مقالات

الأمة بين إيران وأمريكا و”إسرائيل”

د. محمود المسافر

سياسي وأكاديمي عراقي.
عرض مقالات الكاتب

الخيارات المطروحة، ماذا نفعل؟
ماذا نفعل؟ سؤال منهجي مطلوب من نخب الأمة وكل طاقاتها أن تجيب عليه.

أغلب العرب اليوم ولا سيما أصحاب الرأي يعيشون محددين بين أقصى اليسار بأمل في إيران وأقصى اليمين بأمل في أمريكا ،ومع الأسف لا يوجد بين هذين الخيارين وسط.

وضعت الصهيونية وعملاؤها من عرب وعجم الأمة، بعد احتلال العراق وتغوّل النظام الصفوي الجديد في إيران في محيط إيران العربي في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وبدرجة اقل في الكويت والسعودية ومحاولاتها غير متوقفة عند مصر السودان والصومال ، وبعض الدول العربية الأخرى، في موقف خطير لا تُحسد عليه، من سمح لإيران بهذا التمدد غير الاحتلال الامريكي للعراق؟

وبعد أن فعل الاحتلال الصفوي الجديد للعراق ما فعل ،وبعد تجارب دامية في الكثير من الأقطار العربية الأخرى (التي أسميتها في عام ٢٠٠٥ عام القتل الطائفي في العراق بسياسة التوريط التي مارستها أميركا والصهيونية لإيران الصفوية الجديدة) يأتي المخرّب الأكبر وهو الولايات المتحدة الأمريكية ليعرض الحل (ومصداقيته في شك) بتقويض القوة الإيرانية بالحصار والضغط الاقتصادي والسياسي، والتهديد العسكري بين مدة وأخرى دون أية ضمانات إن كان هذا النهج سيستمر إلى أن يتم تحييد إيران أو اسقاط نظامها السياسي ام لا، ليعطوا المنطقة رزمة واحدة غير قابلة للتقسيم إمّا نترك إيران تأكلكم، أو نقود التغيير معًا (امريكا والعرب و “إسرائيل”) أما كلنا معًا وأما نترككم فريسة سهلة لإيران! وأمام هذا الخيار الصعب ،انقسم العرب حكامًا ومحكومين بين ثلاثة خيارات مُرة، فإمّا اهلاً وسهلاً بالصهيونية لإيقاف إجرام الصفويين الجدد (ولتذهب فلسطين إلى الأبد) وأما لا بأس بالصفويين اسيادًا، إذ مهما كان ضررهم فمازلنا في قالب واحد لم نخرج منه، قالب متمثل في نمطية معينة ألا وهي عباءة الدين مقابل ألاّ نخاطر بمستقبل الأمة لصالح عدوها الاول (وليذهب العراق واليمن وسوريا فلا بدّ من فرصة لاستعادتها يومًا ما في المستقبل) وأمّا تلك حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل وهذا الرأي اقرب للإحباط منه إلى الوسطية !

وأسباب النزوع إلى هذا الخيار أو ذاك مليء بالمعروف وغير المعروف.
المهم أن قوى العروبية والإسلامية والقوى الوطنية المنبثقة منها في حيرة الآن ، حيرة وصلت ذروتها والخلاصة أنهم مكبلون ضعفاء لا يملكون حق الاختيار بعد أن داست عليهم حوافر التخادم الأمريكي الإيراني خلال العقدين الماضيين.

وما هو أخطر أن هناك من يرشح -وانا منهم -أنّ العالم قريب جدًا من حرب عالمية ثالثة ليس للحياد فيها أي باب فماذا نفعل؟

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. جوابا على سؤال ماءا نفعل؟ اقول لا يمكننا الأن فعل شئ ابدا مادام اعداؤنا يفوقوننا عدة وعديدا، كل ما نستطيع فعله الآن هو القبض على ديننا كما القابض على النار كما وصفنا المصطفى في الحديث المشهور، فبعد أن تنازلنا عن ديننا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وتخلينا عن عقيدتنا الى عقائد دنيوية لم ينزل الله بها من سلطان وتبعثرنا في احزاب كثيرة كل منها يدعي انه على حق وهو الذي يجب عليه ان يقوظ الأمة فكثرت الزعامات وانتشرت الدكتاتوريات وتفرقت الأمة. نعلم ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد وصف حال الأمة الآن عندما قال “يوشك ان تتداعلى عليكم الأمم…الحديث” وهو الذي وصفنا طرائق الحكم من الخلافة الى الحكم العضوض، وهو الي قال ما معناه “ان الدين سيعود غريبا” من هنا انا اؤمن واشارك الكاتب ومن قبله الكثيرين الذين قالوا بحرب ثالثة ستقضي على نمط الحياة الحالي على الأرض لتعود الى بساطتها بعد اختفاء معالم الحضارة والتقدم الحالي، وبعدها يهيؤ الله عبادا له يعودون غرباء بالاسلام الدين الحق..فعلينا الانتظار والسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى