تحقيقات

سلسلة أستانا تقزيم واختزال ثورة شعب إلى طلب تشكيل لجنة دستورية!

رسالة بوست

يوم 1 – 7 – 2019 سيكون موعدنا مع جزء آخر من سلسلة “الخيانة” بجزئها الثالث عشر في العاصمة الكازاخية.          

 أولى أجزاء أستانا الخيانية كانت في 29/5/2015. يمكننا أن نلخص هنا ما جاءت به الأجزاء السابقة لنفهم الجزء الجديد الذي سنشاهده غدّا.

فقد كان الحديث في الأستانات السابقة عن ضرورة أن تتركز على المفاوضات غير المباشرة والإفراج عن المعتقلين وتحديد مناطق خفض التوتر، وملف المعتقلين، ومراقبة الهدنة، وقف التصعيد ومراقبة وقف إطلاق النار وأمور كثيرة وقضايا شائكة ومعقدة لم يجر تطبيق أي منها على أرض الواقع، وبقي كل ما تم تداوله من مقررات في هذه الأستانات حبراً على ورق حتى مع وجود الضامنين تركيا وروسيا وإيران الذين ضمنوا تطبيق ما ورد من مقررات.                     

 الغريب أنه وقبيل عرض أي جزء جديد من أستانا وقبيل كل جولة منه يعمل النظام ومع الضامنة روسيا والحليف الإيراني على تصعيد الموقف وارتكاب جرائم ومجازر، وبالأمس القريب قامت الضامنة روسبا وقبيل انعقاد أستانا 13 بارتكاب مجازر في معرة النعمان وأريحا وسراقب!!

التعريف بسلسلة أستانا وأبرز محطاتها

مفاوضات أستانا بدأت في كما أشرنا في عام 2015 أهم خلاصات اللقاءات السابقة كان يدور الحديث عن ضرورة المفاوضات غير المباشرة، والإفراج عن المعتقلين، وتحديد مناطق خفض التوتر، وسط شكاوى من عدم التزام النظام وحلفائه بقرارات وقف إطلاق النار.

المثير هنا ومنذ أستانا الأول وحتى الآن يعمد “المفاوضون” إلى دراسة طلب دعوتهم ومع كل دراسة يقررون المشاركة ولا ندري على ماذا بني قرار مشاركتهم في كل مرة يقررون فيها أن يشاركوا فيه؟

فهل قرار المشاركة جاء مباركة منهم لكون القاتل هو الضامن؟ أم مباركة لجميع الجرائم والمجازر التي وقعت والتي تقع يومياً، أم مباركة للمعتقلين الذين لا يطلق سراحهم إلا للذهاب بهم إلى قبورهم هذا إن بقي شيء من أجسادهم ليدفنوه!

اليوم رئيس وفد أستانا أحمد طعمة وفي مؤتمر صحفي عقده في اسطنبول أعلن مشاركة (المعارضة) في الجولة القادمة من المحادثات، معلنًا موافقته الأولية على اللجنة الدستورية المشتركة مع نظام الأسد.

وقال طعمة خلال مؤتمر صحفي، عقده في مدينة إسطنبول التركية:

بعد تفكير اخترنا الذهاب إلى أستانا، ووجدنا أنه من الأفضل “لقضيتنا” مشيرًا إلى أنَّ الوفد سيضم كل ممثلي المعارضة، ومن أهم مهامهم من خلال المشاركة في المحادثات وقف إطلاق النار في إدلب، على حد وصفه. وأضاف طعمه:” أن المرحلة الزمنية الحالية هي أفضل فترة توافق بها السياسيون والعسكريون، وهي في أوجها إلخ من المتناقضات الذي تضمنه مؤتمره الصحفي.

أما الرائد ياسر عبد الرحيم عضو وفد أستانا فلم يذهب خلاف ما ذهب إليه طعمة بقبوله ودفاعه عن أستانا.

أما شعبيًا فقد استنكر السوريون ذهاب وفد المعارضة إلى مفاوضات أستانا، حيث عدّوها خيانة لدماء الثوار وتضحياتهم، وبابًا لتسليم المناطق المحررة للقوات الروسية.

 الرائد جميل الصالح، قائد جيش العزة، فقد وصف في وقت سابق مؤتمر أستانا “بـالمهزلة” وربما يكون تصريحه هذا تكذيبًا لما قاله طعمه الذي قال فيه ان “توافقًا وتناغمًا حصل بين القيادة العسكرية والسياسية” ودعا الصالح: إلى إيقاف أستانا، عقب المجازر المروعة التي ارتكبتها طائرات النظام الحربية والطائرات الروسية في محافظة إدلب، حيث وصف كل من يحضر المؤتمر “بالخائن” والشريك في قتل الشعب السوري.

الحقيقة أنّ كثيرًا من الأسئلة يمكن لنا أن نطرحها عن دور مثل هؤلاء المروجين لفكر أستانا والذين يتسابقون في تقديم تنازلات وعلى مدار اثني عشر جزءًا من الأجزاء التي شاهدنها لهذه المهزلة، فهؤلاء الأشخاص من أحمد طعمة “متوسد الحذاء” كما يحلو للكثير من السوريين أن يطلقوا عليه منذ أن ظهر بذاك المنظر المزري عندما شاهدوه في سوتشي متوسدًا حذاءه في المطار السؤال الذي يدور في ذهن الكثيرين أن هؤلاء الذين يسمون أنفسهم معارضة   من الذي نصبهم ليكونوا ناطقين باسم الثورة السورية؟ وهل توجد معارضة أثناء الثورات؟ أم أن هؤلاء صنيعة مخابرات محلية ودولية؟ أم أن المعارضة وجودها فقط في السلم بينما في الثورات يجب أن تتراجع ليحل مكانها الثائرون؟

 أسئلة كثيرة توجهت بها رسالة بوست إلى عدد من الشخصيات السورية الثورية.

المحامي وشيخ الحقوقيين السوريين الأستاذ هيثم المالح: “أن شرعية أي نظام تسقط مع الثورات لأن الشرعية تستمد من الشعب وهذا مبدأ قانوني في الحكومات الديموقراطية، ومعلوم أنه لم يجر انتخابات في سورية وشرعية ما يسمى معارضة انما اكتسبتها من الاعتراف الدولي والعربي وليس بالانتخاب او التصويت من الشعب السوري.

وأضاف المالح: في مرحلة الثورات لا يوجد معارضة لان السلطة سقطت، وبالتالي ينبغي أن يكون للثورة قيادة ثورية، ومعارضة الحكومة أو أحزاب الحكومة تكون في زمن السلم بوجود مجالس منتخبة وحكومة تمثل السلطة الحاكمة، وكل ذلك “كوم” كما يقال وان يكون من يقود وفد المفاوضات لا يفقه شيئًا في القانون أو بالسياسة أو بالمفاوضات، فقط هو يعالج أسنان من تحتاج أسنانه للمعالة هذا كما يقال (كوم ثاني).

 فقد ابتليت الواجهة السياسية للثورة بهؤلاء الأشخاص!

واستطرد المالح: “ابتلي الشعب السوري في حكم البعث حين تسلم قيادة البلد أطباء ثلاثة “أتاسي وزعين وماخوس”، والآن هو مبتلى أيضا بممثلي القيادة السياسية أطباء أسنان وطبيب صحة يقودون الواجهة السياسية للثورة وهم أيضا أجهل من الجهل نفسه! وعندما تتحدث عن هؤلاء فكأنك تتحدث عن صيغة توأم للنظام”

 العقيد رياض الأسعد مؤسس الجيش السوري الحر قال:

فريق ما يسمى المعارضة هو من أعطى لنفسه صلاحية التكلم باسم الثورة رغم أن أبناء الثورة يرفعون أصواتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي برفض تمثيل الوفد لهم، وأنه لا يمثل إلا نفسه بل ذهبوا أبعد من ذلك لاتهامهم بالخيانة وبيع المناطق واحدة تلو الأخرى، وهذا يؤكد رفض الثورة لمن يدعون تمثيلهم من اي جهة تدعي المعارضة سواء وفود أستانا وهيئة مفاوضات وحتى ائتلاف ولم تأت شرعيتهم سوى من الدول التي نصبتهم وأعطتهم لتنفيذ اجنداتها وهذا واضح من خلال اصرارهم على تنفيذ ما يطلب منهم حيث تم تسليم غالبية المناطق التي حررها الثوار بدمائهم الطاهرة ودفعوا ثمنا باهظا في سبيل ذلك وإلى اليوم يذوقون الويلات من جحيم طائرات المحتل الروسي الفاشستي الإرهابي الذي يصافحونه ويتبادلون القبلات معه تحت مسمى مؤتمرات بينما طائراته تدمر الحجر والبشر، وهجّرت أهل الأرض من بيوتهم وجعلتهم تحت أشجار الزيتون تحت حرّ الشمس لا يجدون خيمة تقيهم أشعتها الحارقة ناهيك عن عشرات المجازر التي ترتكب بحق أهلنا تحت أنظارهم، ولا نعرف ان كانت طائرات الاحتلال هي من اعطتهم هذه الشرعية مقابل اظهارها بمظهر الضامن البريء وعلى ان يعطوها شرعية القصف واجبار الناس على الاستسلام ليقوموا بالتسليم.

وأضاف: لا يوجد معارضة اثناء الثورة إلا في سوريا فقد تقدمت الصفوف تحت اسم المظلومية لتقود ثورة مضادة وتجد مبررًا للجلوس مع القاتل والمحتل في سبيل إعادة شرعنته وإعطائه صك براءة على ما اقترف من مجازر ضد الشعب السوري، والتغطية على عمليات الاغتصاب في معتقلات العصابة الإرهابية المجرمة، وعدم الكشف عن مصير المئات من الآلاف من المعتقلين والمعتقلات، وما يتعرضون له من عذاب لإرضاء المحتل مقابل أن يكون لهم مشاركة في سلطة مجرمة بائدة لن يكون لها مكان في مستقبل سوريا بإذن الله.

وعندما تكون المعارضة شريفة وصاحبة قضية فلحظة انطلاق المعارضة من الواجب أن تلتحق بصفوف الثوار، وأن تكون جزءًا لا يتجزأ من الثورة، وتعمل ضمن أهداف الثورة ومبادئها وان تتماشى معها وألا تنفرد بما يهوى لها وإقامة علاقات مشبوهة لتحقيق ما تظنه مكاسب مستغلة تضحيات الثوار الابطال.

واختتم الأسعد: “للأسف الكثير ممن يدعي المعارضة لا يعرف طبيعة العصابة المجرمة في دمشق، وما مدى عمالتها فظن بعضهم أن يعيش في سويسرا وبمجرد أن رفع بعض الشعارات واللافتات ستسقط العصابة فوقفوا منذ اللحظات الأولى ضد الشباب الثائر، ووقفوا بقوة ضد الجيش السوري الحر وبخاصة الضباط متناسين كافة التصريحات لرؤوس العصابة وتهديداتهم بقتل ثلاثة أرباع الشعب السوري، ولن يتخلوا عن السلطة وأنهم سيزرعون بعض المدن والبلدات بالبطاطا مكان السكان وهذا ليس غريبًا عليهم، وهذا كان واضحًا خلال السنوات الماضية ونشاهده يوميًا من استخدام أعتى قوة تدميرية ضد أهلنا ناهيك عن دخول عشرات الميليشيات لإيران ودخلت روسيا بكل قوتها وأصبحت سوريا ترزح تحت احتلالات إرهابية فاشستية عنصرية قذرة، لا نعرف إن كان اولئك المعارضون يريدون تحرير سوريا أم أنهم يساعدون المحتل بالبقاء من خلال عمليات تسليم المناطق عبر مؤتمرات خزي وعار؟!

الأستاذ حسين الهاروني قال لرسالة بوست:

“فيما يخصّ أستانا سأبدأ هنا من حكاية المعارضة، فالمعارضة تكون اعتراضًا على شكل إدارة الدولة في وضع السلم الطبيعي فقط، ونحن الآن في ثورة وحرب وليس في الحرب أو الثورة معارضة بل إنّ الفكرة بحد ذاتها مضحكة وتحمل قدرًا كبيرًا من الاستهانة بالعقول والمصائر،

من يقل للناس إنّنا نستطيع أن نزيح عنصر مخابرات، أو شبيحًا مجرمًا واحدًا من شوارع سورية بغير السلاح يسخر من عقولنا! وهو إمّا أنّه لا يدرك ما يفعل أو أنّه صاحب مصلحة ومستفيد حتى وإن لبس لبوس الثورة ورفع رايتها!

وأضاف: خلال سنوات الثورة لم تلتزم تلك المعارضة الرخيصة بما قرّره الشعب في كل وسائل التعبير من مظاهرات ولافتات ووسائل إعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وفي المخيمات وأماكن اللجوء فكيف يحدثّنا هؤلاء عن تمثيلهم للثورة؟

هم يمثلون أنفسهم فقط ولو كان هناك تقييم حقيقي للأهلية فربما لن يتمكنوا حتى من تمثيل أنفسهم في ظروفٍ مشابهة، فمن يراهن على مؤتمر لم يتجرّأ على ذكر مصير الأسد وأجهزته الامنيّة في أيّ من بياناته أو مقرراته أو جولاته، فهو يغشّ الناس ويطيل معاناتهم ويعلقهم بآمال غير موجودة، بل إنّه يبرر الجريمة ويساعد في تضليل المجتمع الدولي بشأن قضيتنا وتقليل حجم خسائر الأسد السياسية وإضفاء شرعيّه لا يملكها اصلاً بل هو غطاء إضافي لجرائم الأسد ونظامه، فمجرّد تشكيل وفد ما يسمّى المعارضة للتفاوض مع نظام الأسد في عدة مؤتمرات آخرها أستانا ١٣ فيما أظنّ كسراً لإرادة السوريين هي أكبر إهانة لتضحيات الشعب السوري ولدماء مليون شهيد، ولذلك وبشكل قاطع – في رأيي – لا شرعيّة لهؤلاء ولا لمؤتمرهم ولاشرعيّة لأيّ كلمة يقولونها في الشأن العام للثورة فهؤلاء لصوص ومنتحلي صِفة يمثّلون أنفسهم فقط سواء كان ذلك بسبب جهلهم أو بسبب مصالحهم فالضرر واحد ويجب الحجر عليهم بشكل أو بآخر.

أيضًا يجب أن يعلم الجميع أنّه الآن يتم إفراغ ما تبقى من سورية من سكانها تحت غطاء وخزعبلات مثل هذه المؤتمرات التي يستغلها النظام والروس للتغطية على جرائمهم أمام المجتمع الدولي وإتمام التغيير الديمغرافي الجاري في سورية والعراق منذ أقلّ من عقدين بقليل تقريبًا.

باختصار يمكن القول أنّ ما يقوم به هؤلاء جريمة حقيقيّة أو في الحدّ الأدنى مشاركة في الجريمة وفي نظر القوانين المجرم والشريك واحد.            

وختم حديثه: “أحب أن أقولها وبصراحة إن بعض الشخصيات المحسوبة علينا كمعارضة يكون احياناً خطرها وضررها أكبر من خطر عصابة النظام المجرم وهذا ما يجب ان نوجد حلولًا له فالثورة مستمرة وقد نستمر في هذه الحرب لسنوات قادمة ولابدّ من بناء حقيقي للمستقبل.

يبدو أن هذا المؤتمر الذي وصفه السوريون بالخياني، والذي يبرر للمحتل غير الشرعي جرائمه، ولا يقف عند هذا بل يعمل على إعادة إنتاج النظام القاتل يأتي لهدر تضحيات الشعب السوري والالتفاف على ما انتزعه الشعب السوري من قرار أممي وجنيف 1 وهو محاولة لإنقاذ النظام المتهالك فقد أثمرت أستانات عن تسليم مدن ومساحات شاسعة للنظام المجرم، وقد نقل البندقية من كتف إلى كتف وتمخض عن ذلك ظهور عناصر المصالحات يقاتلون مع العصابة الطائفية!         

الجديد الوحيد

ربما في أستانا 13 هو دعوة لبنان والعراق لحضوره، أما القديم الجديد عندنا كسوريين فهو الإجماع من عسكريين ومثقفين وجماهير عريضة صاحبة القول الفصل في أستانا وغيرها أن ما تقوم به هذه الزمرة بقيادة أحمد طعمة الذي تربى على أفكار “جودة سعيد” صاحب نظرية اللاعنف، وهو أي الطعمة ممن رفض عسكرة الثورة وطعنها في مقتل إبان وجوده على رأس الحكومة المؤقتة فإنه ومن معه زمرة خيانية لا يمثلون الثورة ولا تطلعات أبنائها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى