لقد رسخ في ذهن الغرب عموما ان النظام السوري يحارب الإرهاب، وهو يتعامل أي (الغرب) سياسيا مع الملف السوري على هذا الأساس تماما.
ان ذريعة النظام الدولي والمحلي في تبرير استخدام القوة المتوحشة في سورية والتسبب في قتل المدنيين هو للتخلص من الإرهاب.
ان السجل الحافل المغلوط لممارسة بعض الفصائل والتي تم توثيقها إعلاميا وصحفيا ومرئيا تستخدم كدليل ذهبي قاطع على وجود الإرهاب في سورية ممثلا ببعض الفصائل.
لقد كان المثل الأقوى للإرهاب في سورية هو داعش، وقد تم محاربتها والقضاء على قوتها التنظيمية دون جذورها البشرية والفكرية، ولكن ما زال المسلسل مستمر العرض.
إن من يهدد الثورة السورية الآن هو الادعاء بوجود فصائل أخرى تمثل الإرهاب، وأن <الفارس النبيل> أي النظام السوري يحاول التخلص منها، مع اعترافه بأنه يقضي على مئات آلاف من السوريين المدنيين في حربه المشروعة تلك!!
نعلم أن جل ذلك كذب وبهتان وباطل وافتراء، ونعلم أن النظام قد أتقن دوره الخبيث، ولكنني أستغرب من هيئة تحرير الشام لماذا تعطي الذريعة للنظام المجرم ومعه المجتمع الدولي ليجعل الشعب السوري المدني رهينة عنده، ويجعله يدفع الثمن بمئات الآلاف من القتلى والمشردين؟؟ دون أن يحرك ساكنا؟؟
لماذا لم تستطع تركية ايجاد حل لهذه المعضلة وتنقذ الشعب السوري الضحية من هذه المؤامرة المركبة؟؟
لماذا لا يساهم منظزوا وشرعيوا هيئة تحرير الشام بإيجاد مخرج من هذه المحرقة التي جعل الشعب السوري هو وقودها؟
أعلم أن الكثير جدا سيقول بأن الهيئة صنيعة مخابراتية، وأعلم بأن الكثير سيقول عن قادتهم بأنهم خرجوا من عند النظام، وهم عملاؤه، ولكن ماذا عن أصحاب العقل والكلمة والحل والعقد والنهى في كل من هيئة تحرير الشام ومخابرات تركية؟ ألهذا الحد العقول تسمرت والقلوب تخشبت؟ واستعصت عن ايجاد حل لدحض هذه اللعبة الخبيثة؟؟
ماذا عن مئات الآلاف المعرضين للقتل والتهجير في إدلب الآن؟؟
هل هي معادلة صعبة الحل حقا؟؟