أخبار

بيان صادر عن هيئة علماء اليمن بشأن تمرد ما يسمى بــ المجلس الانتقالي ومن يقف وراءه

الحمد لله رب العالمين القائل “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” (سورة البقرة : 190)، والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل “مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ ، يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ ، أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ ، فَاقْتُلُوهُ ” (رواه مسلم).
أما بعد:
فإن هيئة علماء اليمن تتابع بحزن وأسى تداعيات الأحداث في العاصمة المؤقتة عدن، والتي نتجت عن قيام مليشيات ما يسمى بــ المجلس الانتقالي المتمرد على الشرعية والمدعوم إماراتياً بالاعتداء بالقوة المسلحة على قوات الحماية الرئاسية، واحتلال قصر الرئاسة بالمعاشيق، وكذا الاعتداء على المواطنين، والاستيلاء على مؤسسات الدولة، والتوسع نحو بقية المحافظات، في محاولة لفرض أجندة مشبوهة ترفع شعار الانفصال وتسعى لتحقيقه كوسيلة لتنفيذ تلك الأجندة.
وعليه فإن هيئة علماء اليمن تبين ما يلي:
1- تدين الهيئة تمرد مليشيات ما يسمى بـ المجلس الانتقالي على السلطة الشرعية اليمنية، والاعتداء على الجيش والأمن ومؤسسات الدولة، فذلك يعتبر خروجاً على ولي الأمر الشرعي، قال تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ” (سورة النساء : 59).
2- تُذكّر الهيئة بأن هذا التمرد يمثل أكبر خدمة للمليشيات الانقلابية الحوثية، وللمشروع الإيراني الذي يسعى للهيمنة على اليمن والمنطقة.

3- تشيد الهيئة بموقف الشرعية ممثلة بالرئاسة والحكومة ومجلس النواب، إزاء هذا الحدث الجلل، ونهوضهم بواجبهم للقضاء على التمرد والحفاظ على الأهداف الوطنية العظيمة التي قام لأجلها التحالف العربي، والمتمثلة في المحافظة على الدولة اليمنية ،ومصالح الشعب اليمني، وأمنه، واستقراره، وسيادته، ووحدة وسلامة أراضيه، واستعادة الشرعية تحت قيادة الرئيس الشرعي لليمن فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، والحفاظ على انتماء اليمن إلى نسيجه العربي والإسلامي.
4- تشيد الهيئة بموقف قوات الجيش والأمن، وقبائل محافظة شبوة وأبين ولحج ورموز المحافظات الجنوبية، وكافة المكونات الرسمية والشعبية، التي رفضت هذا التمرد وتصدت له، وتسأل الله أن يتقبل الشهداء ويشفي الجرحى.
5- تشيد الهيئة بموقف المملكة العربية السعودية قائدة التحالف العربي لرفضها التمرد، ووقوفها إلى جانب الشرعية، ووحدة اليمن وسلامة أراضيه، وتهيب الهيئة بأشقائنا في المملكة الاستجابة لمطالبات الحكومة اليمنية لها بتوقيف دولة الإمارات عن الاعتداء بالضربات الجوية على الجيش اليمني، ووقف كافة الدعم المالي والعسكري لكل التشكيلات العسكرية الخارجة عن الدولة وسلطة القانون، وتحميلها جميع التبعات والمسؤوليات المترتبة على ذلك .
6- تشيد الهيئة بخطاب فخامة رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي، وبموقف الحكومة، وببيانات وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان وأحزاب التحالف الوطني للقوى السياسية، وتؤكد على ما ورد فيها من إدانة لقصف الطيران الإماراتي المتعمد وغير المبرر للجيش اليمني في عدن وضواحيها وبعض مناطق محافظة أبين، والذي يصادم أهداف التحالف العربي، والقانون والأعراف الدولية، والذي أسفر عن أكثر من 300 ضحية بين شهيد وجريح من أبناء القوات المسلحة والمواطنين، وتسأل الله الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى.
7- تدعو الهيئة جميع اليمنيين حكومةً وشعباً، وقيادة التحالف العربي أن يعملوا سريعاً على القضاء على التمرد، والتوجه لاستكمال تحرير ما بقي من محافظات تحت سيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية، واستعادة عاصمة اليمن الموحد المختطفة صنعاء.

8- تدعو الهيئة جميع أبناء اليمن والمكونات السياسية والاجتماعية للوقوف إلى جانب الشرعية لوأد الفتنة، وتثبيت دعائم الدولة وبسط سلطتها على جميع أراضي الجمهورية، ورفض أي قوات خارج نطاق الجيش الوطني والأجهزة الأمنية، قال تعالى “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا” (سورة آل عمران : 103).
9- تدعو الهيئة أنصار ما يسمى بــ المجلس الانتقالي إلى الحذر من دعاة الفتنه وتجنب الانخراط فيها ، وعدم مشاركتهم في القتال، قال تعالى “وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب” (سورة المائدة: 2).
10- تدعو الهيئة حكومة الشرعية إلى اتخاذ كل ما يلزم لحفظ دماء وممتلكات المواطنين في أماكن القتال، وحسن معاملة الأسرى، والحفاظ على مؤسسات الدولة وممتلكاتها، وتوفير الاحتياجات والخدمات الضرورية.
11- تدعو الهيئة جميع أبناء الشعب اليمني إلى حسن الظن بالله، والتفاؤل بالخير، وعدم تسرب اليأس إلى النفوس، أو القنوط من رحمة الله، وليكونوا جميعاً على ثقة برحمة الله تعالى وكرمه، وأن اليمن سيتجاوز المحن التي يمر بها، وأن أبناءه سيحافظون على شريعتهم وشرعيتهم، وسيبنون دولتهم ذات السيادة الكاملة، وسينعمون بإذن الله بخيرات وطنهم الواعدة المنتشرة في جميع أرجاء اليمن، وبمزايا موقعه الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن ومضيق باب المندب وجميع الجزر اليمنية، فكل ذلك يبشر اليمن واليمنيين بمستقبل زاهر ورغيد.

أخيرا نبتهل إلى الله تعالى أن يحفظ عدن وأهلها وجميع أرجاء اليمن وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وحسبنا الله ونعم الوكيل،،،
صادر عن هيئة علماء اليمن بتاريخ 1محرم 1441هـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى