سياسة

ديفيد هيرست.. حديث الثورة والسياسة

رسالة بوست – إسطنبول

في محاضرة للصحفي البريطاني (ديفيد هيرست) مدير تحرير ميدل إيست آي، وكبير الكتاب في الجارديان البريطانية سابقاً وبدعوة من منتدى سياسات مصرية. تحدث خلالها عن تصوراته لمسيرة الثورات في الوطن العربي وفق المتجدد والمضاف إلى مسيرة الربيع العربي.

الحالة المصرية كانت محور المحاضرة الأول وقد ابتدأ حديثه بذكرى لقاء كان قد جمعه بالرئيس بالمصري د. محمد مرسي فترة رئاسته رحمه الله وقال بأن د. مرسي أكد له حينها ثقته بالجيش المصري. موضحا رؤيته لحالة التغيير الكبير خلال السنوات الست الماضية أي منذ إجهاز العسكر المصري على الحالة الديمقراطية في مصر واعتقال الرئيس الشرعي حتى وفاته في سجون السيسي ونظامه. وأوضح اعتقاده بأن الرئيس محمد مرسي قتل من خلال قراءة ظروف حياته في السجن وبالنظر إلى الوقت والظروف المحيطة بالحدث. وأشار إلى أن وفاة الرئيس مرسي في السجن يحمل الكثير من المعاني وهو أمر مؤسف مشيدا بشجاعة مرسي وتمسكه بمبادئه حتى فارق الحياة.

وفي سؤال وجه له عن قراءته لانحسار الميادين الثورية في الداخل المصري قياسا ببدايات الثورة المصرية حينما وقف المصريون بشجاعة وبصدورهم العارية أمام الألة العسكرية التي دهستهم وأطاحت بحلمهم الديمقراطي ومقارنة بالميدان الثوري السوري الذي لم يهدأ برغم العنف المقابل ووحشية النظام وأعوانه الدوليين. أجاب هيرست بأن قيادات الثورة وقيادات الإخوان قمعت وتم تصفيتها داخل مصر وأصبح مخبرو النظام الانقلابي المصري في كل بيت وأن التغيير الثوري في مصر قد يفاجئ الجميع وبوقت قريب قد لا يتوقعه الكثيرون.

وفيما يخص المشهد الجزائري أكد (هيرست) أنه متفائل بالحراك هناك ما دامت ميادين الثورة لم يغادرها المتظاهرون. فيما عبر عن خشيته على الحالة السودانية من تدخل ودعم ما اسماها بشبكة الدكتاتوريات الشابة التي تُخضع الناس لسلطتها بالدعم المالي وشبكات السجون المتمثلة بنظامي الحكم في السعودية والإمارات كما فعلت في مصر من خلال دعم السيسي للإطاحة بالديمقراطية. ووصف تلك الأنظمة بالمستبدة التي تخشى صناديق الانتخابات والتي تمارس العنف ضد الإسلاميين واللبراليين معا. منوها على أزمة الاعتماد على الغرب وأمريكا. وأن هناك أزمة ديمقراطية وسياسية عالمية تعتمد على لعبة تقسيم الشعوب للإجهاز على الديمقراطية تصاحبها رأسمالية هي سبب الانهيار المحتمل.

وفيما يخص صفقة القرن فقد أكد أن هذه الصفقة لا تتعدى كونها أكثر من إعلان عن اكتمال المهمة وهي ترجمة لما قد وصل إلى علمه سابقا ومن مصادر دولية عن علاقة عميقة تجمع بين نتنياهو والقادة العرب ووصفها بالعلاقات المتينة والكبيرة وأنها تنمو بشكل كبير. وهناك إصرار من هؤلاء القادة على التطبيع بأغلى ما يمتلكون.

وحذر في نهاية محاضرته من الاعتماد على الغرب وأميركا مع الإشارة إلى بروز اليمين الأوربي المتطرف الذي لا ينظر إلى العرب إلا من خلال ما يوفره المال العربي من عدد الوظائف التي تؤمن لملايين المواطنين داخل بريطانيا وأوروبا وأمريكا عموما. وضرب مثلا على المساومة في جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول وسكوت الغرب وأمريكا مقابل المال العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى