مقالات

ماذا يعني أنَّ إيران على بعد سنة واحدة من إنتاج قنبلة نووية؟

جهاد الأسمر

كاتب ومحامٍ سوري.
عرض مقالات الكاتب

تشير الوقائع والدلائل إلى أن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن على إيران باتت مؤثرة جدًا وباتت تفعل مفعولها في حت وتعرية نظام الملالي، ولعل العقوبات النفطية هي من فعلت فعلها، وكان آخر مهلة لجعل تصدير النفط الإيراني صفرًا كما أرادت واشنطن هي انتهاء مهلة الستة أشهر التي منحتها واشنطن لبعض حلفائها والتي كانت متعاقدة مع طهران لتزويدها بالنفط، ومع انتهاء مدة هذا السماح دخلت إيران في أزمة خانقة ودخلت معها بمرحلة الحيص بيص، ولعل أولى إشارات نزع الروح كانت باستهداف سفن إماراتية كانت راسية في سواحل دبي ولم يعرف مسببها والتي قيدت ضد مجهول لجهالة الفاعل ولكن أصابع الاتهام اتجهت إلى إيران، وكانت ثاني هذه الحركات إسقاط طائرة استطلاع أمريكية ادعت إيران أنها اخترقت أجوائها وقيام إيران وتلويحها المستمر بتعطيل حركة الملاحة في مضيق هرمز وما يعني هذا فيما لو حصل فعلا، هذا الحركات كانت كفيلة لأن تطرب ترامب وتدعوه أن يغرد ويقول بأنه سيقوم بضرب إيران فاستعد الجميع لهذه الضربة وكأن على رؤوسهم الطير ولكن وبتغريدة أخرى من ترامب طارت الطيور من فوق الرؤوس متذرعًا أنه وقبل 10 دقائق من الموعد المقررة للضربة عدل عن رأيه بداعي أن أحد مستشاريه همس بأذنه أنْ إذا أقدمت غلى الضربة ستكون متسببًا بموت 170 مدنيا إيرانيا! ولكنه استدرك في تغريدة ثالثة أن الضربة أجِّلت ولم تلغ.

لم يغب عن بال إيران أن تقوم بحركة أخرى من حركاتها ولكن هذه المرة أن تضرب على وتر الاتفاق النووي الذي تم الاتفاق عليه منذ 4 سنوات لتصرح وعلى خلفية العقوبات الأمريكية بأنها سترفع من كمية اليورانيوم المخضّب فوق الحد الذي سمحت به الاتفاقية مع واشنطن ودول الإتحاد الأوربي زيادة كفيلة بتشغيل محطة بوشهر النووية في ظل هذا التصعيد الذي لا يمكن أن يقرأ إلا أنه أسلوب من أساليب إيران لتصرخ أن العقوبات الاقتصادية أنهكتها ونالت منها كل منال، الجانب الأوربي من جانبه سارع مستجيبًا لهذه الصرخات أن اجتمع بالأمس لإنقاذ الاتفاق النووي والبحث عن بدائل مالية لإنقاذه في ظل العقوبات الأمريكية والتي التزمت بها أوربا من جانبها إيران أرادت أفعالا في هذا المجال كما تقول ولا تريد أقوالًا، مفوضية السياسة الخارجية الأوربية موغريني قالت: إنها سنعمل على إنقاذ هذا الاتفاق وسنعمل على تفعيل آلية لفض النزاع حوله ولكنها استدركت قائلة: ولكن ليس لدبنا مزيد من الوقت! طبعًا هذا المزيد من الوقت التي ذكرته موغريني تقاطع مع تصريح وزير خارجية بريطانيا جيرمي هنت ولكن جيرمي هنت كان أدق بتحديد المدة والتي ربما ارتعدت فرائص أوربا من قصرها عندما قال بالأمس: إن إيران على بعد سنة واحدة من إنتاج قنبلة نووية مدةً كانت كفيلة لأن تحرك الساكن وتسكِّن المتحرك لتبادر فرنسا من جانبها لتقول إن ماكرون سيجري اتصالات مع الرئيس الروسي بوتين والرئيس روحاني والرئيس ترامب لتفادي التوتر في منطقة الشرق الأوسط، تحركات أوربية لإنقاذ الاتفاق ولكن ليس في وسع الإتحاد الأوربي خيارات لإنقاذ الاقتصاد الإيراني المتهالك والتي تريد طهران من أوربا أن تنقذه ولكن الاتحاد الأوربي لا يملك. سوى آلية واحدة لإنعاش الاقتصاد الإيراني ولو قليلا من خلال آلية استنكس التي تتيح تبادلا تجاريا مع إيران في بعض المنتجات لكنها وبكل تأكيد لا تشمل المنتجات النفطية، فهل سيرضي تفعيل الإستنكس إيران ويلبي طموحاتها أم أنها لن ترضى سوى برفع العقوبات الأمريكية عنها بشكل كامل مقابل العودة إلى التزامها ببنود الاتفاقية النووي؟ وهل ستقبل واشنطن برفع العقوبات أو تعليقها أم أن تصريحات مفوضية السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي فيديريكا موغريني بالأمس عندما ليس لدينا متسعًا من الوقت لإنقاذ الاتفاق النووي وتصريحات وزير خارجية بريطانيا جيرمي هنت عندما قال بالأمس أيضًا: إن إيران على بعد سنة من إنتاج قنبلة نووية فهل هذان التصريحان سيحركان لدى واشنطن ما سكن؟ أم أنهما سيسكنان ما تحرك؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى