مقالات

بلا عنوان

هيثم المالح

عرض مقالات الكاتب

يحار المرء حين ينظر إلى المشهد السياسي على الساحة الجغرافية من شرق آسيا وحتى الأطلسي، في عالمنا الإسلامي الكبير أو عالمنا العربي الملتهب بثورات الربيع العربي، والمآسي والكوارث التي لاتزال تنهال على رؤوسنا هنا وهناك.
ويظن الواحد منا أن الحرائق محصورة في الجغرافيا العربية، ولكن ما أن يمعن النظر بعيدًا حتى يرى بوادر شرر في الشرق الاقصى، فهاهي الصين تحاصر المسلمين الإيغور الذين احتلت بلادهم وضمتها إليها، وتمارس عليهم حرب إبادة واستئصال لثلاثين مليونًا من المسلمين، بسبب العقيدة، وميانمار تحاصر المسلمين من الروهينغيا، في محاولة واضحة لاستئصالهم، وكذلك بسبب العقيدة.
وتراءى لنا لوهلة أن الأمور مستقرة بين الهند وباكستان، وإذا بنا نرى بداية اشتعال النار بين الدولتين في كشمير المسلمة، وكأن الهند وجدت فرصتها، بانشغال المنطقة العربية بثوراتها، وانهيار المنظومة العربية -الضعيفة اصلاً -أمام الابتزاز الأمريكي، والضعف الأوربي، وانسياق بعض الحكام (عرب الهوية) وراء بريق زائف لوعود بالدعم للقوف في وجه طوفان الملالي الصفويين، القادم من ماخور (قم) محملاً بكافة الموبقات وأهمها المخدرات، لتدمير ما بقي من أمتنا، كرامة واخلاقًا ومعاني جميلة حملتها أمتنا عبر القرون من ثقافة ديننا الإسلامي العظيم الذي أسس لأعظم حضارة عرفتها البشرية، حضارة قامت على مكارم الأخلاق، حضارة جعل كلمة السرّ فيها الخلق الرفيع نبي البشرية محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه، حين قال (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
وأمّا ما يجري من ثورات في ربيعنا، ومن بداية الحرائق هنا وهناك، وما يمارس على أخوتنا في الصين وميانمار وكشمير، وفي مقابل تلك المآسي مشهد حكام عرب تعرّوا أمام امتهم فاضحوا يستقبلون بحفاوة بالغة مجرمي الهند والصين وروسيا هؤلاء الذين ينكلون بإخوانهم، على مساحة الجغرافية الآسيوية في شرقها، وبدل أن يناصر هؤلاء إخوانهم عن طريق الضغوط الاقتصادية، وهي السياسة المتبعة الآن على الصعيد العالمي، من اجل تمرير المصالح، وهي أيضًا السياسة المعترف بها كأساس في العلاقات الدولية، نرى حكامًا (عرب الهوية) يفتحون أسواقهم لهؤلاء الذين يقتلون ويدمّرون شعوب إخوانهم في شرق آسيا ووسطها، وهو كذلك ليس بعيدًا عنهم ما يجري لشعبنا السوري البطل الذي انتفض، من أجل حريته وكرامته، ويلعب نظام الملالي (العاهر) في ساحتنا قتلاً وتخريبًا على كافة المستويات ولم يسلم من حقدهم وإجرامهم الحجر والشجر والبشر، وهناك من دولنا التي تسمى عربية من يعقد معهم الصفقات الاقتصادية والثقافية وغيرها!
فبالله عليكم أيها الأخوة ممن ستقرأون هذه الكلمات: اي مشهد هذا الذي نراه أمام أعيننا، وماذا يمكن أن نطلق من عنوان على هذا الكلام؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى