مقالات

المسلمون بين العلماء الربانيين وبين العلماء تجار الدين الضالين المضلين

ابن بيت المقدس. محمد أسعد بيوض التميمي

كاتب ومفكر
عرض مقالات الكاتب

العلماء الربانيون هم الدعاة الحقيقيون إلى الله الذين يقولون الحق من ربهم لا يخافون في الله لومة لائم، لا يغيرون ولا يبدولون، صادقون على ما عاهدوا الله عليه مهما تعرضوا إلى إغراءات ومغريات ظاهرون على الحق يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر في كل مكان وزمان ، قولاً وعملاً .
فأينما وجدوا بدعة وضلالة سارعوا إلى محاربتها يتفاعلون مع الأمة في مشارق الارض ومغاربها ، ويهتمون بقضايا المسلمين ويعطون رأيهم بها ينصحون الأمة بما يرضي الله عنهم ، ولو اغضبوا الحكاّم فهم سيوف مشرعة في وجه الظلم والظالمين وأعداء الإسلام والمسلمين، فهم حصون الأمة وقلاعها وسيوفها والأئمة والقادة، ولكن للأسف الشديد إن هؤلاء العلماء الربانيين قليل منهم فهم ندرة وخصوصًا في عصرنا هذا، ما جعل الساحة تخلو لأصحاب البدع والضلالات والمنافقين والمشعوذين والدجالين ، فأضلوا الأمة وصاروا مطايا للطواغيت .

فللأسف الشديد إن كثيرًا من الذين ينتسبون للعلم الشرعي في عصرنا اتخذوا من دين الله تجارة يتاجرون بها مع الحكام، فصاروا مدارس بالنفاق والدجل والخسة والوضاعة، فباتوا أذلة يعيشون عالة على الحكام الظالمين، ويتساقطون على فتات موائدهم بل ويتسابقون على كسب رضاهم والفوز بجوائزهم التي يمنحوها لأيهم اكثر نفاقًا ودجلاً ومدحًا لهم ولظلمهم وتحريفًا لدين الله، ولأكثرهم جرأة على تحليل لهم ما حرمه الله .
حتى أنهم أباحوا لهم قتل المسلمين ، واستباحة دمائهم المعصومة وتقتيل أبنائهم واستحياء نسائهم، وتدنيس مقدساتهم ونشر الرذيلة ومحاربة الفضيلة وممارسة الزنا جهارًا نهارًا حتى في محيط الكعبة، وعلى شاشات التلفزيون بل أجازوا القتال في صفوف الحرب الصليبية ضد المسلمين معتبرين ذلك تعاونا على البر والتقوى فهم قاموا بتبديل دين الله المنزل على محمد صلى تبديلا كاملا بدين آخر ممكن أن تسميه أي اسم الا دين الله الاسلام ومن يعترض على ذلك يعتبر من الخوارج والمتطرفين والإرهابيين ومن الذي يسيؤون للإسلام الوسطي حتى وصل بهم الأمر الى تأليههم والقول بأنهم لا يسألون عما يفعلون بل ويدعون الله بأن يحشرهم مع ولاة أمرهم يوم القيامة
فكم من دماء معصومة سفكها ولاة أمرهم ومذابح ارتكبوها بالمسلمين بموجب فتواهم الشيطانية ومع ذلك تجد ولاة أمرهم يهينونهم ويستخفون بهم. فهم هانوا على أنفسهم فهانوا على أولياء أمورهم فسهل الهوان عليهم فسلبهم الله العزة والكرامة ففقدوا ثقة الناس بهم فاصبحوا مضرب المثل بالذل والنفاق والهوان ثم يقولون بأن لحومهم مسمومة بل هم السم المميت ولحومهم نتنة.
والحمد لله الذي تكفل بحفظ دينه ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴾
(سورة البقرة: الآية 79)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى