مقالات

بأي حال عدت يا عيد

د. إحسان بعدراني

عالم ومفكر إسلامي.
عرض مقالات الكاتب

عيدٌ .. بأيّ حالٍ عُدت يا عيد، وسورية تصرخُ وتئنُّ وتنزفُ؟ وسورية تُهدَم بأيدي الظالمين المُعتدين؟

بأيّ حالٍ عُدت يا عيد، والتَّفتت والتَّشرذم والتَّباغض حالنا، والتآمر والحصار والتَّجويع ديدن أعدائنا؟

بأيّ حالٍ عُدت يا عيد، وفريقٌ ربما يُفاوض من اعتدى وقتل وسفك واغتصب الأرض والعرض واغتال وذبح وقتل وشرد البشر ودمّر الشجر والحجر؟

بأيّ حالٍ عُدت يا عيد، وفرعون وهامان وقارون زماننا طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، وجالوت وفرعون زماننا قد علا في سورية وجعل أهلها شيعاً ذبَّح أبناءنا واستحيا نساءنا وأسال الدماء ويتم الأطفال ورمل النساء واستباح الحرمات والمقدرات؟

بأيّ حالٍ عُدت يا عيد، وطائفةٌ منهم يسيئون لمساجدنا ويدنسون قرآننا ويستبيحون شرائعنا وشعائرنا وهويتنا وذاتيتنا، يزوّرن الحقائق ويصوِّرون الجهاد والدفاع عن العقيدة والنفس والعقل والعرض والمال والوطن على أنه إرهاب؟

بأيّ حالٍ عُدت يا عيد، وهناك احتكارٌ للسلع الأساسية، وغلاءٌ فاحش، وأمراض التخوين والتشهير والتسفيه باتت تفتك بنا؟

عيدٌ.. بأي حال عدت يا عيد، وأرض الشام تُنتقص من أطرافها؟

بأيّ حالٍ عُدت يا عيد، وليس ثمة أي دورٍ صادقٍ ومخلصٍ لا لائتلافٍ ولا لمجلسٍ ولا منظمةٍ أو جامعةٍ أو هيئةٍ أو حزبٍ أو تيارٍ أو مؤسسةٍ ترعى قضايا المواطن، وتنهض به، وتهتم بمشكلاته، وتسعى لحل أزماته؟

بأيّ حالٍ عُدت يا عيد، وهناك تبعية وارتهان لدول الخارج التي تتدخل في كل صغيرة وكبيرة من شؤوننا؟

عيدٌ.. بأي حالٍ عدت يا عيد، والأخيار من العلماء والعقلاء والشباب من الأحرار والحرائر يُحاصرون، يعتقل من يُعتقل، ويُغيب من يُغيب، يفر من يفر، ويهاجر من يهاجر، ويموت من يموت ويُحال بين الناس وأوطانهم وأبنائهم وأحبتهم وأصدقائهم وملايين المُهجرين والمشردين واللاجئين في الداخل والخارج؟

عـيدٌ بِـأَيَّةِ حـالٍ عُـدتَ يا عيدُ ** بِـما مَـضى أَم بِـأَمرٍ فيكَ تَجديدُ

اللَّهم بلغنا عيد الأضحى وقد نصرتنا على أعدائنا وأهوائنا وشهواتنا وألفت بين قلوبنا وجمعتنا على حبك ومحبتك ووحدَّت كلمتنا لما فيه طاعتك ورضاك عنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى