مقالات

شكرًا روسيا

عمار الشاعر

إعلامي وأديب سوري.
عرض مقالات الكاتب

لربما.. بل وأغلب الظن أن معظم من قرأ هذا العنوان أكال مئات الشتائم على المقال وصاحبه رغم أن القصد هو التهكم ليس إلا.

وأنا هنا لا ألوم الشاتمين، فلا ينبغي لنا أن نضع أنفسنا بموقع الشبهات ثم نلوم الناس، فما بالكم بمن يشكر روسيا وهو رئيس وفد المعارضة للتفاوض مع النظام في أستانا 13 ويبرر ذلك بأن السياسة تتطلب ذلك، ليس هذا فحسب بل يرى في جلوسه مع النظام برعاية الروس جهاداً وقتالاً لا يقل شأنًا عن جهاد البندقية والقتال على الأرض!!

ما الذي قدمته الأستانات السابقة للثورة السورية؟

مما لا شك فيه أن بدعة أستانا التي جاء بها الروس ليست سوى انقلابًا على مقررات جنيف الدولية، والتي أحرجت الروس والنظام على حد سواء، ولعل أسوأ ما في الأمر أن المعارضة خاضت في هذه البدعة واستجابت لها بحجة عدم ترك ساحة المعترك السياسي فارغة للنظام وحده، وكأن جنيف لم يكن من أصله.

وإذا ما استعرضنا نتائج الأستانات السابقة من أستانا 1 إلى أستانا 12 نرى أن المعارضة خسرت، بل ووقعت على خسارة مناطق عدة حين التزمت الفصائل بما يسمى بوقف إطلاق النار ليستفرد النظام بهذه المناطق كل واحدة على حدة كالجزار الذي يجزّ رؤوس ذبائحه الواحدة تلو الأخرى فيما ينتظر البقية دورهم!

حلب وداريا وبرزة والقابون وحي تشرين والزبداني والقلمون الشرقي والقلمون الغربي والغوطة الشرقية والغوطة الغربية ودرعا والقنيطرة وريف حمص الشمالي، كل هذه المناطق عادت للنظام بسبب الجولات السابقة من أستانا، وما يزال وفد المعارضة يريد المشاركة في هذه المهزلة في حين يصبُّ النظام حممه على إدلب.

لم يجرؤ وفد المعارضة هذا أن يضع إيقاف حمام الدم في إدلب شرطًا على الأقل للمشاركة في أستانا 13 بل يصر على مشاركة ذليلة، ويشكر القاتل الروسي ويستجديه “كطالب الدبس من «…» النمس” دون أن يحترم صرخة وقهر أبٍ يبحث عن أطفاله بين الركام الذي خلفته الطائرات الروسية ويصِرّ أن يكون شاهد زور لتسليم المزيد من المناطق للنظام وروسيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى