الأوضاع المأساوية، أجرى مراسل ’’رسالة بوست’’ جولة في أسواق ’’ريف ديرالزور الشرقي’’، ووجد أن أغلب المحال التجارية المختصة بالبيع بالجملة، قد أغلقت أبوابها، وامتنع أصحابها عن البيع، مترقبين استقرار سعر صرف الليرة، ومُكدسين المواد التجارية في مستودعاتهم، آملين في بيعها بأسعار مضاعفة ليجنوا أرباحاً خيالية، في فترة وجيزة.
أما المحال التجارية التي فتحت أبوابها، واستمرت ببيع الناس بشكل طبيعي، فقد رفعت أسعار موادها، تماشياً مع ارتفاع سعر صرف الدولار، علماً أن المواد المُكدسة في مستودعاتهم، اشتروها بأسعار سعر الصرف القديم، ولم يتأثروا بأسعار الصرف الجديدة.
وما بين تجار طامعين أغلقوا محالهم، وتجار جشعين رفعوا أسعار موادهم، يجد الناس أنفسهم ما بين المطرقة والسندان، في ظلّ غياب الرقابة التموينية على الأسواق، وإتاحة المجال لتُجّار الحروب والأزمات لامتصاص دماء الفقراء والبسطاء، الذين يعانون من ارتفاع نسبة البطالة، وانخفاض الأجور في حال وجدوا عملاً، وانخفاض مرتباتهم في حال كانوا موظفين في دوائر رسمية.
من ناحية أخرى، تشهد أسعار المحروقات والوقود ارتفاعاً كبيراً في مناطق تُعتبر منتجة للنفط والغاز، وتقف ميليشيا ’’قسد’’ متفرجة على التحكم بأسعار الوقود والمحروقات، وتقوم بتزويد محطات الوقود بكميات قليلة من البترول ومشتقاته، وبأسعار منخفضة، ولكن تلك الكميات لا تُباع بشكل كامل لسكان تلك المناطق، ويتم بيع قسم كبير منها في السوق السوداء، وتشهد محطات الوقود والمحروقات حالات ازدحام واختناق شديد، في كل مرّة توزع فيها ميليشيا ’’قسد’’ المحروقات على تلك المحطات.
ويباع لتر مادة المازوت في محطات الوقود بـ 75 ليرة سورية، ولكنه لا يتوفر في المحطات إلا صدفة.
أما في السوق السوداء أو ما يسمى السوق ’’الحر’’ فيباع لتر مادة المازوت بـ 135 ليرة سورية.
مادة الكاز بـ 200 ليرة سورية
مادة البنزين بـ 250 ليرة سورية
وأدى ارتفاع أسعار الوقود لارتفاع أسعار النقل بشكل آلي، وبالتالي ارتفاع أسعار المواد الأساسية.
أما على مستوى الزراعة، فحال المزارعين يُرثى له، في ظل تدمير قنوات الري جراء الحروب التي مرّت على المنطقة، والقصف الوحشي الذي تعرضت له من طيران التحالف الدولي والطيران الروسي وطيران الأسد.
ولا يستطيع المزارعون استجرار المياه عن طريق المُحركات وآلات جر المياه، بسبب حاجتها للوقود، والوقود أسعاره مرتفعة، وبالتالي هجر المزارعون أراضيهم لعدم توفر الإمكانيات، وارتفعت نسبة البطالة، وازدادت نسبة الفقر، ويعيش بعض سكان تلك المناطق، على تحويلات أقاربهم المادية، وليس كل من في تلك المناطق، لديه أقارب خارج سورية ليحول له القليل من المال، ولهذا تُعاني مناطق سيطرة ’’قسد’’ من فقر شديد، وبطالة مرتفعة، وانعدام وجود المنظمات الإنسانية والدولية التي تقدم للفقراء بعض ما يحتاجون.
الجدير بالذكر أن ميليشيا ’’قسد’’ تسيطر على كامل حقول النفط والغاز في المنطقة الشرقية، ولكنها لا تستثمر تلك المقدرات لإصلاح البنى التحتية للمنطقة، ولا تقوم بأي مشاريع إنمائية لرفع مستوى المعيشة لدى سكان تلك المناطق، ولو استثمرت واردات حقول النفط والغاز في المنطقة الشرقية بشكل عادل، لما بقي فقير ليس فقط بالمنطقة الشرقية، بل في سورية كلها من أقصاها إلى أقصاها، ولكن ميليشيا ’’قسد’’ تستأثر بتلك الموارد، ولا يُعرف إلى أين تذهب، وفي أي مجال أو باب تُصرف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى