لقد اقتنع شاه إيران مظفر الدين القاجاري بفكرة الجامعة الإسلامية وزار إسطنبول وبايع السلطان عبد الحميد الثاني بالخلافة وتبرع بمبلغ كبير لسكة الحجاز الشريف وعمل هو والخليفة ودعاة الجامعة الإسلامية في مصر وعلى رأسهم الزعيم مصطفى كامل باشا والشريف أحمد الإدريسي في ليبيا على توحيد بلاد العالم الإسلامي من مشرقه إلى مغربه تحت راية الخلافة، وإطلاق شعار ” يا مسلمين العالم اتحدوا “، كما زار الشيخ سليم البخاري العثماني دول وسط آسيا وحضر المجمع الطوراني ونادى بالوحدة الإسلامية، وأيده جميع الحاضرين. وتبرع الحاضرين لمشروع الخط الحجازي، كما قدمت تبرعات أخرى من مشرق العالم الإسلامي وخصوصا الهند، فالهدف ربط سكة حديد الأناضول بسكة حديد بغداد، يرافقه إنشاء شبكة اتصال تلغرافية بمحاذاة الخط الحديدي، بما يحقق التواصل بين الولايات ومركز الحكم. جدير بالذكر أن خط حديد بغداد عام 1898 كان يهدف إلى الربط بين أوروبا، والهند مرورًا بسوريا– الإسكندرية– حيفا، مع إنشاء شبكة ري للاستفادة من مياه الرافدين (دجلة والفرات)، وأمام مساعي الربط بينه وبين سكك حديد الحجاز سوف تتحقق فائدة كبرى، فتتحول الأراضي الواقعة على جنباته لمروج خضراء تجلب منافع اقتصادية، إلى جانب دورها في تسهيل تحركات الجيش، وهو ما جاء ذكره في مذكرات السلطان عبد الحميد، وأكده البارون فون أوبناهيم Von-Oppenheim في مؤلفه الذي دار حول الهلال الخصيب وأهميته الاقتصادية، وقد تمنى السلطان أن تستمر الدبلوماسية الألمانية بمنأًى عن التأثير الإنجليزي الرامي لعرقلة أية مشروعات تُقدم الدولة العثمانية على القيام بها.
هذا الشيء أرعب الفرقاء الثلاث روسيا وفرنسا وبريطانيا وخصوصا أمام التقارب العثماني الألماني وزيارة غليون الثاني لعاصمة الخلافة والقدس ودمشق ومدحه للمسلمين ولخليفتهم، “.. وأن دول الوسط الجرمانية البروتستانتية تؤيد المسلمين في استقلالهم ووحدة أراضيهم تحت سلطان الخليفة عبد الحميد الثاني..”.
هنا تقاربت فرنسا وبريطانيا بالاتفاق الودي بينهما ١٩٠٤م واعترفت فرنسا بسيطرة بريطانيا على مصر مقابل السماح للأخيرة باحتلال المغرب.
ثم سعت فرنسا للصلح بين بريطانيا وروسيا عقب معركة شبه جزيرة القرم ١٨٥٣- ١٨٥٦م، ومؤتمر برلين ١٨٧٨م، والحرب العثمانية اليونانية ١٨٩٢م.
وعقد اتفاق سان بطرس بورغ عام ١٩٠٧ ضد دول الوسط وضد الدولة العثمانية “وخاصة اتفاقية بريفال” وتلى ذلك حركة المشروطية العثمانية ١٩٠٨. وخلع السلطان عبد الحميد الثاني ١٩٠٩م وانهيار مشروع الجامعة الإسلامية، لتقوم مقامه مشاريع جامعات قومية.
سبق ذلك قيام الحركة المشروطية الأولى في فارس بالانقلاب الدستوري ١٩٠٦ على الشاه مظفر الدين القاجاري المؤيد للخليفة العثماني، بما يسمى:
الثورة الدستورية الفارسية ١٩٠٦ أو الثورة الدستورية الإيرانية (الفارسية: مشروطيت، الترجمة الحرفية: مشروطيت أو إنقلاب مشروطه (تُعرف أيضًا بأنها ثورة إيران الدستورية) حدثت بين عامي 1905 و1907. وأدت الثورة إلى إقامة البرلمان في فارس (إيران (Iran) حاليا)، ورجوع النزعة الشعوبية بدعم من الإنجليز لفصل العالم الإسلامي مشرقه عن مغربه بهذا الكيان الفارسي الشعوبي الذي يقع في قلب العالم الإسلامي.