تسليم في لبنان وتسليم في الكويت وحلمٌ أن تكون مجرمًا!

تسليم “المجرمين” لعلها تكون طريقة متطورة من التعاون القضائي بين الدول بعد أن كان تسليم المجرمبن يخضع لأهواء الدولة وحكامها، إلى أن جاءت الاتفاقيات الدولية ونظّمت طريقة تسليم المجرمين وفق اتفاقات دولية تقوم على مبدأ المعاملة بالمثل بين الدول، فجميع التشريعات والمواثيق الدولية حرصت أن يكون متاحًا للمجرمين الذين يجري تسليمهم فرصة عادلة للدفاع عن انفسهم بطريقة شفافة، وضمان عدم تعرضهم لخطر فعلي، أو اضطهاد أو تعذيب أو غيره من ضروب الأذى الجسدية، ولا سيما إذا كان تسليمهم سيعرضهم لاذى محقق وكبير بخاصة إذا كانت الدولة التي تسلم هؤلاء المجرمبن من الدول المنضمة إلى معاهدة “مناهضة التعذيب”والتي تنص بعدم ارسال أي شخص حسب مبدأ القانون العرفي الدولي التي تحظر تسليم اي شخص من المحتمل ان يُعذّب وتنهتك فيه أبسط مبادئ حقوق انسانيته وكرامته وحقوقه.
ما أشرنا إليه أعلاه ربما يكون مدخلاً لقضيتين ومسألتين رأيناهما وسمعنا بها منذ مدة أولاهما: قيام لبنان بتسليم نشطاء ومنشقين ولاجئين سياسيين وإنسانيين سوريين إلى منظومة الفساد والإجرام في دمشق ،وثانيهما ماسمعنا وقرأناه في صحيفة القبس بالأمس عن قيام دولة الكويت بتسليم ثمانية أشخاص مصريين إلى سلطة الانقلاب في القاهرة و مغادرة 300 شخص للكويت إلى تركيا وأوستراليا وبريطانيا ودولة أخرى عربية لم يتم تسميتها، وذلك خشية أن أن يُتهموا أيضًا بأنهم خلايا لإخوان مسلمين كما اتهم الثمانية الذين جرى تسليمهم.
فإذا كانت الإتفاقيات الدولية قد حرصت كل الحرص على توفير ضمانات قانونية لمن هم مجرمون وتوفير المومأ إليه أعلاه من الضمانات فمن باب أولى أن يكون من هو أحق بالرعاية ،وبهذه الضمانات من قامت لبنان بتسليمهم الذين هم نشطاء ومنشقون وطالبو لجوء سياسي وإنساني، وهي تعلم- أي لبنان- ما سيؤول إليه مصيرهم لدى منظومة الإجرام والفساد في دمشق وكذلك ماسيؤول إليه مصير الذين قامت الكويت بتسليمهم إلى سلطة الانقلاب في مصر ،وهؤلاء كل ذنبهم أنهم انتموا إلى حزب اجتمعت أمة أنظمة القمع على أنه إرهابي وبناء على ما يحصل تجاه كل من يحمل فكرًا إسلاميًا فأخال أنه سيأتي يوم وهذا اليوم لن يكون ببعيد وسيصنف كل من يقول لا إله إلا الله أنه إرهابي! فلبنان يعلم جيداً الانتهاكات وما يجري في في سجن صيدنايا وغير صيدنايا من انتهاكات، والكويت تعلم جيدًا ما الذي يجري في سجون سلطات الانقلاب وما جرى للشهيد الرئيس مرسي في سجنه ليس عنا ببعيد.