مقالات

سيناء بين نتنياهو و السيسي!!

أحمد حسن الشرقاوي

كاتب صحفي مصري.
عرض مقالات الكاتب

نقلًا عن العرب القطرية

قبيل إعلان السلطات المصرية عن تفاصيل انفجار معهد الأورام القومي في وسط القاهرة، كانت دولة الكيان الصهيوني تعلن أن الحادث إرهابي، وأن نتنياهو يقف إلى جانب الشعب المصري في مواجهة «الإرهاب»! كتب الحساب الرسمي لنتنياهو على «تويتر»: «فجّر إرهابيون الليلة الماضية سيارة مفخخة قرب مستشفى وسط القاهرة مما أدى إلى مصرع 20 مواطناً مصرياً بريئاً وجرح العشرات. نتقدم بأحر التعازي إلى أسر الضحايا الأبرياء ونرسل أمنيات الشفاء العاجل إلى الجرحى. نقف إلى جانب الشعب المصري في معركته ضد الإرهاب».
وفي وسط زحمة الأخبار، لم يتوقف كثيرون أمام هذا التصريح المهم؛ فهو ليس مجرد رسالة دعم ومساندة أو برقية عزاء من نتنياهو؛ بل إنه -في تقديري- يحمل أبعاداً أخرى كثيرة، من بينها:
أولاً: الرسالة تحمل بُعداً شخصياً؛ لأنها صادرة عن نتنياهو وليس الحكومة أو مجلس الوزراء. ورغم أن الفارق طفيف؛ لأن رئيس الوزراء يمثّل الحكومة؛ فإن النظر إلى تفضيل صدور تلك الرسالة على لسان نتنياهو وعبر حسابه على «تويتر» تحمل دلالة لا تخطئها العين.
ثانياً: نتنياهو سيخوض يوم 17 سبتمبر المقبل انتخابات تشريعية للمرة الثانية خلال العام 2019 الحالي، بعدما أُجريت تلك الانتخابات في أبريل الماضي وأسفرت عن فوز حزب الليكود الذي يترأسه نتنياهو. ولكن فشله في تشكيل الحكومة دفع الكنيست إلى حل نفسه والدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة.
ثالثاً: منذ وقوع الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 -وربما قبله- نُسجت شبكة علاقات شخصية ووثيقة ومتداخلة بين نتنياهو والسيسي؛ علاقات سمحت يوماً للسيسي بمخاطبة الشعب الإسرائيلي ومطالبته بدعم حزب الليكود ونتنياهو شخصياً! ومن هنا، تأتي أهمية التوقف أمام التصريح الأخير الصادر عن نتنياهو، خصوصاً الجزء الأخير المتعلق بأن نتنياهو يقف إلى جانب الشعب المصري ضد الإرهاب!
رابعاً: الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصهره جاريد كوشنر يراهنان على نتنياهو والسيسي بخصوص تطبيق باقي مراحل ما يُعرف بـ «صفقة القرن»، وهما يعملان انطلاقاً من شبكة من العلاقات الشخصية مع أطراف تلك الصفقة- المؤامرة في المنطقة وخارجها.
خامساً: بين ثنايا هذا التصريح، يمكنك التقاط إشارات مفادها أن نتنياهو إذا ظل في الحكم واجتاز عقبة تلك الانتخابات، فإنه سوف يذهب إلى أبعد مدى في مساندة نظام السيسي ومنع سقوطه وانهياره في مواجهة شعبه الذي يطلق عليه نتنياهو «الإرهاب».
وسبق أن قلت إن نتنياهو هو الوحيد من بين قادة الكيان الصهيوني الذي يمكن أن يخوض حرباً ضد الشعب المصري إذا ثار هذا الشعب المظلوم على النظام القائم!
ونقول بكل وضوح: إن السيسي يقوم بتقديم خدمات جليلة للكيان الصهيوني، خصوصاً في سيناء.
هذه «الخدمات الجليلة» دفعت الناشط السيناوي مسعد أبوفجر -من خلال بث مباشر عبر حسابه على «فيس بوك»- إلى الدعوة لتشكيل فريق من أهالي سيناء لشرح معاناتهم للعالم، وتوضيح ما وصفه بـ «الإبادة العرقية» التي يقوم بها الجيش المصري ضد قبائل سيناء لصالح إسرائيل.
السلطات المصرية بدأت مؤخراً في تنفيذ قرار جمهوري أصدره السيسي في العام 2016 بإخلاء كيلومترين مربعين حول الطرق الرئيسية في سيناء على الجانبين، وهو ما وصفه أبوفجر بأنه سيؤدي إلى مسح شمال سيناء وتهجير 80% من سكانها، حسب قوله. أبوفجر فسّر توقيت تنفيذ القرار بأنه رسالة من السيسي لدعم اليمين الإسرائيلي بقيادة نتنياهو في انتخابات «الكنيست» المقبلة.
وللحديث بقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى