ثقافة وأدب

الساروت.. حَيٌّ فينا

في رثاء بلبل الثورة ومنشدها وأحد قادتها الشهيد بإذن الله تعالى عبد الباسط الساروت بعد ترجله بيومين.

إسماعيل الحمد

شاعر وأديب سوري
عرض مقالات الكاتب

يا شامِخًا مِثلَ الجِبالِ إباءَ = ومُهنَّدًا وَهَبَ السَّخاءَ سَخاءَ

لَمَّا تَدَرَّعتَ المَبادِئَ ثائِرًا = وقَدَحتَ مِنْ ألَمِ النفوسِ ضِياءَ

وَتَداخَلَت ومْضاتُ صُبحِكَ وَالدُّجَى = واختَرتَ أنْ سَتواجِهُ الأنوَاءَ

بَوَّبْتَ لِلْقِيَمِ النَّبيلَةِ سِفرَها = وَبَسطتَ لِلْمَجدِ الأغَرِّ سَماءَ

طَبَّبتَ أدواءَ الخِيانةِ بالتي = قَدَّرتَ فيها أنْ تَكونَ دَواءَ

قَد كُنتَ لِلشّامِ الجَريحةِ جُرحَها = ولَكَمْ شَرِبتَ وكَم نزَفتَ دِماءَ

وعلى امتدادِ الصُّلحِ في تَدجينِها = أرسَيتَ فيها صَعدَةً كأدَاءَ

عَرَّيتَ مَنْ باعوا المَبادئَ مُنشِدًا = وَلَبِستَ مِنْ طُهرِ الدِّماءِ رداءَ

ومَشَقتَ ياساروتُ سَيفُا مُصلَتًا = وسَقَيتَه حَينَ ارفَأنَّ حُداءَ

ورَسَمْتَ ياساروتُ دَربًا لِلأُلى = عَشِقُوا النَّهارَ وأدمَنوا العَلْياءَ

والخائنونَ وخَلفَهُم أسيادُهُم = مَلأُوا الشِّعابَ عَلى القِراعِ عُواءَ

قد كُنتَ للراياتِ صاريها فَكَم = عشقت هَواكَ وكَم رفَعتَ لواءَ

وشَحذتَ مِن هِمَمٍ وكُنتَ وقودَها = ولَكَمْ نَدَهتَ وكَمْ أجبتَ نِداءَ

ما متَّ فينا بَلْ وُلِدتَ وإنَّما = بِعتَ الحَياةَ لِتُنقِذَ الأحياءَ

الأحد 9/6/2019 م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى