بحوث ودراسات

وعد بلفور المشؤوم

عامر الحموي

كاتب وأكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب

وعد بلفور 2 تشرين الثاني 1917(*):

​وضع الصهاينة اليهود في المؤتمرات التي أقاموها -انطلاقاً من المؤتمر الأوّل في بال في سويسرا سنة 1897، ثمّ المؤتمرات التي تلته- أُسُس العمل لإنشاء دولة لهم في فلسطين. و تمّ الاتّفاق على تأسيس شركة لشراء الأراضي فيها، وتدشين المستوطنات، و العمل على نشر اللغة العبرية.

​وفي المؤتمر الصهيوني الذي عُقِد في لاهاي سنة 1908، اُعتبِرت اللّغة العبرية اللّغة الرسمية للحركة الصهيونية، و خُصّص قرض للشركة السابقة و آخر لبناء مدينة للمهاجرين اليهود بالقرب من يافا عرفت بـ “تلّ أبيب”(1).

​وفي إطار التحرّك الدبلوماسي من أجل الحصول على الدعم الدولي، لتحقيق الهدف الاستراتيجي للحركة الصهيونية، اتّجهت في البداية نحو الدولة العثمانية التي كانت فلسطين خاضعة لها، حيث تمكّن رئيس المؤتمر الصهيوني تيودور هرتزل (T. Hertesle)(*) من مقابلة السلطان عبد الحميد ثلاث مرّات، ولكنّه فشل في الحصول على امتيازات واسعة لليهود في فلسطين تسمح لهم بالهجرة إليها، مقابل تسديد الديون العامّة للدولة.

​و لذلك اتّجه هرتزل للاتّصال بالدول الأوربية الاستعمارية للحصول على تأييدها في تحقيق أهدافه.

​فاتّصل بالألمان محاولاً إقناعهم بأنّ المصالح الألمانية مرتبطة بالمصالح اليهودية، وأنّ ثقافة اليهود هي في الحقيقة هي ثقافة ألمانيا ، وحاول إغراء المسؤولين الألمان بتقديم مساعدات ماليّة في المشروعات الاقتصادية، ومن أهمّها خط حديد برلين – بغداد، بيد أنّ جميع مساعي هرتزل مع الألمان باءت بالفشل.

​أمّا فرنسا فلم تُأيِّد الصهاينة في مشروعهم ذاك، لاعتقادها أنّ الحركة الصهيونية إنّما هي أداة في يد ألمانيا تستخدمها للإضرار بمصالح فرنسا. ومن جهة أخرى كان الصهاينة يُفضِّلون، إذا أتيح لهم إقامة دولة لهم في فلسطين، أن لا يكون تحت وصاية فرنسا، خوفاً من أن لا تسمح فرنسا بقيام ثقافة يهودية مميّزة عن الثقافة الفرنسية، لأنّ فرنسا كانت تُصِرّ على طبع الحياة في البلاد التي تحت سيطرتها بالطابع الفرنسي.

​كذلك حاول هرتزل الاتصال بروسيا، وزعم أنّه يحاول تخليص الروس من الثوريين اليهود المنتشرين في البلاد، و لكنّ مساعيه تلك قد فشلت أيضا (2).

​وعند اندلاع الحرب العالميّة الأولى، اتّجه النشاط الصهيوني نحو بريطانيا لثقتهم بانتصارها بالحرب، فاتّصل هربرت صموئيل (H. Smuel)(*) أحد زعماء الحركة الصهيونية في لندن بإدوارد غراي وزير الخارجية البريطانية في تشرين الثاني 1914 و حثّه على تبنّي مشروع إقامة دولة يهودية في فلسطين (3). ولكنّ محاولة صموئيل تلك فشلت لتمسّك رئيس الحكومة آنذاك هربرت اسكويث (H. Asquise) بسياسة بريطانيا في إحلال العرب محلّ العثمانيين كأصدقاء لبريطانيا في المنطقة.

​لكنّ اتفاقية سايكس – بيكو السابقة عزّزت المواقع الصهيونية في بريطانيا، بسبب ازدياد أصوات معارضي مشرع تدويل فلسطين ورُئي في الصهيونية الحجّة المناسبة لإعادة النّظر في هذا الجانب من الاتّفاقية الفرنسيّة – البريطانيّة(4)، وأكّد مناحيم وايزمن (M. Wisman)(4) على ضرورة إنشاء هذه الدولة التي ستكون حليفة لبريطانيا و على مقربة من قناة السويس.

وكانت الدبلوماسية الصهيونية من وراء ذلك تهدف إلى ما يلي:

1. إقامة الانتداب البريطاني في فلسطين.

2. قيام هذا الانتداب بتسهيل هجرة مليون يهوديّ أو أكثر خلال مدّة عشرين إلى ثلاثين سنة.

3. سيخلف ذلك الانتداب دولة يهودية من أجل حماية المصالح البريطانية في قناة السويس.

​ولقد تحقّقت جميع النقاط التي رسمتها الصهيونية آنذاك، فلقد تدهور وضع الحلفاء في أوربا سنة 1916، وأصبحوا بحاجة إلى دخول أمريكا إلى جانبهم، و استغلّ الصهاينة ذلك ببراعة (5)،  وكان من أوائل الذين  لفتوا أنظار بريطانيا إلى أهميّة الحركة الصهيونية في جرّ أمريكا إلى الحرب إلى جانب الحلفاء رجل بريطاني من أصل أرمني اسمه “جيمس مالكولم” (G. Malcom) ، حيث أبدى لبريطانيا بأنّ الصهاينة قادرين على جرّ أمريكا إلى الحرب إلى جانب الحلفاء اعتماداً على قدرة القاضي “لويس برانديس” (L. Brandiz) (*) زعيم الحركة الصهيونية في أمريكا على ما له من نفوذ لدى رئيس الولايات المتّحدة الأمريكية ودرو ولسون (W. Welson)(*). وبنتيجة الاتصالات (الصهيونية – البريطانية – الأمريكية)، أصبحت الصهيونية حليفة لبريطانيا، وفُتِحت أمام الصهاينة جميع التّسهيلات التي يحتاجونها (6).

​ولمّا تولّى لويد جورج (L. Goerge)(*) رئاسة الحكومة البريطانية في كانون الثاني 1916 اتّبع سياسة جديدة تجاه العالم العربي، تستند إلى ضرورة إقامة دولة حليفة لبريطانيا في فلسطين، تقيم نوعاً من التوازن مع العرب في تلك المنطقة، فراح يختلق الأسباب للتنصّل من تعهدات بريطانيا للشريف حسين، و حاول حصر الثورة في حدود الحجاز و اتّصل باللّجنة الصهيونية في لندن لبحث المسألة الفلسطينية.

​وفي 7 شباط 1917 عُقِد الاجتماع الأوّل بين اللّجنة الصهيونية و الطرف البريطاني في منزل وايزمن في  لندن، فأكّد اليهود رفضهم لإقامة إدارة دولية أو إدارة مشتركة بين بريطانيا وفرنسا في فلسطين، و أنّهم يقبلون بوضع فلسطين تحت الحماية البريطانية إذا وعدتهم بتسهيل الهجرة و استملاك الأراضي.​أرسل الصهاينة سوكولوف (M. Sokolove) مبعوثاً لهم إلى فرنسا لمفاوضة فرنسا تجاه مستقبل فلسطين، حيث أكّدت الحكومة الفرنسية تمسّكها بنصوص اتفاقية سايكس– بيكو التي نصّت على إقامة إدارة مشتركة فرنسية بريطانية في فلسطين، لكنّ بريطانيا ساندت الصهاينة و قام السفير البريطاني في باريس بتوضيح الفوائد التي يجنيها الحلفاء من إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. وبناء على ذلك وافقت فرنسا على المشروع.

​و ساهم دخول الولايات المتّحدة الأمريكية الحرب إلى جانب الحلفاء (6 نيسان 1917) في حمل بريطانيا على إصدار وعد رسميّ للصهاينة بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. و بعد مفاوضات بين الرئيس الأمريكي ولسن، و رئيس الحكومة البريطانية لويد جورج ووزير خارجيته آرثر جيمس بلفور تمّ الاتّفاق على إصدار كتاب في 2 تشرين الثاني 1917 أرسل إلى روتشيلد أحد زعماء الحركة اليهودية في بريطانيا عرف بوعد بلفور!.

1- مضمون الوعد و دوافع إصداره:

​”عزيزي اللورد روتشيلد,

​يسرّني جداً أن أُبلِغَكم بالنّيابة عن حكومة جلالته التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أمانيّ اليهود و الصهيونية و قد عُرِض على الوزارة وأقرّته:

إنّ حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قوميّ للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليّاً أنّه لن يُؤتَى بعمل من شأنه أن يغيّر الحقوق المدنية و الدينية التي تتمتّع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين و لا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتّع به اليهود في البلدان الأخرى”.

​- لا يزال الغموض يكتنف الأسباب الحقيقية التي دعت بريطانيا لإصدار مثل هذا التصريح المثير للجدل، وهناك عدّة احتمالات لصدور روتشيلد ذلك التصريح:

1. رغبة بريطانيا بأن تكون فلسطين حصّتها من غنائم الحرب، و بذلك تُعطِّل النصّ الذي ورد في اتفاقية سايكس – بيكو الذي يجعل فلسطين منطقة دولية.

2. رغبة الحلفاء في تعويض اليهود عمّا عانوه من تعذيب و احتقار.

3. رغبة بريطانيا في كسب الرأي العام اليهودي الأمريكي، لما لهم من تأثير اقتصاديّ و ثقافيّ فيها.

