مقالات

حلف الشرّ

 (حلف الشرّ)

محمد علي الصابوني

كاتب صحفي

في كتابه (الماسونية منشئة مُلك إسرائيل) ذكر الدكتور محمد علي الزعبي مقولة خطيرة للماسونية مفادها:

” اكذب على لسان نبي العرب مئة سنة، ثم انتظر مئة أخرى، ثم خذ المكذوب وانشره “

ويبدو أننا اليوم نجترع سقام تلك الخطة الخبيثة بعد أن اكتملت أركانها.

إن الهجوم على الدين الإسلامي ومحاولات تشويهه قديمة جداً و تعتمد على مخطط خبيث وممنهج من بعض المستشرقين الغرب الذين أيقنوا بعد محاولات عديدة بأنهم حين يطعنون في البخاري وغيره لن يصغي لهم أحد ، مما جعلهم يجندون أشخاصاً تربّوا على موائدهم من أمثال “إسلام البحيري” و “وسيم يوسف” و “محمد عبدالله نصر الملقب بميزو” وغيرهم من الذين يحذون حذوهم في الهجوم غير المبرر على البخاري وأئمة الإسلام . وقد تزامن كل ذلك مع حملة مشابهة (ممنهجة وغير اعتباطية) تُقاد من قِبل بعض معمّمي الشيعة والهدف هو جعل المسلمين في تشتيت ذهني وفكري وعقائدي من خلال إثارة مثل هذه المواضيع الجدلية المسمومة.

لا شك بأن هناك لوبياً (يهوديًا – شيعيًا) يحاول هدم ثوابت الدين الإسلامي ويحاول التشكيك في أساسيات الإسلام والطعن بحق أئمة العالم الإسلامي ومن بينهم الإمام البخاري، وقد لاحظنا ظهور بعض تلك الشخصيات خلال أحداث “ثورة يناير” ولكنها اختفت بعد فترة من الوقت، ثم ظهرت للهجوم على الإخوان في فترة حكم الإخوان، ثم لم تجد ما تهاجمه حاليا ً فتحولت إلى مهاجمة الدين الإسلامي وثوابته.. من أمثال “إسلام البحيري” و “ميزو” و “إبراهيم عيسى” وغيرهم الذين يجتمعون حاليًا ضد (المشروع الإسلامي) وليس المقصود هنا بالمشروع الإسلامي المشروع الذي يريده الإخوان أو السلفيون بل المشروع الإسلامي العام الشامل الصحيح وهو القرآن والسنّة.

ولا يُستبعد تدخل الغرب وأمريكا تحديداً في الهجمة على الدين وثوابته ولا أدلّ على ذلك من التقرير الذي أعدّه “البنتاغون” والذي قال فيه إننا نريد “إسلامًا معتدلاً” لا يكون فيه جهاد ولا يكون فيه الكثير من الثوابت الدينية الأساسية التي تتعارض معنا.

وقد ساهمت الأنظمة الوظيفية المُستزرعة وبتوجيه أسيادهم في هذا المخطط الخبيث من خلال توظيف وإفساح المنابر الإعلامية لتلك الإمعات لنفث سمومهم.

والمتابع لما يجري يعي بأن معظم الذين ينتقدون الإمام البخاري وصحيحه ينتقدونه بناءً على (كتب شيعية المنبت) يستندون عليها ، وبأن السبب الحقيقي وراء سبّ الإمام البخاري والتشكيك في أحاديثه هو أنهم لا يستطيعون الطعن في القرآن الكريم ((حالياً)) ، وخاصة بعد أن أثبت علماؤهم في الغرب بأن القرآن هو الكتاب السماوي الوحيد الذي لم يُحرّف ومنهم السير وليام موير الذي كتب : “إنّ المصحف الذي جمعه عثمان قد تواتر انتقاله من يدٍ ليدٍ حتّى وصل إلينا بدون تحريفٍ، وقد حُفِظ بعنايةٍ شديدةٍ بحيث لم يطرأ عليه أي تغييرٍ يُذكَر، بل نستطيع القول أنّه لم يطرأ عليه أيّ تغييرٍ على الإطلاق في النسخ التي لا حصر لها والمتداولة في البلاد الإسلامية الواسعة ” .

ما جعلهم يتهجّمون على السنة النبوية متمثلة في الأحاديث الصحيحة التي جمعها الإمام البخاري، تمهيداً لاستنباطهم منفذاً للطعن في القرآن الكريم بعد أن يحققوا مآربهم بزراعة بذور الشك في قلوب المسلمين وتغذيتها لتنبت وتنمو وتتشعّب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى