مقالات

من نفذ الغارات على معسكر الشهداء في العراق أمريكا أم إسرائيل؟

العقيد محمد فايز الأسمر

خبير عسكري سوري
عرض مقالات الكاتب

الغارات المجهولة والتي استهدفت فجرًا مايسمى بمعسكر الشهداء الواقع شرقي صلاح الدين ، والقريب نسبيًا من الحدود الإيرانية والذي يعود ظاهريًا للحشد الشعبي وكيل إيران وذراعها في العراق، هذا المعسكر حقيقة حوله الحرس الثوري وملالي قم وحسب التقارير والمعلومات الاستخباراتية إلى قاعدة تدريب ومستودعات وورش لتخزين وتطوير الصواريخ البالستية ، يديرها ويشرف عليها ضباط من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني ، تلك الصواريخ غالبًا ما تنقلها إيران للعراق بسرية وتمويه وتضليل وبطرق شتى عبر برادات الأغذية والصهاريح الكبيرة والشاحنات ، أو جوًا. وبالتحليل- وبغض النظر – عن واسطة وأداة تنفيذ تلك الغارة إن كانت نفذت بالطائرات المسيّرة او بالطائرات الحربية او حتى بصواريخ عابرة ،فإننا لايمكن ان نخرجها من عباءة التوترات المتزايدة بين واشنظن وحليفتها إسرائيل من جهة وبين طهران من جهة أخرى، وذلك نتيجة تدخلاتها وتمددها وخطرها على المنطقة ، واقترابها من حدود الجولان المحتل ،خطره على الأمن القومي الإسرائيلي ،وأيضًا تطورات ملفها النووي وبرامج تطوير صواريخها البالستية المقلق لواشنطن وإسرائيل. وقد وصلت تلك التوترات لذروتها بتحدي إيران لواشنطن بإسقاطها طائرة التجسس الأمريكية نوع ترايتون قرب مضيق هرمز، وتضييق واشنطن خناقها وعقوباتها الاقتصادية على طهران ، و احتجاز ناقلة النفط الإيرانية في جبل طارق في خرق للعقوبات ومتوجهة لنظام الأسد لتزويده بالنفط.
مع كل هذا فالمعطيات السياسية والميدانية تشي بأن الإدارة الأمريكية لاتريد الانخراط بشكل مباشر بمواجهة مفتوحة مع إيران ، أو ضربها في ارضيها خشية من ردة الفعل الإيرانية بالتصعيد، وإمكانية تهديد وقصف دول الخليج وإاسرائيل، والإيعاز ايضًا لحزب الله اللبناني وميليشياتها في المنطقة وحركة الجهاد الإسلامي بغزة بفتح جبهاتهم معها.
إذن ، فمن الأفضل أن يلجأ ترامب وإدارته وبالتنسيق مع إسرائيل باستهداف أذرع إيران الموجودة في العراق وسوريا، وهذا مالاحظنا نتائجه سياسيًا خيث تأتي بتوجيهات وأوامر أمريكية بإصدار رئيس الحكومة العراقية أمرًا بوجوب إغلاق ميليشيات الحشد الشعبي وبجميع مسميات فصائلهم لمقراتهم في جميع المدن العراقية ، ووجوب تسليم سلاحهم للجيش العراقي خلال شهر من تاريخ القرار!
من جانب آخر لابد من أن نربط ايضًا ما تمّ في الاجتماع الثلاثي الذي عقد في القدس الغربية بين مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون ونظيريه الروسي والإسرائيلي ، وبحضور نتنياهو والذي بحث فيه كيفية احتواء الخطر والنفوذ الإيراني، وطرق إخراجهم من سوريا
ولاحظنا بعد يومين من هذا الاجتماع الثلاثي تنفيذ إسرائيل لأعنف قصف وغارات استهدفت تواجد الحرس الثوري في محيط دمشق والقلمون والقنيطرة وحمص.
ختامًا ووفق التحليلات وبإنكار البنتاغون توجيهه للضربة فإسرائيل هي الأقرب لتوحيه تلك الضربة بواسطة الصواريخ العابرة او بطائرات الشبح اف 35 ، حيث إمكانية اقلاعها من أراضيها أو من على ظهر الحاملات الأمريكية المتواجدة بالمتوسط أو مياه الخليج…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى