بوحٌ دمشقي

عَيني تُصارِعُ فيكِ أطيافَ الكَرَى = حَتَّى كأنِّي قَد خُلقتُ لأسهَرا
ما كانَ حُبُّكِ في فؤاديَ صُدفةً = بَل كانَ حُبُّكِ في الفُؤادِ مُقَدَّرا
والعَينُ مَاكانَت ليَغفوَ جَفنُها = حَتَّى تُوَثِّقَ مِنْ جَمالِكِ ما تَرَى
ولَقَد تأمَّلْتُ الجَمالَ فلَم أجِدْ = حُسنًا كَحُسنِكِ ، ما أرقَّ وأطهَرا !
كم قائمٍ في الليلِ يَرصُدُ نجمةً = والبدرُ يَلفَحُ مُقلتيهِ وما دَرَى
فَالَّليلُ سَبَّحَ في عُيونِكَ رَبَّه = والصُّبحُ هَلَّلَ في الخُدودِ وكَبَّرا
والياسَمينُ يَجولُ فيكِ كَأنَّه = مِن أجلِ عَينيكِ الْجَميلةِ أزهَرا
دَأَبَ النَّسيمُ على مُداعَبةِ الشَّذَى = في وَجنتَيكِ فعادَ مِنكِ مُعطَّرا
وأطَلَّ خَلفَكِ قاسَيونُ وقَلبُهُ = مُتَوجِّسٌ مِمّا يُخَبِّئُهُ السُّرَى
حَذِرًا يُراقِبُ كُلَّ شَيْءٍ حَولَه = مِمّا عَداكِ وحَقُّهُ أنْ يَحذَرا
لي في غَرامِكِ ألفُ ألفِ حِكايةٍ = ماكُنتُ فيها أنْ أبوحَ وأُعذَرا
28/8/2019 م