4. خشية بريطانيا من أن يَستبِقهم الألمان بإصدار وعدٍ منهم بشأن الوطن القومي اليهوديّ، و هذا من شأنه ربّما أن يغيّر مجرى الحرب لصالح دول المحور.

5. اعتقاد بريطانيا قبل قيام الثورة البلشفية في روسيا تشرين الثاني 1917 أن تأييدها للمشروع الصهيوني يُبعِد اليهود الروس عن الحزب البلشفي، و يضمن بقاء الثورة مُعتَدِلة، و بالتالي استمرار بقاء روسيا إلى جانب الحلفاء في الحرب.

6. خشية بريطانيا من حركة التحرّر القومي العربي، بخاصّة في سوريا.

​و من هنا فإنّ العامل الدافع لإعطاء هذه الوعد هو مصالح بريطانيا الإمبريالية، الآنيّة و بعيدة المدى. حيث برزت الأهميّة الخاصّة التي تتبوّؤها فلسطين للحفاظ على المصالح البريطانية في الخليج العربي خصوصاً في العراق حيث يوجد النّفط، و لرغبة البريطانيين في الحفاظ على جسر الأرضي الذي يربط قناة السويس في مصر والنّفط في العراق باعتبارها مصالح حيوية بريطانية. لذلك تلاقت المصالح البريطانيّة الصهيونيّة التي كانت الأخيرة أداة فعّالة في تحقيق أهداف الإمبرياليّة البريطانيّة و العالمية، باستخدام الصهاينة اليهود في مجابهة أيّ نفوذ فرنسي في سوريا، وضرب الحركة العربية بها، و تعزيز سياسة “فرّق تسد” في البلاد العربية.

​و بذلك فإنّ الدوافع البريطانية تتمحور تجاه دوافع جوهرية حقيقيّة بعيدة المدى، ودوافع آنيّة ثانويّة.

​و عن طريق الدوافع الجوهريّة يكمن تطبيق البرنامج الصهيوني من أجل توطيد مواقع الإمبريالية في المنطقة العربية، بل في المنطقة الشرقية الآسيوية، وهذا يعني ضرب الحركة العربية و إجهاضها بالقدر المُمكن.

​و من خلال الدوافع الثانويّة، يمكن تفويت الفرصة على الإمبريالية الألمانية، عن طريق كسب الصهاينة والاستفادة منهم لصالح الحلفاء وخاصّة الصهاينة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة.

2- مواقف الحلفاء من الوعد:

​لقد صدر هذا التصريح الذي عُرِف باسم “وعد بلفور” عن وزارة الخارجية البريطانية في 2 تشرين الثاني 1917 و أذيع بعد بضعة أيام، أيّ بعد سنتين من مذكّرة مكماهون الرابعة السابقة في (24 تشرين الأول 1915)، أيّ بعد ثمانية أشهر من بدأ الثورة العربية حين كان الشريف قد أعلن ثورته اعتماداً على تلك التعهّدات البريطانية باستقلال البلاد العربية بما فيها فلسطين.

​و لقد كانت فرنسا ثاني دولة تعترف بالتصريح في بلاغ رسمي صدَر في 14 شباط 1917، حيث أبلغ وزير الخارجية الفرنسي المبعوث اليهودي سوكولوف مُعرِباً له عن “ارتياحه إلى التضامن المشهود بين الحكومتين الفرنسية والبريطانية في قضيّة إسكان اليهود في فلسطين” وكان صدور التصريح ذلك لضمان دخول الولايات المتّحدة الحرب إلى جانب الحلفاء.

​و في 19 أيار أبلغ سفير إيطاليا في لندن المستر سوكلوف باسم حكومته “أنّها مُستَعِدَّة لتسهيل العمل الخاصّ باتخاذ فلسطين مقراً لليهود”.

​و في 31 آب 1918 أعرب رئيس الولايات المتّحدة الأمريكية و لسون لأحّد زعماء الحركة الصهيونية في أمريكا، عن ارتياحه  إلى هذا النجاح الذي أدركه الصهاينة, و كان ذالك بمثابة التصريح الضمني بالموافقة على الوعد.

3- ردّ الفعل العربيّ على وعد بلفور:

​لقد كان لهذا الوعد المشؤوم صدىً كبير في أنحاء الوطن العربي، أثار الحيرة والفزع، حيث كان عدواناً صارخاً على استقلال البلاد العربية، ونصّاً واضحاً لاغتصاب فلسطين من قبل اليهود الصهاينة، كما و جاء مناقضاً للعهود التي قطعتها بريطانيا للحسين.

​و على إثر ذلك قامت المظاهرات العربية و خاصّة في مصر، كما حدثت عدّة ثورات داخل فلسطين، و لقد قابل الشريف حسين المبعوث البريطاني في جدّة هوجارث (D. Hogarthe) في كانون الثاني سنة 1918 مُحتَجّاً على هذا الوعد، لكنّ هوجارث أكّد للحسين بتأكيداتٍ صريحة بأنّ تصريح بلفور لا يتعارض مع ما وُعِد العرب به من حرّيّة سياسيّة و اقتصاديّة في مكاتبات مكماهون، و أكّد هوجارث بأنّ هذا التصريح ليس أكثر من وعد لإيواء العجزة من اليهود في فلسطين لأسباب روحية و ثقافية ولا توجد أيّة نيّة في إنشاء دولة يهودية. وقد أبلغ الحسين تأكيدات هوجارث للقوّات العربية فعادت إلى مواصلة القتال ضدّ العثمانيين.

​و ابتداءً من شهر أيار سنة 1918 (أي قبل دخول فيصل دمشق بخمسة أشهر) وصلت إلى الجيش العربي مُتطوِّعة من شباب فلسطين والأردن، و أصبح عدد الجيش يزداد يوماً بعد يوم بالقادمين من فلسطين أو من الأسرى في مصر.

و قد ثار هؤلاء أمام حديث وعد بلفور، وانضمّ لهم شباب من العراق والحجاز، وتشكّل وفد منهم قابل فيصل بن الحسين، حيث وعدهم فيصل بأن يُعَالِج الموضوع على أعلى مستوى. وهدأت تلك الضّجّة بعد أن وعد لورنس الأمير فيصل بأنّه سيعمل على أن تُنَفِّذ بريطانيا وعودها للعرب و تُنصِفَهم، و بأنّه سيبذل في ذلك جميع جهوده.

​وقد صدرت تصريحات من وزارة الخارجية البريطانية تُؤكِّد على الحفاظ على وُعُودِها السابقة بحقّ العرب، من منحهم السيادة الكاملة والاستقلال التامّ، و على أن يكون الحكم في البلاد العربية مُستَقبلاً يتّفق مع تطلّعاتهم.

​و لقد هدّأت هذه التصريحات من ثائرة القوميين العرب، وظنّ القوميون العرب أنّ ذلك يتّفق مع ما أصدره الرئيس الأمريكي ولسون3) من حقّ الشعوب في تقرير مصيرها. واقتنع الحسين بتبريرات الحكومة البريطانية، و صدّق نواياها، ومضى في تأييدها حتّى نهاية الحرب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) نسبة إلى وزير الخارجية البريطانية “آرثر جيمس بلفور” (Arthur James Balfour)(1848- 1936): ولد آرثر بلفور لأسرة اسكتلندية عريقة، و درس في مدرسة “إيتن” ثمّ في جامعة كمبرج، وعلى أثر تخرّجه انتخب لعضوية مجلس العموم عن حزب المحافظين، و كان في بداية حياته العملية سكرتيراً لخاله ربرت سيسل رئيس الحزب، و اشترك في الوزارة للمرّة الأولى مع اللورد ساليزبوري في وزارته الثانية، فأصبح وزيراً لشؤون إيرلندا، و على إثر تقاعد ساليزبوري في سنة 1902 عُهِد إليه برئاسة الوزارة، و لكنّه فشل في الانتخابات العامّة لسنة 1905، و في سنة 1911 استقال من رئاسة الحزب، ثمّ عاد إلى الحكم في الحكومة الائتلافية التي أُلّفت على إثر نشوب الحرب العالمية الأولى، فأصبح وزيراً للبحرية في وزارة “آسكويث”، ثمّ وزيراً للخارجية في وزارة “لويد جورج (1916- 1919)”. و في سنة 1917، و خلال الحرب العالمية الأولى أصدر تصريحه المعروف بوعد بلفور، المعني بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، فكان الوعد وصمة عار في سيرة هذا الوزير و دولته في ذاكرة تاريخ فلسطين، و كان ذلك الوعد بضغط من حاييم وايزمن و ناحوم سوكولوف و آل روتشيلد، وغيرهم من اليهود ذوي النفوذ في بريطانيا. و قد جاء التصريح أو الوعد في صيغة كتاب موجّه إلى البارون روتشيلد، رئيس الفرع الإنكليزي لأسرة مصرفية يهودية. و على الرغم من مسؤولية بلفور عن تصريحه هذا، فإنّه جاء ناطقاً باسم “الحكومة البريطانية” و معبّراً عن سياستها، و لم يكن تصريحاً شخصياً. تولّى بلفور بعد الحرب الوزارة مرّتين في سنتي 1919 و 1925، و كان مسؤولاً إلى حدّ كبير عن المفاوضات التي حدّدت العلاقات بين بريطانيا و الدمنيونات، وفي سنة 1925 شارك في افتتاح “الجامعة العبرية” بالقدس فاستقبلته فلسطين، و الأكثرية العربية الساحقة فيها بالإضراب العام. و لمّا ذهب إلى دمشق بطريق عودته استُقبل بمظاهرات صاخبة و كاد يُقتل، و اضطرّت السلطات الفرنسية إلى تهريبه تحت حراسة مشدّدة.

Britannica Encyclopedia,o.p. cit., Volume 1, p 831

(1) المعلم: سورية / 1916- 1946، ص 70.

(*) تيودور هرتزل (T. Hertesle): هو الأب الروحي للصهيونية. ولد في بودابست سنة 1860 و أخذ منذ شبابه يفكّر في القضية اليهودية، و مطاردة اليهود و طرح فكرة خروج اليهود من المهجر و العودة إلى “صهيون” حيث تحدّث عن هذه الفكرة في كتابه “دولة اليهود” أو الدولة اليهودية الذي صدر سنة 1895. و هو الذي وضع الأسس العقائدية للصهيونية السياسية حيث نقلها إلى صعيد العمل و التنظيم و إليه يعود السبق في توحيد الصفوف الصهيونية تحت راية الصهيونية العالمية و عن طريق الدعوة التي وجهها لعقد أو مؤتمر صهيوني على مستوى يهود العالم و قد وصف قي كتابه دولة اليهود بأنّه محاولة لإيجاد حل عصري للمسألة اليهودية معتبراً أنّ المسألة اليهودية “مسألة قومية” و إنّ ” الدولة اليهودية” ضرورة لابدّ منها للعالم لذا سوف يتمّ خلقها، حسب قوله. و سافر هرتزل إلى ألمانيا و تركيا و إنكلترا وإيطاليا للمساعدة في توطين اليهود في فلسطين. طرح في اجتماعه المؤتمر الصهيوني السادس فكرة الاستيطان اليهودي في أوغندة إلا أنها قوبلت بمعارضة. توفي هرتزل سنة 1904 و دُفن في فينّا بالنمسا و قامت سلطات تلّ أبيب بنقل عظامه في صيف 1949 حيث تمّ دفنه غريبا في “جبل هرتزل” بالقدس. أبو الحسن: مرجع سابق، ص 53.

(2) إسماعيل: مرجع سابق، ص 531- 532.

(*) هربرت صموئيل  (1870- 1963): ولد لأسرة يهودية أرثوذوكسية تعمل في التجارة. تلقّى تعليمه في جامعة أكسفورد و انضمّ إلى حزب الأحرار و انتُخب نائباً في مجلس العموم في عام 1902. عني في بداية أمره بالقضايا الاجتماعية، وكان المسؤول عن تشكيل محاكم الأحداث حينما كان وكيلاً لوزارة الداخلية، و تدرّج في المناصب حتى أصبح وزيراً للبريد ثمّ وزيراً للداخلية. كان في بداية أمره يرى أنّ الحلّ الصهيوني غير عملي و يسيء إلى مصالح اليهود، و لذلك اشتهر بعداه للصهيونية. و لكن عندما أصبح من الواضح أنّ ألمانيا ستُهزم في الحرب العالمية الأولى و معها حليفتها الدولة العثمانية التي كانت فلسطين جزءاً منها، اتّجه هربرت صموئيل إلى إمكانية حلّ المشكلة اليهودية عن طريق توطين اليهود في فلسطين، و كان ذلك تغييراً كلّياً في موقفه من الصهيونية، التي أصبح من روّادها المتحمّسين العاملين على تحقيق فكرتها. و في عام 1915 قدّم مذكّرة إلى الوزارة البريطانية حول إنشاء دولة يهوديّة في فلسطين عن طريق تحويل فلسطين إلى محميّة بريطانية و تشجيع الاستيطان اليهودي فيها، و قد جذبت المُذكّرة اهتمام لويد جورج، و لكن رئيس الوزراء آسكويث لم يكن متحمّساً للفكرة. و حين تولّى لويد جورج رئاسة الوزارة، عيّن بلفور وزيراً للخارجية و تُقرّر تبنّي المشروع الصهيوني بإصدار ما عُرِف ب “وعد بلفور” سيّء الصيت. و لمّا وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني عُيّن هربرت سنة 1920 أوّل مندوب سام فيها بسبب اهتماماته الاستعمارية و الصهيونية، فضلاً عن كونه يهوديّاً، فاتّبع سياسة محابية للصهيونية على الرغم من المعارضة العربية له و لسياسته.و لمّا انتهت مهمّته مندوباً سامياً في فلسطين، عاد إلى إنكلترا وعُيّن وزيراً للداخلية في وزارة رامزي ماكدونالد العمّالية. و هاجم “الكتاب الأبيض” عن فلسطين لعام 1939 كما هاجم سياسة بيفن الذي لم يكن متحمّساً للصهيونية. كان هربرت صموئيل زعيماً لحزب الأحرار في مجلس اللّوردات، و كانت له أيضاً اهتمامات فلسفية. انتُخب رئيساً للجمعية الملكية الفلسفية بين سنتي 1930 و 1959، و وضع عدّة مؤلّفات فلسفية. توفّي في لندن عن 93 عاماً.

Britannica Encyclopedia,o.p. cit, Volume 10, p 382.

(3) المعلم: سورية / 1916- 1946، ص 70- 71.

(4) الكيالي، عبد الوهاب: تاريخ فلسطين الحديث، المؤسّسة العربية للدراسات و النشر، بيروت، ط 3، 1973، ص 97.

(*) مناحيم وايزمن: ولد في 27 تشرين الثاني 1874 في مونيل بالقرب من بنسك في روسيا – و مات في تشرين الثاني 1952. و هو كيميائي درس الكيمياء في الجامعات الألمانية و السوسرية و في سنة 1904 عُيّن محاضراً في الكيمياء و لبيولوجيا في مانشستر. و أصبح سنة 1916 مديراً للمختبرات الكيمياوية التابعة للبحرية البريطانية. و في سنة 1902 دعا وايزمن إلى إنشاء جامعة عبرية، و ترأّس اللّجنة الصهيونية في لندن، و كان له تأثير كبير في كسب تأييد البريطانيين “بلفور، سكوت، لويد جورج” من أجل ضمان تعاون القاضي الأمريكي، مع الحركة الصهيونية، أيّ طلب وساطة بريطانية لدى الولايات المتّحدة الأمريكية. و نجح في الحصول على وعد بلفور في الثامن من تشرين الثاني 1917 و في سنة 1918 أصبح وايزمن رئيساً للبعثة الصهيونية التي أرسلت إلى فلسطين كي تُهيّئ لتنفيذ ما سمي بالوطن القومي اليهودي و في نفس السنة وضع حجر الأساس للجامعة العبرية في القدس و كان رئيسا لمجلس الأمناء فيها عندما إفتتحها اللورد بلفور شخصيا سنة 1925. مثل الحركة الصهيونية في عام 1919 في مؤتمر السلام في باريس.و في عام 1920 عقد وايزمن مؤتمراً صهيونياً في لندن و تم انتخابه رئيساً للمنظّمة الصهيونية العالمي.  و قد ظلّ رئيساً لها حتى سنة 1930 و من عام 1935 حتى 1946. أبو الحسن: مرجع سابق، ص 45.

(5) بهلوان، سمر و صالح، محمد حبيب: دراسات في تاريخ القصية الفلسطينية، منشورات جامعة دمشق، دمشق، د ط، 1997، ص 133- 134.

(**) لويس برانديس، براند هو (L. Brandiz) (1856- 1941):  ولد في ولاية كنتاكي في أمريكا و تخرج من قلية القانون بجامعة هارفارد عينه الرئيس الأمريكي ويلسون قاضيا في محكمة العدل الدولية سنة 1916 وبقي حتى تقاعده سنة 1939،  في سنة 1910 دعي لكي يساهم في حلّ أضراب بمدينة نيويورك قام به عمّال الملبوسات التي تقع تحت سيطرة اليهود و هنا ظهرت عاطفته الصهيونية اليهودية الأمريكية خلال الحرب العالمية الأولى، و أصبح رئيس اللّجنة التنفيذية المؤّقتة للشؤون الصهيونية في أمريكا. قدّم أعظم خدمة للصهيونية عن طريق جهوده في واشنطن خلال المحادثات التي جرت قبل صدور وعد بلفور 1917 و استغلّ منصبه كقاضي لمحكمة العدل العليا و صداقته الشخصية للرئيس “ولسن” لكي يكسب تأييد الولايات المتّحدة الأمريكية و عطفها. أبو الحسن: مرجع سابق، ص 50.       

(*) ودرو ولسون (1856- 1924): الرئيس الثامن و العشرون للولايات المتّحدة. ولد سنة 1856 في مدينة ستونتن من ولاية فرجينيا، من أصل اسكتلندي. و درس في جامعة برنستن، و مارس المحاماة مدّة قصيرة، ثمّ استنأنف الدراسة في جامعة جونز هوبكنز، و عمل في المجال الأكاديمي خمساً و عشرين سنة برز خلالها أستاذاً قديراً في جامعة برنستن، ثمّ أصبح رئيساً لتلك الجامعة. و في سنة 1910 رُشّح لمنصب حاكم ولاية “نيوجرسي” عن الحزب الديمقراطي فقبل الترشيح و استقال من الجامعة، و نجح في الانتخابات. اجتمعت حوله العناصر التقدّمية و انتخب ليكون مرشّح الحزب الديمقراطي لرئاسة الجمهورية في انتخابات سنة 1912، ونجح في الانتخابات و واصل سياسته الإصلاحية (و قد عُرِفت في حينها باسم “الحريّة الجديدة”). و لكنّ التحدّي الحقيقي الذي واجهه جاء مع نشوب الحرب العالمية الأولى، و كان في البداية مؤمناً بوجوب التزام الولايات المتّحدة للحياد، و قد كوفئ على موقفه هذا بإعادة انتخابه للرئاسة في سنة 1916، و لكنّ تجاهل ألمانيا لحقوق المحايدين و إغراقها البوارج و السفن الأمريكية أجبره على زجّ بلاده في أتون الحرب كارهاً. فلمّا انتهت الحرب بانتصار الحلفاء تابع ولسن سياسته الرامية إلى جعل العالم مكاناً لسلم عادل و دائم، و كانت تلك البنود تقوم على أساس مبدأ تقرير المصير، ذلك المبدأ الذي نادت به الحلفاء فيما بعد حين يكون موافقاً لمصالحها،
و تناسته إذا لم يتّفق معها (في قضيّة فلسطين مثلاً). و كانت بنود ولسن الأربعة عشر تقول بوجوب تحرير الشعوب المستعبدة، و توفير العدالة للصديق و العدو على السواء، و ضمان السلم العالمي عن طريق تأسيس “عصبة الأمم” لتكون أداة لمنع الحروب و تنظيم القانون الدولي و الحفاظ على العدالة و احترام المعاهدات الدولية. و كان ولسن هو الذي اقترح نصوص ميثاق (أو: عهد) عصبة الأمم. و قد حضر ولسن مؤتمر الصلح في باريس سنة 1919 و استقبل في أوربا استقبالاً حماسياً أنساه واقع الحياة السياسية. و كان كثير من الأحيان في موقف غير متكافئ، بل كاد يكون ساذجاً في مناقشاته مع ساسة الحلفاء الآخرين المتمرّسين بألاعيب السياسة و المفاوضات و الذين كانوا يحاولون تغليب مصالحهم القومية، سواء اتّفقت مع مبادئ ولسن المثالية أم لم تتّفق. و مع ذلك فإنّ بعض تلك المبادئ تسرّبت إلى معاهدة فرساي، كما أنّه نجح في حمل المؤتمر على جعل نصوص عهد عصبة الأمم جزءاً لا يتجزّأ من معاهدة فرساي. و عاد ولسن من مؤتمر الصلح مرهقاً، و قد تدهورت صحّته و أعصابه، يكن في وضع يمكّنه من مناقشة المعارضة التي تكوّنت ضدّه في مجلس الشيوخ، و لكنّه قرّر القيام بحملة شعبية، فخرج في جولة للدعوة إلى تأييد المعاهدة، و لكنّ الإرهاق اضطرّه أخيراً إلى التخلّي عن جولته. و بعدها أصيب بجلطة تركت جانبه الأيسر مشلولاً. ولمّا نوقشت معاهدة فرساي في مجلس الشيوخ الأمريكي صوّتت الأغلبية ضدّ إبرامها. و كان ولسن في الشهور الأخيرة من رئاسته مريضاً و عاجزاً عن اتّخاذ أيّة قرار مهمّة، فلمّا انتهت مدّة رئاسته خلفه مرشّح الحزب الجمهوري “هاردنغ”. و في سنة 1920 منح ولسن جائزة نوبل للسلام، و قضى السنوات الأخيرة من حياته في شبه عزلة، إلى أن وافاه الأجل في 3 شباط 1924 عن 68 عاماً
. صفوة: مصدر سابق، ج 4، ص 94- 96.

(6) بهلوان، وصالح: مرجع سابق، ص 134.

(**) لويد جورج، دافيد (1863- 1945): و لد في مانتشستر في 17 كانون الثاني 1863 و تخرّج محامياً وانتخب عضواً في مجلس العموم سنة 1890 و مثّل دائرته الانتخابية فيه لمدّة 55 سنة متوالية. تسلّم وزارة التجارة سنة 1906 ثمّ وزيراً للمالية سنة 1908، و شغل مناصب وزارية أخرى خلال الحرب العالمية الأولى، وفي عام 1916 حدث خلاف بينه و بين رئيس الوزراء “آسكويث” فأصبح لويد- جورج رئيساً للوزراء في حكومة ائتلافية و أوجد قيادة موحّدة مكّنت الحلفاء من الوقوف بوجه آخر هجوم ألماني و تحقيق النصر في الحرب العالمية الأولى. و بصفته أحّد “الأربعة الكبار” (مع ولسن و كليمانصو و أورلاندو) قام بدور رئيسي في مؤتمر فرساي. و في انتخابات عام 1918 تغلّب لويد جورج على حزب العمّال و أتباع آسكويث، و لكنّ الدعم الذي كان يتمتّع به أصبح واهناً بسبب تفاقم البطالة، و التدخّل في الحرب الأهلية الروسية و التدخّل في أيرلندا. أيّد لويد جورج الصهيونية، و حقّق الأطماع البريطانية في مؤتمر فرساي، و عقد معاهدة مع أيرلندا مُنحت بموجبها استقلالاً ذاتيّاً في سنة 1921، فكان ذلك إضافة إلى تأييده لليونان ضدّ تركيا، سبباً في انسحاب المحافظين من وزارته و انهيار الائتلاف، فقد ثقة حزبه إلى حدّ كبير و لم يعد بعد ذلك إلى الحكم حتى وفاته في 26 آذار 1945 عن 82 عاماً. صفوة: الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية، ج 4، ص 93- 94.

(*) روتشيلد، ادموند دي (A. Rotchild): عائلة روتشيلد أشهر العائلات اليهودية المصرفية في العالم نشأت في فرانكفورت في القرن السادس عشر و أثري روتشيلد ماير من اشتغاله بالعملة أثناء حروب الثورة الفرنسية. تفرّق أولاده الخمسة و أسّسوا أعمالهم في خمسة بلاد أوربية مختلفة و أصبحوا شخصيّات هامّة في عالم المال و السياسة فاحتلوا المقاعد النيابية و تولّوا عملية شراء بريطانياً لأسهم قناة السويس، و موّلوا بعض الأحزاب التقليدية و نشاط المستوطنين اليهود في فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر، كما أنّ وعد بلفور وجّه بصيغة خطاب إلى اللورد ” ليونيل والتر روتشيلد” و على الرغم من تناقص أهميّة عائلة روتشيلد بظهور النظام المصرفي الرأسمالي الحديث و انقراض نظام التجارة و الربا القديمين فإنّ عائلة روتشيلد ما تزال مرموقة في عالم المال و المصارف و قد لعب أفراد هذه العائلة دوراً كبيراً في مؤتمر المليونيرية اليهود الذي عقد في إسرائيل قبل سنوات لدعم الدولة الصهيونية الدخيلة. أبو الحسن: مرجع سابق، ص 59.

(7) المعلم: سورية / 1916- 1946، ص 71- 72.

(8) أبو الحسن: مرجع سابق، ص 218.

(9) الوثائق الرئيسة في القضية العربية، مصدر سابق، ص 87. و موسى: الثورة العربية الكبرى، الوثيقة السابعة و العشرون، وعد بلفور 2 تشرين الثاني 1917، ج 1، ص 97.

(10) المرجع نفسه، ص 220.

(11) إسماعيل: مرجع سابق، ص 539.

(12) بهلوان، وصالح: مرجع سابق، ص 135.

(13) أبو الحسن: مرجع سابق، ص 221.

(14) بهلوان، وصالح: مرجع سابق، ص 136.

(15) أنطونيوس: مصدر سابق، ص 375.

(16) إسماعيل: مرجع سابق، ص 537.

(17) المرجع نفسه، ص 545.

(*) هوجارث، دافيد جورج: خبير آثاري و رحالة تخرّج في جامعة أوكسفورد و أولع بالأسفار و التنقيبات الآركيولوجية منذ مطلع شبابه و عمل  مع بعثات التنقيب في تركيا و قبرص و مصر و اليونان، ثمّ أصبح مراسلاً لجريدة “التايمز” اللندنية في جزيرة كريت خلال الحرب التركية- اليونانية سنة 1897 و بعدها عاد للعمل في جامعة أوكسفورد. ولمّا نشبت الحرب العالمية الأولى أُرسل إلى القاهرة و عُيّن مديراً للمكتب العربي و منح رتبة ضابط في البحرية البريطانية. وكان مسؤولاً عن المهمّة الدقيقة في كسب العرب إلى جانب الحلفاء. و بعد الحرب كان عضواً في الوفد البريطاني في مؤتمر الصلح بفرساي. ثمّ عاد إلى عمله أستاذاً في أوكسفورد و مديراً لمتحف الأشموليان، و بقي في هذا المنصب حتى وفاته. و قد ترك مؤلّفات ثمينة في الرحلات و الآثار. صفوة: الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية، ج 2، ص 94.

(18) سعيد: أسرار الثورة العربية، ص 207.

(19) من هذه التصريحات برقية وزارة الخارجية البريطاني إلى الملك حسين 8 شباط  1918، و رسالة من الكوماندر هوجارث إلى الملك حين 4 كانون الثاني 1918، و حديث دار بين الكوماندر هوجارث و الملك حسين 1918. أنظر موسى: الثورة العربية الكبرى، الوثيقة التاسعة و العشرون، ص 99- 106.

(20) إسماعيل: مرجع سابق، ص 547- 548.

(21) و هي ما يُعرَف بـ “مبادئ ولسن الأربع عشرة” التي أعلنها في كانون الأول 1918، و أهمّ ما تناولت تلك المبادئ، الشعوب التي كانت ترزح تحت نيران الاحتلال و ضرورة إعطائها حرّيتها و استقلالها، و أهمّ تلك المبادئ هو مبدأ حقّ الشعوب في تقرير مصيرها. Willians: op. cit., p 17                .

(22) إسماعيل: مرجع سابق، ص 547- 548.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى