في رثاء بلبل الثورة ومنشدها وأحد قادتها الشهيد بإذن الله تعالى عبد الباسط الساروت بعد ترجله بيومين.
يا شامِخًا مِثلَ الجِبالِ إباءَ = ومُهنَّدًا وَهَبَ السَّخاءَ سَخاءَ
لَمَّا تَدَرَّعتَ المَبادِئَ ثائِرًا = وقَدَحتَ مِنْ ألَمِ النفوسِ ضِياءَ
وَتَداخَلَت ومْضاتُ صُبحِكَ وَالدُّجَى = واختَرتَ أنْ سَتواجِهُ الأنوَاءَ
بَوَّبْتَ لِلْقِيَمِ النَّبيلَةِ سِفرَها = وَبَسطتَ لِلْمَجدِ الأغَرِّ سَماءَ
طَبَّبتَ أدواءَ الخِيانةِ بالتي = قَدَّرتَ فيها أنْ تَكونَ دَواءَ
قَد كُنتَ لِلشّامِ الجَريحةِ جُرحَها = ولَكَمْ شَرِبتَ وكَم نزَفتَ دِماءَ
وعلى امتدادِ الصُّلحِ في تَدجينِها = أرسَيتَ فيها صَعدَةً كأدَاءَ
عَرَّيتَ مَنْ باعوا المَبادئَ مُنشِدًا = وَلَبِستَ مِنْ طُهرِ الدِّماءِ رداءَ
ومَشَقتَ ياساروتُ سَيفُا مُصلَتًا = وسَقَيتَه حَينَ ارفَأنَّ حُداءَ
ورَسَمْتَ ياساروتُ دَربًا لِلأُلى = عَشِقُوا النَّهارَ وأدمَنوا العَلْياءَ
والخائنونَ وخَلفَهُم أسيادُهُم = مَلأُوا الشِّعابَ عَلى القِراعِ عُواءَ
قد كُنتَ للراياتِ صاريها فَكَم = عشقت هَواكَ وكَم رفَعتَ لواءَ
وشَحذتَ مِن هِمَمٍ وكُنتَ وقودَها = ولَكَمْ نَدَهتَ وكَمْ أجبتَ نِداءَ
ما متَّ فينا بَلْ وُلِدتَ وإنَّما = بِعتَ الحَياةَ لِتُنقِذَ الأحياءَ
الأحد 9/6/2019 م