مقالات

وا ترامباه

عمار الشاعر

إعلامي وأديب سوري.
عرض مقالات الكاتب

صرخةٌ واحدةٌ من امرأة مسلمة أسرها الإمبراطور البيزنطي في عمورية قبل قرابة 1200 عام كانت كافية ليحرّك المعتصم جيشاً عرمرمًا لا يُبقي ولا يذر

المعتصم قاد الجيش بنفسه ليحاصر عمورية “أي الأناضول حاليًا” ويتابع حتى أنقرة ويدخلها.

لم يقبل المعتصم اعتذار الإمبراطور البيزنطي وتعهده بإطلاق سراح جميع النسوة التي كان أسرهن بل أسر المعتصم رسول الإمبراطور البيزنطي وحاصر عمورية 11 يوماً ثم دخلها رغم أنف البيزنطيين وقتلهم في كل مكان يراهم فيه

اليوم وبعد هذه القرون أيقن الشعب السوري باكراً أنه وبموت المعتصم ماتت الحمية والنخوة العربية فكان هتافه الأبرز في المظاهرات التي خرج بها بصدور عارية تستقبل الرصاص: “يا الله ما إلنا غيرك يا الله”.

ثمان سنوات والنظام يقتل الشعب السوري بشتى أنواع الأسلحة ويدمر مدناً بأكملها فوق رؤوس أصحابها بينما تتسابق الدول العربية لإعادة فتح السفارات في دمشق وتطبيع العلاقات مع نظام الأسد

وفي الشمال السوري لم يشفع اتفاق خفض التصعيد لا لإدلب ولا لأهلها، بل زاد النظام والروس من إجرامهما واستهداف المدارس والمشافي لتخرج صرخة الناشطة السورية رانيا قيصر التي استنجدت بترامب الرئيس الأمريكي بعد قصف مرعب للنظام تسبب بمجزرة بشعة في معرة النعمان.

صرخة ينبغي أن يستقيل كل حكام الدول العربية والإسلامية بسببها إن كان لديهم بعض من الحياء

تخيلوا معي لو أن المرأة التي استنجدت بالمعتصم فضلت عليه أن تستنجد بملك الفرس مثلاً أو أحد ملوك أوربا!!

المؤلم ربما أكثر من كل ما سبق أن الدول العربية لم تقم بخذلاننا فقط، وأعتقد جازماً أنها لو بقيت مكتوفة الأيدي وعلى الحياد لانتصرت ثورة الشعب السوري.

لم يؤذِ أحد الثورة السورية كما فعل العرب والخليجيون تحديداً عندما فتتوا ثوارها وحرفوا مسار بندقيتها تماشياً مع أجنداتهم ومصالحهم وأهوائهم ولعل مثال غوطة دمشق خير شاهد على ما سبق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى