مقالات

أستانا الثالثة عشرة كانت بالفعل الثالثة عشرة!!

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي
عرض مقالات الكاتب

تعالوا نقرأ:

ليست عدمية سياسية. ولا هو موقف اتهامي للفريق الذي تحمل العبء البراغماتي فقبل الذهاب إلى أستانا بكل ما في الذهاب من معرة وتعيير؛ ولكن تعالوا نقرأ حصيلة الجولة في نقاطها السبع كما ظهرت في البيان الختامي على موقع وزارة الخارجية الكازاخية الدولة المضيفة التي يجب أن تكون أكثر حيادية في الصيغة التي تعرض..

النقطة الأولى في البيان الختامي لأستانا 13: حسب موقع وزارة الخارجية الكازاخية:

في الحديث عن المنطقة في شمال شرق سورية…

قضية شمال شرق سورية هي أولوية لكل المشاركين في اللقاء، ولكنها ليست أولوية للشعب السوري في السياق الذي نحن فيه. أولويتنا اليوم في أرياف حماة وإدلب وحلب حيث يسقط أبناؤنا مع كل شمس!!

النقطة الثانية:

اعتماد “سوتشي” مرجعية للحل السياسي إلى جانب جنيف و2254. هو تنازل مخيف. ومهما كانت مقررات سوتشي المذكورة. فالخطوة تنازل عن الدور الدولي لمصلحة المحتل الروسي وتمكينه من الانفراد بالملف السوري. المعارضة التي تصطف إلى جانب المحتل الأكثر شراسة، وهل كانت أستانا منذ البداية إلا كذلك؟!

النقطة الثالثة في البيان الختامي لأستانا 13 حسب موقع الخارجية الكازاخية:

عن التهدئة في إدلب، التهدئة المحشوة بعبارات مثل “التعاون من جميع الأطراف للقضاء على الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وجميع الأطراف والكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة..”.

كلام له خبء كما يقول أبو العلاء المعري. من معانيه كما هو قائم على الأرض أن يصبح الممثلون في أستانا وتبعياتهم جنودًا لبوتين ولقاسم سليماني وللأسد معًا في قتل الأطفال وتدمير الديار وهدم المستشفيات والمدارس..

إن كل من يسأل بوتين وقاسم سليماني وبشار الأسد عن جرائمهم في سورية يسمعون العبارات نفسها: القضاء على تنظيم الدولة وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة. في هذه النقطة المريبة يعلن “الأستانيون” السوريون عن تعاونهم مع كل الأطراف. وكل الأطراف هنا تعني الروسي والإيراني والأسدي للحرب على المذكورين!! نحن لا نناقش هنا مشروعية الحرب على هؤلاء، السؤال التكنيكي البسيط: مع من نحارب؟ ومتى نحارب؟

النقطة الرابعة في البيان الختامي..

“رحبت كل الأطراف بالعملية الرابعة الناجحة المتعلقة بالإفراج المتبادل عن المحتجزين”

ويتساقط لحم وجه المرء حياءً وهو يقرأ النقطة الرابعة هذه.  …!!

لاحظوا أعزائي..

عبارة “الإفراج المتبادل” وإيحاءاتها وظلالها وإسقاطاتها. شعب عدد معتقليه بمئات الألوف فيهم النساء والأطفال وكبار السن يوضع في موقع الندية “الجرمية” بتعبير الإفراج المتبادل. التبادل السخيف والمضحك والمستفز. والمتناقض مع أبسط قواعد المنطق السياسي حتى البوتيني والأسدي. فما علاقة المعتقل عند “ممثل دولة” يعترف به بوتين بفعل عصابة إرهابية إجرامية حتى يتم تبادل مواطن بمواطن؟! وأسوق الكلام بالطبع حيث المنطق البوتيني المجرم!! ويكفي أن نوازن في حجم الجريمة بين معتقلين ومفقودين بمئات الألوف وبين …!!

لاحظوا أعزائي..

أن عنوان الإفراج عن المعتقلين ظل منذ أستانا واحد الدسم الذي دست فيه كل سموم أستانا، كمحاولة لتحويل المجرم المحتل وسيطًا، ولكننا نلحظ هنا أن المفاوض العتيد، وإن شئت قرأت التاء نونا، يقبل باستبدال وصف “المحتجزين” بالمعتقلين. تأكيدًا على ادعاء بوتين وقاسم سليماني وبشار الأسد أنه لا يوجد “معتقلون” في سورية بل هم بضعة محتجزين كالذين تحتجزهم الفصائل في غولاغ زنازينها المنتشرة في البر والبحر على ما أفادت بعض التقارير.

النقطة الخامسة:

في البيان الختامي لأستانا الثالثة عشرة الدعوة إلى زيادة المساعدات الإنسانية!!

ورغم كل الكلام الحشو الذي يتبع هذه الدعوة يعلم المؤتمرون أن 93% بالمئة من هذه المساعدات ذهب على مدى السنوات الماضية إلى دعم مشروع الأسد في قتل السوريين وتهجيرهم!!

ربما لا يغفل مفاوض سليم العقل حاضر القلب أن يسأل شريكيه الروسي والإيراني عن حجم مشاركتهم في المساعدات التي يريدون زيادتها للشعب السوري؟!

النقطة السادسة في البيان الختامي لأستانا..

والأكثر إثارة للألم والشعور بالمرارة، والإحساس بلا مسئولية هؤلاء الذين جلسوا على المقاعد أو عن عجزهم عن إدراك مرامي الكلام الذي عليه وقعوا؛ الدعوة المخجلة المخزية إلى تسهيل عودة اللاجئين!!

أليست الدعوة إلى وقف الأعمال والجرائم التي تدعو الشعب السوري إلى اللجوء أولى؟! أو ليس هؤلاء الذين يتحدثون عن “تسهيل عودة اللاجئين” أن يدركوا أن هؤلاء المهاجرين إنما هاجروا بفعل الطيران الروسي والأسدي والميليشيات الصفوية الأثيمة؟! أليس من حقنا أن نقرأ في بيان كتبه من يزعم أنه ممثل لشعب أن نقرأ دعوة إلى وقف عملية تهجير المزيد من السوريين؟! وكيف يدعو هؤلاء إلى تسهيل العودة قبل الدعوة إلى وقف عملية التهجير، بوقف أسبابها التي ما تزال قائمة؟!

والنقطة السابعة والأخيرة

في البيان العتيد حسب خارجية الحكومة الكازاخية، الترحيب بوفدي لبنان والعراق الذين شاركوا في لقاء أستانا..

ونرد بالقول بل لا مرحبا بهم، وبمن دعاهم وبمن رحب بهم 

نتيجة جولة أستانا 13 كما هي بين أيدينا وبدون كثير كلام هي سبعة / صفر..

سبعة لمصلحة بوتين وقاسم سليماني وبشار الأسد وعاد إلينا حنين حافيًا بلا خفين.

لندن: 2 ذو الحجة / 1440 – 3/8/2019

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى