مقالات

فراس الأسد.. مسلسلٌ لفضائح لم ولن تنتهي

جهاد الأسمر

كاتب ومحامٍ سوري.
عرض مقالات الكاتب

كثُرت في الآونة الأخيرة الرسائل المتبادلة، والاتهامات داخل العائلة الأسدية، والحرب الكلامية بينهما على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة بين الأخوين غير الشقيقين فراس الأسد، وأخيه دريد أبناء رفعت الأسد.

فقد سبق لفراس أن أطلق عددًا من التغريدات على منصات التواصل ولاقت صدى واسعًا، وذلك بسبب الكم الهائل من الفضائح الذي احتواه من تعرية للعائلة الأسدية وممارستها الإجرامية بحق الشعب السوري، واعتبرها كثيرون أنها شهادة للتاريخ من شخص ينتمي لآل الأسد أنفسهم، وتأتي أهميتها من شخص كان يعيش بين ظهراني هذه العائلة، ومطّلع على أدق  أسرار مؤامراتهم وجرائمهم.

مواقف فراس وماذا جرت عليه من نتائج؟

مواقف فراس لا شك أبعدته بشكل عام عن أبيه، وإخوته، وأبناء عمومته، حيث يعيش فراس حياة بسيطة في منزل متواضع بسويسرا بعد أن انقطعت علاقته نهائياً بعائلته، بل حتى أن أباه رفعت قد حرمه من حصته بميراثه الضخم عقاباً له على تمرده.

فبعد أن أعلن “فراس رفعت الأسد” ابن عم بشار الأسد في الآونة الأخيرة أنه لم يعد يحتمل السكوت، أصبحت منشوراته على منصة التواصل الاجتماعي حديث الساعة والشغل الشاغل من حيث ما تكشفه عن هذه العائلة المشبوهة.

مسلسل الفضائح…

فمن نشره صورة هوية جده “علي”، والتي تثبت بأن اسم العائلة الحقيقي هو “الوحش” وليس “الأسد”، وهو ما يؤكد الحقيقة التي حاولت العائلة إخفاءها طيلة السنوات الماضية عن اللقب الحقيقي لهم قبل أن يقوم حافظ بتغييره.

ووفق ما هو متداول بين سكان “القرداحة” مسقط رأس آل الأسد فإن أصول عائلة “الوحش” تعود إلى إيران التي غادرها سليمان جد حافظ ووالد عليّ إلى “ديالى” العراقية ومنها إلى القرداحة السورية ليعيش فيها بداية على صدقات السكان وكخادم لدى الأغنياء.

ما يؤكد هذا وثيقة كشفت عنها وزارة الخارجية الفرنسية سابقاً صدَّقت ما ذهب إليه فراس بأن “سليمان الوحش” كان عميلاً ضد السوريين أثناء فترة الانتداب الفرنسي، وأوضحت  الوثيقة بأنه كان من بين خمسة أشخاص من الطائفة العلوية طالبوا فرنسا بعدم الرحيل عن سوريا ومنحها الاستقلال، والوثيقة الفرنسية أكدت لقب الوحش للعائلة أيضاً.

واليوم وتتويجًا لمسلسل الفضائح نشر فراس على صفحته موجهًا كلامه إلى بشار مباشرة على غير ما جرت عادته من توجيهها لأخيه، فبعد لازمة “ليس ذنبي” في رسالته السابقة لأخيه دريد تأتي رسالته إلى بشار تحت عنوان:             

“لا أحد أيها المجنون يبيع وطن آبائه وأجداده من أجل كرسي”                            رسالة طويلة وهي تضاف إلى ما قاله سابقًا وربما تأتي هذه الرسالة لكشف ما بقي مستورًا ونزع ورقة التوت التي تداري بها هذه العائلة سوءاتها وعوراتها.

كما قلنا سابقًا فراس برسائله وسلسلة فضائحه لم يأت بجديد، فجميع السوريين ومعهم العرب والعالم أيضاً يعرفون ما جاء فيها لكن المهم في شهادته، فضائحه أنها جاءت من شاهد من أهلها.

حقيقٌ علينا الآن أن نسأل عن الأسباب والدلائل والنتائج والمعاني والزمان لأن يختار فراس هذا التوقيت لمسلسل الفضائح التي ينشرها بين الفترة والأخرى عن هذه العائلة المشبوهة؟

ما جاء في رسائل فراس لأخيه بالأمس القريب ورسالته إلى بشار دليل يبين حالة الشرخ والتصدع والتشظي التي تمر به هذه العائلة المجرمة التي فعلت ما يُفعل وما لا يُفعل بحق الشعب السوري، ففراس يعرف ووفق رسائله ما سيكون عليه حال هذه العائلة في المستقبل فعينه ترى الذي يجري وأذنه تسمع ما يقال،

فهو لم يتحدث طيلة السنوات الماضيات من عمر الثورة، وما جرى فيها من أحداث جسام وعظام. فلماذا الآن ومنذ فترة قصيرة مضت بدأ بفضح هذه العائلة؟ فهل يرى فراس أننا في الربع الساعة الأخيرة أو أننا بتنا نلعب في الوقت بدل الضائع من عمر المباراة؟

ما دفع فراس لقول هذا لا يصب إلا في خانة معرفته كما أسلفنا بما سيحدث وما عزز هذه القناعة لديه هو ما جرى منذ يومين من اعتقال رامي مخلوف وإخوته إياد وإيهاب ووالدهم. وفرض الإقامة الجبرية عليهم بعد أن جردهم بشار الأسد أموالهم التي سلبوها من دم، وعرق الشعب السوري، ليستعين بها على حرب الإبادة التي تطال الشعب السوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى