مقالات

ضاحي خلفان بين تغريداته بالأمس وتغريداته اليوم، وجه آخر من وجوه السياسة الإماراتية المضطربة…

جهاد الأسمر

كاتب ومحامٍ سوري.
عرض مقالات الكاتب

لعل المتتبع لتغريدات ضاحي خلفان النائب السابق لقائد شرطة دبي في دولة الإمارات والتي أطلقها في اليومين الماضيين والمتعلقة بالهجوم الذي قامت به قوات المجلس الانتقالي في اليمن على مدينة عدن، واستيلائها على أهم مبنى اعتباري وهو قصر المعاشيق الرئاسي.

فمعَ بداية الهجوم الذي قامت به قوات المجلس الانتقالي وجه نائب قائد شرطة دبي ضاحي خلفان، انتقادًا لاذعًا للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، يتعلق بالتطورات الميدانية الأخيرة التي شهدتها عدن بجنوب اليمن فقد كتب خلفان، عبر صفحته الخاصة على تويتر متوجها إلى الرئيس هادي بالقول; “ما انتصر قائد في معركة من الفندق في إشارة لا تخلو من انتقاد له أنه يقيم في قصر أو فندق، متمنيًا أن يدرك هادي ما أدُركه أنا بحكم ثقافتي وخبرتي”

وأضاف خلفان متوجها لهادي بالقول “كم مرة ظهر لكم بين الشماليين الموجودين في صفوف القوات الشرعية عميل غير شرعي وسيظلون يتلاعبون بكم إلى ما لا نهاية”

وكان خلفان أطلق سلسلة تغريدات دعا فيها إلى استقلال جنوب اليمن، وحرض أهل المنطقة على ذلك فيما وجه انتقادات لاذعة لأهل الشمال.

وكتب خلفان مخاطبًا أهل جنوب اليمن داعيًا إياهم إلى تنظيف مناطقهم وأن يستعيدوا دولتهم، حاثًّا على دعم الجنوب، ضد الحوثيين، وجعله نهجًا استراتيجيًّا، في أمن الجزيرة العربية فقد حملت جميع هذه التغريدات، تحريضًا على تقسيم اليمن، وتابع في تغريدة أخرى، من حق الجنوب أن يُرحّلَ أبناء الشمال في ظل الاعتداءات التي يقوم بها أهل الشمال على مدن الجنوب. ففي كل مرة تضبط جماعة بحوزتها ما يهدد أمن واستقرار الجنوب.

تصريحات ضاحي خلفان، أثارت وتثير ردود أفعال متباينة على تويتر، ومنها تحريضه بقوله “فاستقلال الجنوب أمر ضروري للأمن القومي العربي والخليجي ودعوته إلى إنهاء شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي” معتبرًا ذلك العلاج الحقيقي لاستقلال (جنوب اليمن).

ولم يستبعد آخرون أن يكون حديث خلفان حول الانفصال مقدمة لحرب أخرى في اليمن. ووصفها بعض المغردين بـ الخطيرة واعتبروها دعوة لترسخ الطائفية وتعميق النزعة الانفصالية، محذرين من العواقب الوخيمة لأي تقسيم لليمن.

واستدلّ بعضهم على ما ذهبوا إليه بتغريدة للأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله التي قال فيها (إن اليمن لن يكون واحدا موحدًا بعد اليوم).

وفي المقابل وفي دفاع لمغردين عما يصرح به خلفان وغيره اتهم مغردون خليجيون دولًا معادية للإمارات بتشويه صورتها بإساءة تأويل تصريحات مسؤوليها.

وفي محاولة من ضاحي خلفان الذي تمثل تصريحاته وتغريداته جانبًا مهمًّا من جوانب السياسة التي تعمل الإمارات عليها فقد قام اليوم وعقب الهجوم الذي شُنّ عليه قام بإطلاق تغريدات أخرى، على النقيض تمامًا من تصريحاته وتغريداته التي أطلقها بالأمس، فقد قال اليوم في إحداها (إن مشروع يمنٍ موحد هو مشروع ممتاز مشددًا في الوقت ذاته على الشراكة الإماراتية السعودية لمدى الحياة).

ومضى ضاحي في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر يقول: مشروع يمن موحد مشروع ممتاز.. هو مشروع المغفور له بإذن الله تعالى علي عبد الله صالح المحافظة عليه يحقق حلم الرجل في قبره.

وأضاف أنه في حال أرادت السعودية مشروع عفاش يعني بعفاش علي عبد الله صالح بيمنٍ موحد نحن معها وإن أرادت غير ذلك نحن معها! لكن كل ذلك لن يتحقق إلا بالقضاء على الإرهابيين.

وأكد ضاحي خلفان على الشراكة الإماراتية الأبدية مع السعودية، في حين قال إن شراكتنا مع الشرعية (لو الود ودنا ما بقت)، مضيفا أرجو ألا يزايد علينا البعض في حبنا وتقديرنا للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا.

ولعل تصريحات خلفان وتغريداته تتقاطع اليوم مع تصريحات مماثلة أخرى تصب في هذا الاتجاه من سياسة الإمارات المضطربة وطريقة تعاطيها مع ما يحدث في المنطقة من مستجدات وأحداث. فأحمد البّنا السفير الإماراتي في الهند يقول اليوم بشأن الخطوة التي اتخذتها الهند مؤخرًا والمتعلقة بإلغائها للمادة الدستورية التي تنص على حكم ذاتي للكشميريين، فقد قال البنّا حول هذا (إنّ الخطوة التي اتخذتها الهند لإلغاء الحكم الذاتي لكشمير، ستشجع على المزيد من الاستقرار والسلام!)

ومضى البنا يقول: إن المسؤولين الإماراتيين بالهند قدموا دعمهم لقرار إلغاء المعاهدة!

وعن توقعاته حول اتخاذ الهند لقرار إلغاء المادة الدستورية المتعلقة بإلغاء الحكم الذاتي للكشميريين، أجاب: نتوقع أن تؤدي هذه التغيرات إلى تحسين العدالة الاجتماعية والأمن وثقة الناس في الحكم المحلي، وتشجيع المزيد من الاستقرار والسلام.

الإمارات لا نعرف كيف تسوس الأمور فهل هي تعرف ما تقدم عليه وتعرف نتائجه، أما أن أنها تسوس الأمور وكما قال المعري:

يسوسون الأمور بغير عقلٍ

حتى ليقال عنهم ساسة..

فأفٍّ من الحياة وأفٍّ مني

ومن زمنٍّ رئاسته خساسة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى