مقالات

دور الولايات المتحدة الأميركية في الثورة السورية

القاضي مروان كعيد

قاض وقانوني سوري
عرض مقالات الكاتب

لم تكن الولايات المتحدة راضية عن ثورات الربيع العربي ، بل رأت أنّها تهدد البناء الرسمي العربي والإقليمي ، ولذلك سارعت لخداع الجماهير العربية التي ثارت ضد الاستبداد الذي تدعمه أمريكا!
في سورية لم تكن لتعمل على نصرة الثورة ، وهي تعلم أنّها بذلك ستسقط أهم عميل لها في المنطقة ا، وهذا سينعكس سلبًا على أمن الصهاينة وربما يؤدي لتغييرات جيوسياسية لا تقف عند حدود سورية .
كانت كلمة الإرهاب مفتاح السرّ في بقاء بشار الأسد حتى الانتهاء من تدمير الدولة السورية ، ولذلك كانت داعش ذلك التنظيم المخابراتي العابر للقارات والحدود والقومية جاذبًا لتدخل أمريكا وحلفائها عسكريًا بذريعة حرب الإرهاب وفي واقع الحال دعم بشار وحلفائه !
قامت القوات الأميركية بالتدخل في سوريا بذريعة القضاء على داعش ،وجمعت حولها بالبداية عددًا من الدول العربية والأوربية تحت عنوان عريض “التحالف الدولي لحرب الإرهاب” لتضفي الشرعية الدولية على تدخلها وكان قد صرح ترامب ان تدخل قواته بمواجهة داعش واعتداءاتها على “اليزيديين” في الوقت ذاته عرضت الحكومة التركية مساعداتها للقضاء على داعش في سورية إلا أن ترامب رفض ذلك وتم تشكيل ما يسمى بقوات سورية الديمقراطية للاعتماد عليها بمقاتلة داعش علمًا أن قوات سورية الديمقراطية التي أطلق عليها اسم “قسد” فيما بعد هي في الواقع عن قوات كردية انفصالية عمودها الفقري حزب العمال الكردستاني المصنّف إرهابيًا بالإضافة الى بعض المرتزقة من العرب ، وبذلك تكون الولايات المتحدة قد أوضحت نيتها الحقيقية عن دورها المستقبلي وأطماعها في سورية ، ومن هنا بدأت الشكوك تأخذ مداها حول الجهة التي صنعت داعش فمن المعلوم أن داعش في سوريا لم تكن تقاتل نظام بشار الأسد وإنما كانت تقاتل جميع الفصائل المواجهة لنظام الأسد ، لا بل كانت في معظم معاركها ضد الثوار كان ظهرها مكشوفًا لقوات نظام بشار الأسد ، حتى أنه في بعض الاحيان كان يتم نقل قوات داعش من منطقة إلى أخرى على مرأى جميع القوات الدولية الموجودة في سورية ولا يعترض سبيلها أحد!
ومنذ مطلع العام الحالي أوضحت الولايات المتحدة الأميركية استراتيجيتها الحالية والمقبلة في سورية ، وتدرجت هذه الاستراتيجية من تبرير وجود القوة العسكرية في سورية من محاربة الإرهاب لتنتقل إلى مرحلة الرفض العلني الكامل للوجود الإيراني في سورية والتشديد على أن وجودها العسكري في سورية دائم مادام هناك جندي إيراني في سورية! دون أن تقدم أي مخطط مستقبلي لما ستقوم به حيال القوات الإيرانية إن لم تخرج طواعية من سورية إلا أن استراتيجيتها الواضحة للعيان والمترجمة على ارض الواقع تشير الى دعم الميليشيات الانفصالية الكردية باقتطاع شرق الفرات بالكامل لإنشاء دولة للأكراد لتكون ندًا للدولة التركية من ناحية ،وسعيًا لتقسيم سورية وإضعافها تماهيًا مع المخطط الصهيوني للمنطقة من ناحية أخرى ، وللاستيلاء على ثروات سورية من ناحية ثالثة الحالة التي توضح الدور العدائي من الولايات المتحدة الأميركية على سورية والسوريين بشكل عام وعلى الثورة السورية بشكل خاص ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى