مقالات

عبد الحكيم قطيفان في تأبين الساروت بنشيد النشيج

أربعون يومًا على رحيل الساروت، ليس بمستغرب أن نرى الأحرار وهم يذكرون حرًا طالما غنى وقاتل من أجل حريتهم التي حلموا بها ولمّا يروها بعد. وليس بمفاجأة أيضًا أن نرى الحر عبد الحكيم قطيفان في عداد من أبَّنَ الساروت في يوم تأبينه. ولكن المفاجأة التي فاجأنا بها عبد الحكيم أن يؤبنه غناءً.
عبد الحكيم ما عُرف عنه أنه يغني، ولكن لأجل عيني الساروت وذكراه غنى ، ولأجل من كان يغني للحرية فقد غنى..
غَنِّ يا عبد الحكيم غَنِّ، فإننا نحبك عندما تغني للشهداء وللأحرار، غَنِّ فقد سمعنا حديثك في فنك ولم نسمع لصوتك الذي أحببناه غناء.
عبد الحكيم قطيفان أراد أن يكلم الساروت من النافذة ذاتها التي كان يطل منها الساروت ليغني لنا من خلالها نشيد الحرية الذي لطالما أطربنا لحنه وعذوبته وهو يخرج من بين شفتيه.

أجل، لقد أدرك قطيفان قيمة الساروت المتجسدة في مسيرة نضال شاب رياضي ما رضيَ الذل لأهله. فعندما خرجوا يطلبون الحرية، خرج معهم ثائراً،واستنهض الهمم فيهم ليثوروا وليطلبوها رغم آلامها.
عبد الحكيم قطيفان عرف الساروت ،وعرف كيف الرجال عندما تُقهرُ يظهرُ المارد فيها.. الساروت مسيرة عطرة فاح أريجها في سماء سوريا، ليكون شذاها ملء الدنيا.
الساروت غنى لحماه “يا حماه سامحينا “ولم يتغن بقولها فقط بل قدّم دمه على ثراها.. “ويا يمه بثوب جديد زفيني جيتج شهيد يا يمه” نعم لقد نعى الساروت نفسه ، وطلب من أمه أن تزفّه وكأنه في ليلة عرسه. فكانت الشهادة التي تمناها.

عبد الحكيم أدرك ما يعني أن شابًا لم ير من دنياه شيئًا وعاش حرمان ولوعة فقد أحبته وإخوانه ورفاق ثورته، شهيدًا يتبعه شهيد.
لأجل هذا كله ولأن قطيفان عرف ما أحبه الساروت من هذا اللون الغنائي الذي كان يغنيه فغنى له ما يشبهه.
لقد أبى عبد الحكيم إلا يرد تحية الساروت، غناء بغناء مثله.
عبد الحكيم قطيفان:سمعناك كثيرًا وعلمنا أن صوتك جميل، ولكن بغنائك للساروت أصبح صوتك أجمل…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى