مقالات

تشبيه عسكر احتلال مصر بالمماليك!

د. هاني السباعي

مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية بلندن.
عرض مقالات الكاتب

يحلو لبني علمان؛ تشبيه عسكر احتلال مصر بالمماليك! بالطبع هذه إساءة للمماليك الذين كانوا منارة في الجهاد وحراساً للعلم والعلماء.

أولاً: سلاطين المماليك كانوا مجاهدين بحق ذوي بأس شديد؛ نصروا الإسلام، خاضوا معارك فاصلة ضد أعداء الإسلام؛ هزموا التتار في عين جالوت والمنصورة وحلب وعكا وغيرها، أخرجوا آخر جندي صليبي من ديار الإسلام!. كانوا عقبة كأداء أمام الزخف الرافضي في ديار الإسلام.

ثانياً دولة المماليك حكمت مصر والشام والحجاز قرابة قرنين ونصف من 648هـ إلى 923هـ؛ يعتبر عصرهم من أزهى العصور العلمية بعد القرن الثالث الهجري.

ثالثاً: عصر المماليك عصر الموسوعات الكبرى؛ في العقيدة والحديث والفقه والأصول والتاريخ والتراجم والأدب وغيرها؛ كتبهم شاهدة على علو كعبهم وجليل صنيعهم؛ لا غنى لأي فقيه أو باحث في أي علم من علوم الإسلام إلا والاعتماد على ما تركوه لنا من نفائس وكنوز علمية تفخر بها أي أمة من الأمم! لكنّ بني علمان قوم جاحدون!..

رابعاً: من علماء ذلك عصر المماليك؛ الأئمة الأعلام: العز بن عبد السلام سلطان العلماء، المنذري، النووي، ابن دقيق العيد، ابن تيمية، المزي، ابن مفلح، ابن القيم، ابن بنت الأعز، ابن رجب، الذهبي، ابن كثير، المقريزي، البلقيني، السبكي، ابن الملقن، ابن خلدون، ابن حجر، العيني، ابن تغري بردي، السخاوي، السيوطي، القسطلاني، ابن دقماق، ابن إياس، النويري، القلقشندي، ابن منظور، الصفدي، وابن فرحون، السمهودي وخلق كثير من علماء كانوا ولا يزالون نجوما في سماء التاريخ.

خامساً: أما جيش احتلال مصر فأسس منذ محمد علي باشا ـ (الذي حكم من 1805م إلى 1848مـ ثم استمر حكم أبنائه مصر قرابة قرن ونصف) ـ على معاداة الإسلام وأهله؛ جيش احتلال مصر أسس على أعين الفرنسيس والإنجليز والأمريكان.. عسكر مصر؛ غشوم ظلوم جهول خؤون حارس لمصالح أعداء الامة؛ جيش سجّان قتّال لأهل الإسلام!.

سادساً: الحقبة العلمانية منذ محمد علي باشا إلى وقتنا المعاصر تعتبر أحط وأردأ حقبة مرت على تاريخ مصر منذ فتحها عمرو بن العاص والصحابة الكرام رضي الله عنهم سنة 20 هـ ، مصر على مدار قرنين في حضيض عقدي وعلمي وأخلاقي وثقافي واجتماعي واقتصادي؛ انحطاط في كافة المناحي الحياتية.

سابعاً: وهذه عينة من أسوأ علماء الحقبة العلمانية؛ عصر عسكر احتلال مصر: الشيخ علي عبد الرازق صاحب كتاب “الإسلام وأصول الحكم” ذلك الكتاب الذي يتخذه العلمانيون تكأة للطعن من الشريعة الإسلامية!، شيخ الأزهر حسن مأمون الذي استخدمه العسكر إبان حكم جمال عبد الناصر في تأييد السلطة باعتقال مئات شباب الإخوان، ومحاكمتهم عسكرياً، والتحريض على الشيخ سيد قطب رحمه الله، شيح الأزهر عبد الرحمن تاج، شيخ الأزهر سيد طنطاوي، شيخ الأزهر أحمد الطيب، المفتي حمدي زقزوق، المفتي علي جمعة، سعد الدين الهلالي، المفتي شوقي علام، وزير الأوقاف محمد علي محجوب، وزير الأوقاف مختار جمعة، سعاد، أمينة، ابن كريمة! ومن غير الأزهر؛ حسان، برهامي، مخيون، سعيد رسلان، أسامة القوصي!، وقافلة ضخمة من لاحسي بيادة العسكر! فجيش احتلال مصر عدو صائل على الدين والأنفس والأعراض والأموال! أس الداء وسبب كل بلاء حلّ بمسلمي مصر والشعوب الإسلامية الأخرى.

ثامناً: بعد هذا التطواف السريع حول المقارنة بين المماليك وعسكر احتلال مصر! لقد استبان لنا أنه لا وجه للمقارنة بين الجواهر النفيسة، ونخالة الخردة الخسيسة! ..شتان بين الفحمة والفرقد! بين الثرى والثريا!. ما أحسن قول الشاعر:
ألم تر أن السيف ينقص قدره ** إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
وأحسن منه قوله تعالى في محكم التنزيل (أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون) آية 35 سورة القلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى