مقالات

الدور الممنوع للمسجد

حسين الهاروني

باحث سوري من الجولان المحتل.
عرض مقالات الكاتب

المساجد في البلاد العربية التي تُفتح في اوقات الصلاة فقط وللصلاة فقط ولخطبة الجمعه المكتوبة من تحت أيدي مخابرات وعلماء السلاطين شكلًا وموضوعًا هي مساجد مسلوبة الدور، لا دور لها ولا أهمية ولا تأثير على الإطلاق ووجودها لايعني شيئًا لحال الإسلام ولا لحال المسلمين ولا يغيّر ولايضيف شيئًا في أحوالهم.

فالمسجد كان عبر كل الحقب الإسلامية منذ العهد الراشدي وحتى الدولة العثمانية هو المدرسة والجامعة، وهو الملتقى الأهلي ومركز البحث والنادي الاجتماعي وكان المنتدى السياسي، وكان المركز الأعلامي للمسلمين ومركز التعبئة الروحية والمعنوية ومركز انطلاق الجيوش والحملات وكان مأوى عابر السبيل ومركز الإغاثة ،وكان مكان معالجة مشكلات الناس العاديين ومقصد الضعفاء، فكان كل من له مشكلة ما أيّة مشكلة. فالمسجد وجهته.

هذا هو دور المسجد في كل مراحل نهوض الأمة ومراحل تألقها وتحررها واحترام الإنسان فيها حين سادت الارض
حينها كان المسجد يمثّل بيت الدولة، وبيت الإنسان ومؤسسة المجتمع المدني، ودار العبادة وكان يجب أن يتطور المسجد في زماننا ليصبح هو الجامعة العلمية في الحد الأدنى.

وحين بات لتأدية فرض الصلاة ثم يغلق بعدها بأمر الحاكم تم تفريغه من قيمته الفعلية ودوره في القيادة والتربية وإلغاء دوره الذي قام من أجله، وذلك حين سقطت الأمّة في أتون التفرقة والاستبداد ،تلك الحفرة التي حفرها الأعداء في الداخل والخارج، وأدّت لانحطاط الأمّة وشرودها وموت الإرادة والعزيمة فيها، وقُتِلتْ روحها التي تحاول التوقّد اليوم من جديد وتمّ وأد روح المبادرة في شبابها، فاصبح المسجد مجرّد مكان لأداء الصلاة، مكام يخلو من الروح والريادة والقيادة،وأصبح بالنسبة للشباب مكاناً مملاً قلّما يثير إهتمامهم او يمرون به إلا شذراً.

الارتباط بالخالق هو التعبئة الروحية لهذه الأمّة وإذا كانت الجامعات والمدارس متخصصة في علوم الدنيا فلماذا لا ترتبط المؤسسة الدينية وفي مقدمتها المسجد بهموم الناس وواقعهم بدلا ًمن أن ترتبط بالسلطة وأجهزة الأمن الداخلية والخارجية ؟!
أليس أولى أن يعطى هذا الدور للمسجد، وأن يرفده العلم الدنيوي ثم الديني القويم ؟
أمّا إغلاق المساجد خوفًا من تنامي الفكر المتطرف فهذا محض هراء، فالفكر المتطرف هو نتاج الكبت السياسي والديني وكلنا يعلم ان الوسطية والاعتدال الحق هما عنوان الإسلام وواسطة عقده ،وأوسط العقد هي أحسن حباته فضلاً عن أنّ هذا الإغلاق يحرم المجتمع وأجياله الصاعدة من مل فوائد المسجد.

إما أن يكون الدين بالحقنة المسبقة التعيين والوظيفة الرسمية المقدّرة المنافع فهو ما يجلب جيوش المرتزقة أصحاب المراءاة والتدليس والكذب والأقنعه، وليس أصحاب الفضيلة والإيمان والقناعة الراسخة بدافع إيماني داخلي لابدافع مصلحي دنيوي، ما يؤدي لإفساد دنيا الناس ودينهم .

هذا هو الفرق الجوهري بين مايجري على أرض الواقع وبين مايجب أن يكون عليه حال مساجد المسلمين، وحال المسلمين في مساجدهم، فهذا الدور كفيل بإنهاض أجيال الشباب وإحياء روحهم من جديد لتنهض مشاعل النور في ليلنا الحالك.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. رحم الله الشيخ الالباني الذي كان يطالب بعودة المسجد الى دوره الحقيقي مدرسة ومجلس شورى ومجلس حكم وانطلاق الجيوش ومقر للنوم للمسلم الذي يصل ليلا ولا يجد مكانا يبيت فيه وغيرها من الامور الحياتية

  2. نعم المساجد إذا أستعادة دورها الريادي في العالم الإسلامي سترجع الأمة إلى الريادة و ستتصدى الموقف العالمي و ستكون مراكز إشعاع حضاري تُنهل العلوم الدنيوية و الآخروية ….

  3. نعم يا سيدي…….هو بيت القصيد ما أن رجع الدور الريادي للمسجد في عالمنا الإسلامي سيرجع للمسجد مركزه إشعاع حضاري ….دنيوي و آخرروي ….السياسي و الاجتماعي….
    .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى