مقالات

(هرجة) العامية والسطحية والركاكة في الأخبار

(هرجة): زاوية يكتبها الإعلامي عبد الله حمزة

عبدالله حمزة محي الدين

كاتب ومذيع.
عرض مقالات الكاتب

كان من المفترض مع تواجد وانتشار (شاهد العيان) بهاتفه الذكي في موقع الحدث عبر العالم وتشكيلة تنافسية حقيقية للمؤسسات الإخبارية من وكالات وفضائيات وإذاعات أن يحدث نقلة تطويرية أكبر في أسلوب نقل الخبر وتحليله لدى تلك المؤسسات، لكن ما حصل ويحصل هو عكس ذلك تمامًا، فمنهجية رصد الخبر وصياغته وبثه مازالت كما هي منذ عقود إلاّ من بعض المدخلات التكنولوجية التي ساهمت في سرعة دورانه ووصوله.

في عالمنا العربي المتميز بلغة الضاد الأغنى والأرقى إنسانيًا واقع الحال يشي بأنّ ثمة تراجعًا مذهلًا ومخلًا ومضحكًا قد حصل! والسؤال كيف حصل هذا؟ وكيف انتقلنا من أن أولى أدوات المذيع اللغة السليمة إلى أن تكون أمرًا ثانويًا؟

في خمسينيات وحتى أوائل ثمانينيات القرن المنصرم كان لايزال لتحرير الخبر تلك الإجادة المنضبطة ، وفي تقديمه ذلك الأداء المراعي لجميع قواعد الصرف والنحو والصوت وفي ثناياه تناغم طبقة (الوصف والشرح ) ، كان ذلك يراعى رغم أننا كنا ولازلنا ونحن نقترب من ٤٠٠ مليون كائن نستقي ونترجم حتى أخبارنا من وكالات أخبار ” غربية ” لانشك إطلاقًا في نقلها حسب نواياها ووجهة نظرها هي لا حسب الحقيقة المجردة في ظل تقاعس وبلادة رجال المال في عالمنا العربي عن زرع (مراسل) نزيه في كل نقاط الحدث واحتمالاته بملايين معدودة عبر خارطة أمنا الأرض ، أو صناعة وكالة أنباء عربية  إلى جانب الوكالات العملاقة .

أخيرًا، ما يجعل تقييم صناعة الخبر في عالمنا العربي سيئًا ومحبطًا إضافة لما سبق هو التوجه الملحوظ لدى كبريات المؤسسات الإخبارية في تصدير وتقديم مذيعين ومذيعات أقل ما يقال عنهم انهم (يهرفون بما لا يعرفون) فهم يُسكِّنونَ كي يسلموا، ولغة أجسادهم وهم يرطنون أما ميتة أو خاطئة، وفي المداخلات الهاتفية مع الخبراء والمحللين هم مجرد قارئي أسئلة وضعها محرر الأخبار له دون استدراك منه أو تعقيب إلاّ من قلة قليلة.

ال LBC اللبنانية كانت أول من تآمر على لغة الضاد في نشراتها منذ عقود، ثم تبعها في السنوات الأخيرة كثير من الفضائيات ” العربية ”

ولن نتعجب إن أتى يوم ما تصيح فيه مذيعة أخبار في فضائية ما وهي تقول (يا لهوي يا لهوي فلان طخوه) أو (يا ناس يا شر كفاية قر)

لم لا!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى