مقالات

الروس والمعارضة الهزيلة، الإجرام والتبرير!

العقيد محمد فايز الأسمر

خبير عسكري سوري
عرض مقالات الكاتب

إن جرائم الإبادة الجماعية والإرهاب التي ترتكب الآن من قبل النظام المجرم ومرتزقته، وروسيا وأسطولها الجوي بحق أهلنا المدنيين وأملاكهم، ومن تدمير للبنى التحتية لبلداتهم من مستشفيات وأسواق ومدارس وغيرها، في كل من  إدلب وريفي حماة واللاذقية وحلب والتي تستخدم فيها  روسيا والنظام المجرم كافة أنواع أسلحة الإبادة و الإجرام والقتل، ما كل هذا الإجرام الممنهج الذي اتبع في كل المناطق المحررة سابقًا أو لاحقًا بما سمي أستانة بمناطق تخفيف التصعيد المهزلة والتي كانت بالنسبة للروس من أهم ما خططوا له، ليكون حقيقة واقعة على الأرض، ونتيجة من نتائج مخرجات أستانة الذل، وللأسف كانت مشاركة وفد الغباء والعار في اجتماعاتها وموافقتهم على مخرجاتها وعلى أن يكون فيها قتلة أهلنا والمنغمسون في الدم السوري، وأطراف في النزاع الروس والإيرانيين ضامنين لنتائجها سببًا دفعنا غاليا ثمنًا لمخرجاتها وما هيأته من ظروف وتعبيد طرق لسيطرة النظام وبدعم روسي وإيراني على 60٪ من الجغرافيا السورية، وما سمي بمناطق خفض التصعيد الواحدة تلو الأخرى.

من المعروف أن العقيدة القتالية الروسية تقوم على التدمير الهمجي، وكما حدث سابقًا في جروزني ولتقليل خسائرهم قبل الاقتحامات البرية وقبل نية السيطرة على منطقة مأهولة بالسكان يلجأ الروس ناريًا إلى إحالة حياة السكان المدنيين إلى جحيم لا يطاق معيشيًا، والتضييق عليهم، وإرهابهم وإجبارهم على إفراغ مناطقهم والنزوح القسري والقهري منها، وجعلهم أيضا نتيجة سياسة الأرض المحروقة ورغبة في الخلاص منها، يضغطون على الفصائل للقبول بشروط رمي السلاح والتسليم الاستسلام.

 لكن بالمقابل ومع النزيف والمجازر اليومية في إدلب ومحيطها، نجد ومع كل ما تقدم أعلاه خروج عضو هيئة المفاوضات العليا والناطق الإعلامي باسمها الدكتور يحيى العريضي على قناة الحدث  للتحدث عن هذا التصعيد، والجرائم والإبادة بحق المدنيين والتي دخلت حملتها الدامية الأخيرة شهرها الثالث، ليقول إننا تعودنا على هذا التصعيد والإجرام قبل كل جولة من جولات أستانة والتي ستنعقد بعد أسبوع على حد قوله، وليقرن ما يحصل بقرب انعقادها عل الروس يحققون مكتسبات قبل عقد الجولة 13 منها! وكأن الدكتور العريضي نسي أو خانته الذاكرة بأن الروس وقطعان النظام وميليشياته لا يوقف إجرامهم لا الأستانة وجولاتها الـ 12 ولا غيرها، وإنهم لم يكونوا قبل أو بعد الآستانة أوكل مؤتمراتهم يرمون الزهور الحمراء والهدايا والألعاب على أهلنا وأطفالنا وأملاكهم وإنما قنابل وصواريخ العار والقتل والإبادة ومنذ لحظة تدخلهم في سوريا نهاية أيلول 2015 والتي يتفاخرون بتجربة وبنتائج أكثر من 300 سلاح جديد على أجساد وأملاك السوريين، وتدريب مرتزقتهم وطياريهم بظروف معارك حقيقية! أو حتى يهمها كل هذه المعارضة السياسية الهزيلة من تحقيق أهدافهم إن استطاعوا على الأرض بتعويم الأسد واستعادة كل المناطق الخارجة عن سيطرة النظام المجرم، مع اعتبار كل من حمل السلاح ضد الأسد إرهابيًا يحب تصفيته!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى