مقالات

أوقد سراج عقلك واسمعني .. حول العدوانات الصهيونية على الجغرافيا السورية

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي
عرض مقالات الكاتب

كان الشعار الكنسي الكهنوتي السائد لمدة قرون متطاولة : أطفئ سراج عقلك واتبعني . شخصيا لا يمكنني نسبة مثل هذه الدعوة إلى المسيحية وليس لأي دين موحى من عند الله . أمرنا القرآن الكريم دائما بالتفكر والتعقل والتدبر . ولا أملّ من تكرار أن من معاني التدبر النظر في مآلات الأمور . تقوم الأعمال عند البدايات بالنيات وعند النهايات بالخواتيم .
وما يزال يُشكل على بعض السوريين : كيف نستنكر عندما يقوم عدو صهيوني ، نتفق جميعا على أنه عدو وحاقد وماكر ، بقصف أرضنا وديارنا ، مستهدفا في ظاهر الأمر عدوا أسديا مجرما غارقا في دماء السوريين ، أو محتلا صفويا حاقدا لئيما قد رضع الحقد واللؤم كابرا عن كابر ..؟!
يقول المظلوم وهو يرى ظالمه يصفع ويرقع : اللهم زده ولا تنقصه . ولا يبالي من أين جاءت الصفعة ، ولا أين سيكون مستقرها في السياق ..
يقول مظلوم آخر : ناب ذئب في جلد خنزير . ويسألك مستنكرا وهل أنت تأخذك الحمية على هؤلاء المجرمين الأنذال الأوغاد ..؟!
يدير ثالث ظهره للمشهد : فخار يكسر بعضه ..
يهز رابع كتفيه : اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين ..
كل هذه الكلمات والعبارات هي كلمات انفعالية عاطفية تعبر عن الأزمة ، ولا تدرس الفعل في سياقه بما يستحق من الحكمة والروية وبعد النظر ..وهذه الذي ندعو لنفعله معا . وشرطنا أن نقول ونسمع من غير توهين ولا تهوين
مقدمات يجب أن نتفق عليها وهي
أولا أن الصهيوني والصفوي والروسي والأسدي في عداوتهم للشعب السوري ولشعوب الأمة أجمع واحد . وأنهم هم العدوالذي يجب علينا أن نحذره كما أمرنا القرآن الكريم ” هم العدو فاحذرهم “
ثانيا – أن الصهيوني لموقعه الدولي المتحكم في قرارات الكثير من الدول هو الداعم الأول للمجرمين الثلاثة السابقين . وهو الصانع الأول للقرار الدولي حول سورية . القرار المتمثل في تمكين بشار الأسد من تدمير سورية ثم استبقائه وحمايته والدفاع عنه من خلال الأدوات التي نراها أمامنا روسية وأمريكية وإيرانية ..
ثالثا – يجب أن لا نختلف أن المناكفات الصغيرة بين أركان العصابة الثلاثية ليست عداوات . وإنما هي نوع من التشاكس الظرفي المحدود بين شركاء الجريمة المستدامة.
رابعا – يجب أن نتفق أن كل العدوانات التي قام بها العدو الصهيوني على الأرض السورية ، كائنا ما كان هدفه الظرفي ، لم يكن انتقاما للأبرياء السوريين ، ولا انتصارا للأطفال من ضحايا السارين والكلور والبراميل المتفجرة . وإنما لأهداف أخرى يجب أن نفكر معا لنعرفها ، ثم لنحدد موقفنا على أساسها .
إن الأمر الذي يجب أن نخلص إليه هو أن الكيان الصهيوني يريد أن يستعلن بفرض سيادته على المنطقة كل المنطقة . وكثير من دول وحكومات دول المنطقة باتوا يعترفون بهذه السيادة . وفي مقدمة هؤلاء المعترفين علي خمنئي وقاسم سليماني وحسن نصر الله وبشار الأسد . ودليلي القاطع وبرهاني الساطع أنهم رغم كثرة الجعجعة لم يردوا مرة واحدة على هذا المجرم المستكبر ردا يستحقه .
والسؤال الآن لماذا يؤدب المجرم نتنياهو عبيده بشار وقاسم وشيطان الضاحية على رؤوس الأشهاد ، وأمام أعينهم ..؟!
وحين يعتدي نتنياهو على أي مربع من الأرض السوري ليؤكد نفوذه وهيمنته وبمعنى آخر سيادته – المدعاة – ويعجز بشار الأسد وقاسم سليماني وشيطان الضاحية عن أن يقولوا له : لآ لائقة بالموقف ..
من يبقى غيرنا ليقول له هذه اللا الكبيرة ..
لا .. لمجرمي الحرب جميعا نتنياهو والأسد وسليماني وشيطان الضاحية… لن يكون منكم سيد في هذه المنطقة ..
لأننا نحن أبناء الأرض ونحن سنظل السادة عليها وإلى الأبد ..
المقهور السوري الذي يجد في عدوان نتنياهو انتصارا أو انتقاما هو كالمستضعف الفلسطيني الذي يجد في قاسم سليماني وليا وفي شيطان الضاحية نصيرا ..
أوقد سراج عقلك واسمعني ..
ورد أحجار المجرمين من حيث جاءت . أولم يقل جدك من قبل : رد الحجر من حيث جاء …
كائنا ما كان هدف نتنياهو وبوتين وقاسم سليماني وبشار الأسد وشيطان الضاحية فيجب أن نلتزم بأن نقول لهم مجتمعين ، ولكل واحد منهم متفرقين : لا .. ونرفض ونستنكر ونشجب وندين ..
ومن عنده غير هذه اللا سمعنا وتأملنا وتدبرنا …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى