اقتصاد

لماذا انهارت الليرة السورية؟

د. ياسين الحمد

أكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب

تتعرض الليرة السورية إلى انخفاض متسارع في قيمتها، حيث تجاوزت حاجز 650 ليرة مقابل الدولار، ويعود ذلك لعدة أسباب من أهمها:
1- تدمير كافة قطاعات الاقتصاد الوطني من صناعة، وزراعة، وخدمات، وسياحة، إلخ.. وضعف إنتاجيتها، بسبب العمليات العسكرية والتدمير الحاصل، ولذلك أصبح هناك عجز في الميزان التجاري، وضعف في الصادرات، كما وزيادة الطلب على الاستيراد، حيث زاد الطلب على الدولار في لبنان خلال الأيام الماضية وهو مؤشر لزيادة طلب التجار السوريين للعملات الصعبة لاستيراد السلع الضرورية، كما أنه مؤشر لعدم توفرها في سورية.
2- استنزاف كامل الاحتياطي النقدي في البنك المركزي تقريبًا، والتي كانت قبل الثورة 19 مليار دولار. ويتضح أيضًا أن تكاليف الحرب الهائلة، استنفذت معظم الأموال المنهوبة من ثروات وجهد الشعب السوري المودعة بالحسابات الشخصية للحلقة الضيقة للنظام.
3- انخفاض حجم الدعم الخارجي لفصائل الجيش الحر بعد إجراء المصالحات مع النظام، ولذلك انخفضت كمية العملات الصعبة المعروضة في المناطق المحررة، حيث كان النظام يستغل سيطرته على البنك المركزي، ويستفيد من توفر العملات الصعبة في المناطق المحررة لتمويل حاجاته لها.
4- العقوبات الاقتصادية الأمريكية والأوروبية على بعض مؤسسات وأشخاص النظام؛ مما رفع من تكاليف استيراد السلع والخدمات.
5- العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران؛ مما أوقف الدعم المالي للنظام، بالإضافة لإيقاف الخط الائتماني للنفط لحليفها بشار، حيث لم تدخل أي ناقلة نفط إيرانية الى سورية منذ ستة أشهر.
6- الخلافات بين أجنحة النظام حول القدرة على تمويل العمليات العسكرية وتكاليفها، مما أضعف الثقة بالليرة السورية.
المتوقع أن روسيا مستمرة باستنفاذ كافة العملات الصعبة المتوفرة لدى حاشية النظام، وهي تعرفها بدقة. كما وضع القطاعات الاقتصادية عمومًا منهك تمامًا، ولذلك لن تساعد هذه القطاعات في إحداث أي فرق لصالح استقرار الليرة، سواء في الفترة المتوسطة وحتى البعيدة خاصةً بوجود النظام. بالإضافة أن البنك المركزي استنفذ كل وسائله للتدخل بسبب فقد كامل احتياطاته النقدية.
فنرى أن وضع الليرة وكل المؤشرات تؤكد اتجاهها إلى انخفاض حاد بالإضافة إلى ارتفاع في الأسعار وتدهور في مستوى المعيشة للسوريين، حيث أنصح السوريين الذين يمتلكون أموال بالليرة السورية تحويلها بالكامل إلى الدولار، على الأقل للحفاظ على القدرة الشرائية لمدخراتهم، وبالنسبة للمغتربين أنصحهم أن يحاولوا تنبيه ذويهم بعدم تبديل مبلغ التحويلات المالية كاملًا، وإنما الاحتفاظ به كدولار ويستبدل وفق حاجاتهم الأسبوعية، حتى يخففوا بعض خسائرهم مهما كان المبلغ صغير، فهم أولى به من التجار وسماسرة النظام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى