أخبار عاجلة

في الذكرى 67 لانقلاب 23 يوليو 1952 الذي صنعته المخابرات الأمريكية

ابن بيت المقدس. محمد أسعد بيوض التميمي

كاتب ومفكر
عرض مقالات الكاتب

في مثل هذا اليوم قبل 67 عاما ظهر على المسرح في مصر فجأة، بطل مزور من تزوير المخابرات الأمريكية، ضابط مغمور يدعى جمال عبد الناصر والدته يهودية فجعلت منه أل CIA   أسطورة قام بدوره الموكول له بنجاح منقطع النظير. حيث استطاع أن يسحر الجماهير ويخدر وعيها بالأغاني الحماسية والخطابات والشعارات المفعمة بالبطولات والمعارك والانتصارات الوهمية. 

فسارت خلفه الجماهير من المحيط إلى الخليج وهي تهتف وتلبي باسمه وهي ترقص وتغني في الساحات والشوارع وتتمايل على انغامه وعلى إذاعة صوت العرب ومذيعه الشهير احمد سعيد وما أدراك ما أحمد سعيد، بوق الزعيم الذي كان لصوته الجهوري الهادر ونبرته الحماسية وتحليلاته السياسية اليومية المفعمة بالكذب والدجل والبذاءة، سطوة السحر على عقول الجماهير فأفقدها وعيها وعقلها وجعلها تسير خلف الزعيم المزور كالقطعان الضالة وهي تماعي (ماع ماع ماع ماع) وهو يقودها إلى المذبح.

  وبدلا من أن تقضها كارثة بحجم كارثة حزيران 67 وتجعلها تستعيد وعيها فتنقض عليه وتسحله في الشوارع هو وعصابة الضباط الأشرار الذين سموا أنفسهم بالضباط الأحرار. وما هم بالأحرار بل عصابة خونة وجواسيس، جلبوا الخراب والدمار والهلاك لمصر والأمة.  ورغم خيانته الواضحة وضوح الشمس في عام 1967 حيث أهدى إسرائيل أعظم انتصاراتها وتوجها زعيمة على العالم العربي. استمرت هذه الجماهير تماعي خلفه (ماع ماع ماع) كالأنعام وإلى الأن.

 ستجدون من يهاجمني لأني أتحدت عن حقيقة هذا الزعيم المزور الذي صنع هزيمة الخامس من حزيران 1967  أسرع هزيمة في التاريخ وأغرب من الخيال وبقرار منه شخصيا  حيث اتخذ قرار الهزيمة بموجب إصدار قراره المشهور إلى جميع القيادات العسكرية  قبل الحرب بأيام  بتلقي الجيش المصري الضربة الأولى وبناء على هذا القرار الذي أصدره هذا الجاسوس قامت طائرات العدو باستباحة الأجواء والمطارات  والطائرات المصرية  في طول مصر وعرضها  وتقديم مصر وجيشها والجماهير التي انساقت خلفه لها على طبق من ذهب. وخلال ربع ساعة كانت المطارات والطائرات المصرية أثرا بعد عين ومن الدلائل القاطعة على خيانته أيضا قيامه ليلة الحرب بإغلاق غرفة العمليات العسكرية وإجراء تنقلات بين كبار قادة الجيش وإقامة حفلة ماجنة وداعرة وسكر وعربد للطيارين العسكريين. أحيتها راقصات ومغنيات مصر المشهورات في ذلك الوقت واستمرت هذه الحفلة حتى مطلع الفجر إلى أن أجهز طيران العدو على جميع الطيارات والمطارات وجعلها أثرا بعد عين خلال ربع ساعة.

وخرج علينا بعدها عرّاب عبد الناصر. الجاسوس محمد حسنين هيكل في الأهرام في مقاله الأسبوعي الذي كان ينشر في الأهرام كل يوم جمعة بعنوان (بصراحة)  يقول بكل بساطة واطمئنان واستخفاف بعقولنا: الحمد لله أننا خسرنا الطيارات ولم نخسر الطيارين وكأن الطيارين ليست وظيفتهم حماية مصر والدفاع عن الأمة والتضحية من أجل ذلك وإنما وظيفتهم إقامة الحفلات الداعرة والسكر والعربدة

وخوفا من أن تكشف الخيانة. قام الخاسر عبد الناصر بقتل صديق عمره وشريكه بالخيانة القائد العام للجيش (عبد الحكيم عامر) الذي اقتسم حكم مصر معه بناء على قسمة المخابرات المركزية بينهما.  فبعد هذه الخيانة المدوية وقع خلاف بينهما حيث أراد عبد الناصر أن يحمله المسؤولية عما حدث لوحده فذكره عبد الحكيم بقراره قرار تلقي الضربة الأولى وبأنه كان السبب الحاسم في الهزيمة. مما جعله يتخلص منه بسرعة. فدس له السم بعصير الجوافة الذي كان مدمنا عليه. فلا رده الله فهو يستحق هذه النهاية المخزية.

وكذلك كانت نهاية عبد الناصر. حيث فطس مهزوما مخذولا مدحورا صانع أخزى وأسرع وأغرب هزيمة في التاريخ.  اللهم صب عليه العذاب صبا فهو كان القدوة لجميع الأنظمة القمعية التي لا تعرف الشفقة ولا الرحمة. فكانت سجونه عبارة عن مدارس لفن التعذيب وسحق الكرامة الإنسانية حيث كان يختار ضباط سجونه من الذين لا يعرفون الشفقة ولا الرحمة ولا يخافون الله بل يستهزءون بالله ومجردين من كل فضيلة وسجية إنسانية كريمة. فكانوا وحوشا بشرية.  ومن أشهرهم، الفطيس (حمزة البسيوني) الذي انتهى نهاية يستحقها فيها شفاء لصدور قوم مؤمنين. والمتوحش (فؤاد علام) الذي وصل أرذل العمر و(صفوت الروبي) والشيطان (عبد الحميد السراج) الذي سلّطه على الشعب السوري أيام الوحدة التي صنعتها وفكتها أمريكا من أجل ضرب الوحدة بالوحدة وتكفير الشعوب العربية بالوحدة. وحيث كان هدف هذه الوحدة القضاء على جميع الضباط السوريين السنة الذين كانوا يخوضون اشتباكات يومية من الجولان مع الكيان الغاصب وتسليم سوريا لضباط من الأقليات وقد كان لذلك تم فك هذه الوحدة التي ذاق فيها الشعب السوري الويلات بكل سهولة. ولم يخرج للدفاع عنها عندما حصل انقلاب عبد الكريم النحلاوي عليها.

 فذكرى انقلاب 23 يوليو هي ذكرى سوداء مفعمة بالذكريات السوداء والهزائم والسخائم والقتل والتعذيب ولا يفوتني بهذه المناسبة أن أهنئ الأنعام الضالة الذين يحتفلون بذكرى هذا اليوم الذي يليق بهم عن جدارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

زيارة بلينكن إلى السعودية: لرأب الصدع أم لإتمام التطبيع؟

د. محمد عبد المحسن مصطفى عبد الرحمن أكاديمي مصري. يبدو أنَّ مساعي إدارة …