مقالات

هل يحرق جحيم إدلب مسار أستانة القادم قبل أن يبدأ؟

ينتظر مراقبون الأول من الشهر المقبل، لبدء جولة جديدة من مفاوضات أستانة المزمع عقدها في العاصمة الكازاخية أستانة، في 1 و2 آب/أغسطس.

وإلى جانب الأعضاء الأساسيين روسيا وإيران وتركيا، يشارك في الجولة المقبلة كل من لبنان والعراق لأول مرة بصفة مراقبين.

ولربما الحدث الأهم الذي طال انتظاره في الجولة القادمة، هو الإعلان عن استكمال الاتفاقات حول تشكيلة وآليات عمل اللجنة الدستورية السورية.

وتعقيباً على الجولة القادمة من المباحثات في آستانة، قال المحلل السياسي السوري الدكتور زكريا ملاحفجي في تصريحات خاصة لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “الروس يحاولون كسب المزيد من الوقت، لتحقيق انتصار ما أو بسط سيطرتهم على مناطق جديدة تكون ورقة ضغط في يدهم خلال المباحثات، وهو سلوك اتبعه الروس خلال الجولات السابقة، إلا أن بسط السيطرة على إدلب هو أمر متعذر هذه المرة، لذلك أتوقع أن تكون ثمرة هذه المباحثات هو اتفاق على التهدئة وتوقف القصف على مناطق إدلب وريفها”.

أما بالنسبة للجنة الدستورية، فأوضح ملاحفجي أنه “لا يتوقع حصول أي تقدم في هذا الإطار ما لم يكن هناك توافق دولي على ذلك”.

وتأتي الجولة القادمة من المباحثات بين الأطراف المهتمة بالملف السوري، في ظل تصعيد كبير من قبل روسيا والنظام السوري في محافظة إدلب شمالي سوريا، هذه المحافظة المشمولة ضمن مناطق “خفض التصعيد” بحسب اتفاق روسي – تركي.

ويتمثل التصعيد باستمرار مقاتلات النظام السوري والطيران الحربي الروسي بقصف المدن والمناطق في إدلب وريفها، إضافة إلى ريفي حماة وحمص، متسببة بوقوع مجازر عديدة ليس آخرها في معرة النعمان وأريحا والأتارب، إضافة لما خلفته من موجة نزوح كبيرة إلى مناطق الحدودية شمالي سوريا.

وأفادت مصادر من الدفاع المدني السوري في تصريحات لـ”وكالة أنباء تركيا” عن ارتفاع حصيلة الشهداء نتيجة الغارات الجوية التي شنها طيران النظام السوري، اليوم السبت، على مدينة أريحا جنوبي إدلب إلى 11 شهيدا.

وقال مدير مديرية الدفاع المدني في إدلب مصطفى الحاج يوسف إنه “لا أفق لوقف إطلاق النار والهجمات العشوائية التي يقوم بها النظام السوري والطيران الروسي على المدنيين في إدلب”.

وأضاف أن “الحياة شبه مقطوعة في مناطق سراقب ومعرة النعمان وأريحا، إذ تخلو معظم الشوارع الرئيسية والأسواق من المدنيين، نتيجة استهداف الأسواق الشعبية والأفران ومحطات المياه والكهرباء، بالإضافة إلى المساجد والمدارس”.

وأردف قائلا “نتمنى أن لا تشهد مناطق إدلب حركة نزوح جديدة إلى الشمال السوري والمناطق الحدودية بفعل عمليات القصف الممنهجة”.

ويؤكد مراقبون أن استمرار التصعيد من قبل النظام السوري وروسيا على مراكز أكبر مدن شمالي سوريا يعد مؤشرا على تمسك النظام السوري بسياسة التهجير قسراً وإفراغ المدن من أهلها. 

بالإضافة إلى ذلك، يرى ملاحفجي أن “الروس فشلوا في حملة السيطرة على هذه المنطقة، لذلك يعمدون إلى تكثيف عمليات القصف للتغطية على فشلهم وإضعاف قوى المعارضة والحاضنة الشعبية لها”.

موقع وكالة أنباء تركيا-صوفيا خوجاباشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى