مقالات

ليس مُطبّعًا بل مرتزق بامتياز

د. إبراهيم حمّامي

كاتب وباحث سياسي
عرض مقالات الكاتب

• لم يكن ظهور محمد سعود في المسجد الأقصى مجرد محاولة زيارة أو دخول للمسجد للصلاة فيه، بل دور مرسوم وباتقان لتنفيذ سياسات اسرائيلية موجهة ومقصودة بالشراكة مع أنظمة الردة العربية
• ولم يكن ارتداء العباءة والغترة مصادفة أو حفاظاً على لباس وطني، لأن هذا الدعي قابل الاسرائيليين قبلها ممتدحاً إياهم بلباس مدني غربي، لكنه ذهب للأقصى بلباس تقليدي ليتم التعرف عليه
• في ذات يوم الزيارة المرسومة قام الاحتلال بتدمير ونسف عشرات الشقق السكنية في القدس المحتلة تعود لعشرات العائلات الفلسطينية، في أكبر عملية هدم منذ احتلال المدينة عام 1967
• كان لابد من عملية الهاء تبعد الاعلام والأضواء عما يقوم به الاحتلال من جريمة بحق مدينة القدس المحتلة، وكان لابد من توظيف عميل للقيام بهذه المهمة، وتصويره، وأيضاً بالشراكة مع أنظمة الردة العربية
• ردة فعل المقدسيين متوقعة وكانت وستبقى في وجه كل مطبع أو عميل مهما بلغ منصبه: وزير الخارجية المصري الأسبق ومحمود الهباش مستوزر عباس طردوا بالأحذية من المسجد الأقصى، وآخرين كمفتي مصر على جمعة دخلوا متنكرين خوفاً أيضاً من أحذية المقدسيين
• الاحتلال يعرف ذلك جيداً وراهن عليه، وما حدث لهذا الشيء لا يدين أو يشين المقدسيين أو ردة فعلهم الطبيعية، لكنه يثبت عمالة من ارتضى أن يقوم بهذا الدور القذر
• “الذباب الالكتروني” حاول التشكيك بأن ما جرى تمثيلية “فلسطينية” مكشوفة مرددين أنه ليس سعودي ولبسه ليس سعودي والسبب هو كره الفلسطينيين للخليجيين، ليكيلوا السباب والشتائم للفلسطيني
• ومع افتضاح أمره ونشر تسجيلات سابقة له ومنشورات تفضح ارتزاقه، تغيرت النغمة بأنه ضحية لاعتداء فقط لأنه أراد الصلاة، متناسين وعن قصد كيف وصل للأقصى ومع من
• بطبيعة الحال ضج الاعلام العبري فرحاً وخصص مساحات واسعة “للمسكين” الذي ضٌرب بالأحذية وبصق الفتية في وجهه
• الخارجية الاسرائيلية أصدرت بياناً عرمرمياً حول الموضوع
• نتنياهو أعلن أنه سيستقبل الوفد الاعلامي العربي اليوم تضامناً معه – ضد وحشية الفلسطينيين الأشرار
• إعلام الردة في الرياض وأبو ظبي صور الأمر بأنه اعتداء همجي بربري على مصل في المسجد الأقصى مبرزاً بيان الخارجية الاسرائيلية في هذا الشأن
• لا شك لدينا أن أمثال هذا المرتزق ما كان ليجرؤ على فعلته لولا التوجيهات الصريحة من “ولي الأمر”، فهو يصرح ويصدر التسجيلات المصورة ويعلن حبه للاسرائيليين في كل مناسبة من قلب أرض الحرمين، ويعود آمناً مطمئناً بعد فعلته
• ولو لم يكن هناك توجيه وقبول لزج به في غياهب السجون والمعتقلات، كما فعلوا ويفعلون بمن يتحدث عن قطر على سبيل المثال حتى لو دون مديح، وما الشيخ سلمان العودة – فرج الله كربه – إلا مثالاً صارخاً فاضحاً لهؤلاء
• اعلام الردة باتت أولوياته مديح الاحتلال والثناء عليه والحديث عن شراكته في المنطقة، مقابل تشويه الفلسطيني عبر منظومة من الأكاذيب والافتراءات ليس أقلها (باعوا أرضهم) – (دعمناهم ويكرهوننا) وغيرها مما تعج به وسائلهم المكتوبة والمرئية ومواقع التواصل
• لم يكتف هؤلاء بدور الارتزاق السياسي بل تعداه لمحاولة تزوير التاريخ والطعن في المقدسات بما فيها المسجد الأقصى الذي باركه وما حوله القرآن الكريم
• محمد سعود ما هو إلا أمعة ينفذ تعليمات أسياده ضمن حملة منظمة ومعدة لتبرير وتمرير التطبيع العلني مع الاحتلال وتصفية القضية الفلسطينية، وللتغطية على جرائم الاحتلال المتواصلة – ليس آخرها جريمة صور باهر – حملة تتشارك فيها أنظمة الردة مع الاحتلال
• يقول الباحث أحمد الدبش: “هدم صور باهر تم بجرافات التطبيع العربي” وقد صدق
لا نامت أعين الجبناء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى