تحقيقات

ميليشيا قسد تستولي على المدارس في ريف ديرالزور الشرقي

دمرت الحرب في سورية، البنى التحتية وكافة المؤسسات المدنية في سورية، وتعتبر المنطقة الشرقية الأكثر تضرراً في سورية، بسبب تعدد القوى التي حكمتها على الأرض، فضلاً عن القصف الجوي الشديد الذي نالته من طيران التحالف الدولي والطيران الروسي وطيران الأسد، وتكاد المنطقة الشرقية في سورية، تنفرد على مستوى العالم، من حيث اتفاق كل قوى العالم المختلفة والمؤتلفة، على قصف وتدمير تلك المنطقة وتهجير سكانها.
وتفتقر المنطقة الشرقية وخاصة ديرالزور والرقة للمؤسسات التعليمية بكافة أنواعها، ، وخاصة المدارس المختصة بالمراحل الإبتدائية الصالحة للقيام بالعملية التعليمية.
وعلى الرغم من ندرة المدارس، التي لاتكفي لاستيعاب الطلاب، فقد استولت ميليشيا “قسد” على ما تبقى من تلك المدارس، لتحولها إلى نقاط عسكرية تأوي عناصرها المنتشرين في مناطق سيطرتها في المنطقة الشرقية.

وفي ريف ديرالزور الشرقي، ناشد أبناء بعض المناطق، الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم، موقع “رسالة بوست” لنقل معاناتهم جراء استيلاء ميليشيا “قسد” المدعومة من قوات التحالف الدولي، على ما تبقى من مدارس صالحة لتعليم أبنائهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر، استولت ميليشيا قسد على خمسة مدارس، تمتد من بلدة “الشنان” إلى بلدة “درنج” على مسافة تقدر بطول أكثر من “10” كيلومتراً، وبكثافة بشرية تقدر ما بين “20 _ 30” ألف مواطن من أبناء المنطقة، يوجد بينهم ما بين “2000 _ 2500” طالب، يتوزعون على المراحل الدراسية المختلفة.
وفي ظل هذا الواقع السيء، وجد أبناء المنطقة أنفسهم أمام خيارين أحلاهما مر، فإما أن يرسلوا أبناءهم إلى مناطق بعيدة للتعلم في مدارس مكتظة، في ظل ظروف أمنية سيئة لا يأمنون فيها على سلامة أبنائهم، أو يتخلوا عن تعليم أبنائهم حفاظاً على سلامتهم، وأغلب العوائل اختارت الخيار الثاني، ما أدى لحرمان أبنائهم من التعليم.
ولم تنفع مناشدات الأهالي لميليشيا “قسد” لإخلاء المدارس، وإفساح المجال للعملية التعليمية أن تستمر، ولم يبقَ لأبناء المنطقة إلا إرسال أبنائهم إلى المساجد، واللجوء للمشايخ و “الكتاب” لإنقاذ أبنائهم من الأمية، التي انتشرت بشكل مرعب في أرياف ديرالزور والمناطق التي تسيطر عليها ميليشيا “قسد”.
فهل يجد سكان المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا “قسد” آذاناً صاغية، من المسؤولين عن إفشال العملية التعليمية، أم أن الحال سيستمر في ظل مستقبل سياسي ضبابي ومجهول، وعدم معرفة من سيحكم، وإلى أي مصير ستؤول إليه المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى