مقالات

ما أشبه اليوم بالبارحة!

هيثم المالح

عرض مقالات الكاتب

حين وقعت هزيمة (كارثة) عام ١٩٦٧، وانهزم فيها الحكام (العسكر) عبد الناصر في مصر، وحافظ الأسد في سورية، وخسرت مصر سيناء بينما خسرت سورية الجولان، والحقيقة أن الخسارة الحقيقية ليست في خسارة الأرض ودمار الجيوش والأسلحة والطيران، وإنما كانت كارثة حلّت ليس فقط بسورية ومصر، بل أنها أصابت الأمة في الصميم.

وما نراه اليوم من هرولة من حكام (عرب الهوية) للتطبيع نحو كيان صهيون، وما نراه ونسمعه ونشاهده، من تبجح بعض المحسوبين (من عرب الهوية) حول حقّ (إسرائيل) بالوجود وإنكار للمقدسات الإسلامية (الأقصى) مثلًا بالوجود وتفاهات وترهات، يجترها هنا وهناك (أشباه) مثقفين أو سياسيين، وكل هذا الذي نعانيه حتى الآن إحدى نتائج كارثة ١٩٦٧.

وأكاد لا أرى فرقًا بين ما جرى ويجري من محاولات لضرب الثورة السورية، وإجهاضها نتيجة الهرولة إلى موسكو من جانب ما يسمى (معارضة سورية).

وأنا أكتب هذه الأسطر أدرك تمامًا أن ما سأقوله سيغضب البعض، ولكن أودّ أن أضع الملاحظات الآتية:

من بداية الثورة أي في عامها الأول حيث لم تكن قد تعسكرت بعد، تدخلت موسكو في شأننا الداخلي، وصرّحت بأنها لن تسمح بإسقاط الأسد، وكذلك لن تسمح بأن يحكم السنة سورية، وهم الذين يشكلون ٨٠٪؜ من مجموع السكان، بينما يشكل العلويون ٩٪، ثم استعملت روسيا الفيتو اثنتا عشرة مرة، وعطّلت مجلس الأمن ومنعته من اتخاذ أي قرار لصالح الشعب السوري، ومنها الفيتو مقابل مشروع فرنسي بإحالة الجرائم (وليس المجرمين) بمعنى الجرائم المرتكبة من الجميع والواقع هذا موقف غاية في الانحطاط والنذالة، والآخر كان بمواجهة مشروع استعمال الكيماوي.

وقد كتب برهان غليون في كتابه: أن الروس دعوا المجلس الوطني لزيارة موسكو، وذهبوا إلى هناك، حيث كان بانتظارهم، حمام ساخن من التقريع!

وأعود لأقول هنا لو أنّنا نحن لم نهرول إلى موسكو وتمت هذه اللقاءات مع الروس خارج روسيا، هل كان لروسيا أن تعتبر نفسها ضامنًا في المفاوضات العبثية التي تجري بتخطيط وتنفيذ وإشراف روسي؟

أود أن أقول: إننا نحن (المعارضة السياسية) أعطت المبرر والقوة للموقف الروسي، وهذا كله ناجم عن الانفراد بالرأي وعدم التشاور، والله تعالى أعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى