مقالات

هل إيران شريك أم عبد آبق لسيديه أمريكا وإسرائيل في معركة سايكس بيكو الثانية؟

البروفيسور أبو يعرب المرزوقي

فيلسوف إسلامي
عرض مقالات الكاتب

من يسمع الإعلام العربي يعتقد أن إيران هي التي تقود الأحداث الجارية في الإقليم وأنها هي التي تحاصر أمريكا. ولولا حقيقتان لصدقت العنتريات الإيرانية والجبن العربي ولاعتبرت أمريكا وإسرائيل نمرين من ورق أمام القوة الإيرانية العظمى. والتحليل العقلي الرصين يبين أن إيران التي تبدو متماسكة مضطرة لخيار حتمي مهما داورت وناورت:

1- فإما أن تتنازل على كل ما سمح لها به خلال الحاجة إليها لتحقيق ما تم بعد أي الاستسلام العربي لإسرائيل وأمريكا دون حاجة لحرب أو لقتال بمجرد التخويف بعنتريات إيران والسماح لها باحتلال العراق وسوريا ولبنان واليمن في عصر نوم العرب وخياناتهم

2- أو إذا لم تسلم هذه الغنائم أن يسقط النظام وتعاد إيران إلى القرون الوسطى كما فعلوا مع العراق وقبله مع كل من حاربوه بالطرق التي سيستعملونها معها عند اللزوم سواء ضد المسلمين منذ سايكس بيكو الأولى إلى اليوم أو ضد كل من حاول تحدي سلطانهم على العالم.

والحقيقتان اللتان يتجاهلهما المحللون العرب لا تتغيران أيا كان الرئيس المقبل للولايات المتحدة بحيث إن المناورة وربح الوقت لعل وعسى يتغير المناخ بعد الانتخابات المقبلة مجرد وهم:

1- استحالة السماح لإيران بالسلاح النووي.

2- واستحالة السماح لإيران بالسيطرة على طاقة الإقليم.

والاستحالة الأولى خدمة أمريكية لمستقبل إسرائيل خاصة. والاستحالة الثانية خدمة لمنزلة أمريكا في صراعها مع الشرق الأقصى خاصة. ومن يتجاهل هاتين الحقيقتين لا يمكن أن يعتد برأيه في تحليل الوضع وفي وضع فرضيات وسيناريوهات قابلة للتصديق وللتوقع الصحيح لمآل ما يجري حاليا.

ولأن ترامب لا يجهل هاتين الحقيقتين فهو ليس في عجلة من الأمر ويواصل الحصار والخنق. ومعنى أنه ليس في عجلة في الأمر هو أنه يعلم أن موقف الرأي العام الأمريكي مضمون ولن يؤثر في الانتخابات المقبلة لأن الخدمة من أجل إسرائيل تضمن له تأييد اللوبيات والخدمة من أمريكا تضمن له التأييد الشعبي. ولذلك فعندي أن اعتماد إيران على أوروبا وروسيا والصين لا ترجى منه فائدة.

صحيح أن قيادات أوروبا لا يقلون جبنا عن القيادات العربية. والأمر ليس جديدا في أوروبا فهم بهذا السلوك مكنوا لهتلر أن يوصلهم إلى الحرب العالمية الثانية التي قضت على إمبراطورياتهم وأفقدتهم كل مستعمراتهم بل وفي النهاية صارت أوروبا منذئذ مستعمرة أمريكية بعد سقوط السوفيات الذين كانوا يقاسمونها أوروبا بالحلفين المتقابلين وارسو والناتو.

والورقات الثلاث التي تلعبها إيران خاسرة كلها بسبب الحقيقتين اللتين أشرت إليهما. فلو لم يجتمع في الوضعية مصلحة الصهيونية ومصلحة المسيحية الصهيونية لأمكن ربما الوصول إلى حل وسط يبقى على دور إيران الحالي وربما على التسلح النووي. لكن اتحاد هاتين المصلحتين يجعلان ذلك مستحيلا.

فبه أسقطت ألمانيا والخلافة العثمانية وأسقطت ألمانيا الهتلرية وأسقط السوفيات وأسقطت اليابان وبه نفهم حذر الصين وهـي من هي ومن ثم فحسابات إيران ليست حسابات دالة على العقل بل دالة على اليأس وما تخوف به العرب أي تعميم الحرب في الإقليم قد ينطلي عليهم لكنه لا يخيف لا إسرائيل ولا أمريكا.

ذلك أنهما إذا اضطرا للحرب ولم يحقق الحصار الثمرة المنتظرة وهي أحد الخيارين كما أسلفت إما اتفاق جديد بشروط ترامب أو سقوط النظام فإنهما لن يلبسا قفازين فيمكنا إيران من تحقيق ما تهدد به. ستكون الضربة حاسمة من البداية بل وماحقة لكل الأدوات التي تعمل بها إيران وتتغول على العرب العاجزين بدءا بالمليشيات المنتشرة في الإقليم. فالسيد الذي يحاول تأديب عبده الآبق يساعد عليه ولا يريد خسرانه لأنه من أملاكه. لكن إذا لم يكتف العبد بالأبق بل اعتبر نفسه ندا لسيده فهو يجهز عليه بلا رحمة: وذلك مآل الملالي إن توهموا أنهم قوة عظمى كما يبدو الأمر في روع الخونة الرعاديد من العرب.

فلا أحد له ذرة من عقل يمكن أن يتصور إسرائيل تدخل في حرب مصيرية ومعها أمريكا ثم تسمح لحزب الله مثلا أن يحرك ما يتوعد به من قوى. فهناك فرق بين مناوشات مع مليشيا ما زالت أمريكا وإسرائيل بحاجة إليها كما بين التاريخ في سوريا وحرب بينهما وبين دولة بدأت «تشم صنانها» (بالتونسي تتوهم أنها صارت قوة وهي بعد لم تصنع قنيبلة أمريكا وإسرائيل يملكان مما هو أفضل منها بالملايين). وكما سبق أن بينت في كلامي على الاستراتيجيا فالخيار الحربي سيكون خيار الألماني وليس الصيني. وما أتوقعه هو أن الحرس الثوري هو الذي سيحسم الأمر عندما يجد الجد بالتفاوض مع أمريكا وإسرائيل وهو الذي سيطيح بالنظام حتى يحافظ على دولته -لأن الحرس الثوري في إيران أفسد من الجيش المصري وله تقريبا نفس السلطان على كل شيء فيها ولن يفرط في امتيازاته وفقدان كل شيء وهو يعلم المصير الحتمي لو حدثت الحرب.

أعلم أنه يقال أنت تهول من قوة أمريكا وإسرائيل وتتكلم على أمانيك ضد إيران لأنك طائفي وليس على حقائق. فأما التهويل فلست أدري من يمكن أن يتهم به من يبالغ في قوة إيران أم من يصف الموجود فعلا في قوة أمريكا على الأقل؟ وليكن فلست أعجب أن من لا يصدق ما وصفت ينبغي أن يكون مصدقًا لخرافة قدوم المهدي ليحمي إيران مما حصل مع من هم مليون مرة أقوى من إيران سواء ماديا أو فكريا أو تقنيا أو حتى خبثا سياسيا. فالعنتريات تؤثر في رعاديد العرب لكنها لا تؤثر في الصهاينة والأمريكان الذين يستعدون للصين. وما تستعمله إيران حاليا للتأثير في أمريكا وإسرائيل أداتا ضغط لا وزن لهما إلا في مخيلة الحمقى:

1- ضرب محمياتهما العربية. وهو ما جعلني أرد بحدة على أحد المعلقين من الأخوة الذين عجبت من كلامه الذي يخوف العرب من قوة إيران ومن الحرب معتقدا أنه ينصحهم ولا يدري أن مثل هذه الأصوات هي التي تهول من قوة إيران.

2- ضرب قواعدها في الإقليم بواسطة ميليشياتها وهو أمر لا يمكن أن يتجاوز الكلام وإذا نفذ أي شيء منه فمعناه نهاية هذه المليشيات إلى الأبد. ولذلك فلن يتجاوز الأمر الرمزيات لتخويف العرب لا الأمريكان.

وإذن فالضغط الأول حتى لو تحقق منه شيء فهو لا يزعج أمريكا. والضغط الثاني مستحيل لأن أي ضربة للأمريكان في الإقليم يعني إعطاء شعب أمريكا لرئيسها حرية الرد بكل ما يستطيع. وكلنا يعلم ما يستطيع وما حدث لليابان لم ينسه اليابان إلى الآن خاصة وهذا السلاح صار “نظيفا” أي يمكن أن يستعمل دون آثار جانبية من جنس تشيرنوبيل.

ولا أحد يجهل ما تستطيع أمريكا والدليل حذر أقوى دولة تأتي بعدها أعني الصين. فلو لم تكن الصين تحذر لما استجابت للحصار ولواصلت استيرادها لبترول إيران بل وحتى لتموين كوريا الشمالية التي صارت تضغط عليها حتى تتخلى عن سلاحها النووي. لذلك فكل العنتريات “لا تأكل” معي وهي للاستهلاك الداخلي لا غير.

وأكثر من هذا إني أزعم أن أمريكا إذا رات من الضرورة المرور إلى الحرب فقد تكون هي تفتعل الذريعة كما تفعل عادة. فستضرب نفسها لتتهم إيران وتبرر الحرب الساحقة والماحقة فتعكس كل حسابات إيران أي إن نية الاستفادة من الانتخابات تصبح لصالح ترامب وليس ضده خاصة إذا مست إسرائيل.

ورغم ذلك كله فإني أتمنى ألا تصل الأمور إلى هذا المآل وأن تتجنب إيران خداع نفسها فتصدق أكاذيبها على شعبها وعلى العرب لأن النتيجة إن حصلت الحرب لا قدر الله ستكون مناسبة للبداية الفعلية لسايكس بيكو الثانية وتغيير خارطة الإقليم كله.

ستفجر إيران والسعودية والعراق وربما تركيا لأن من سيدخل الحرب حينها وينتصر سينتهز الفرصة لتحقيق مشروع سايكس بيكو2: الذي بات في التنافس بين الشرق الأقصى والغرب الأقصى رهان نظام العالم الجديد أعني ضرورة تغيير خارطة الإقليم كله إما بالاستراتيجيا الصينية (الغزو البطيء وطريق الحرير) أو بالطريقة الأمريكية (الغزو السريع واحتلال قلب دار الإسلام).

ألا يبدو كلامي على دور إيران متناقضا؟ كيف تكون شريكا في كل ما جرى في الإقليم ضد العرب ومع ذلك فالمساومة معها حول دور جديد شرطه حرمانها مما سمح لها به في الدور الأول؟ وجوابي هو الفرق بين الاستراتيجيتان الصينية والألمانية. فالأولى تقتضي تقوية إيران والثانية تقتضي تحجيم دورها. التناقض يكون فعليا لو قلت إنها كانت شريكا بمعنى الطرف بل كانت شريكا شراكة العبد لسيده وهي الآن في مرحلة العبد الذي يأبق سيده.

فالدور الأول الذي أسند إلى إيران هو محاربة الأمة من الداخل بالتخريب وهو دور ليس جديدا لأنه كان دائما دور الباطنية التي حالفت كل أعداء الأمة منذ أن سقطت إمبراطورية فارس. وهم يستعملون نفس الخطة لاسترداد الإمبراطورية التي يثأرون من العرب باسمها منذ اغتيال الفاروق وصاروا لا يخفون ذلك وتمكنوا من الهلال كله وشرعوا في اليمن والخليج متوهمين أن ذلك غنائم دائمة.

فتصورت إيران أن أمريكا سمحت لها باحتلال العراق بنية تسليمه لها ونفس الشيء بالنسبة إلى سوريا وما كانوا يسمحون لروسيا أن تساعدها بعد أن فشلت فيها بنية تسليمها لها والسماح لها بالوصول إلى المتوسط. لكن إيران توهمت ذلك كذلك واعتقدت أن الأمر كله بسبب دهائها وقوتها وكذلك يعتقد عملاؤها العرب.

والعلة هي ما تقتضيه نظرية الاستراتيجيا الصينية -سن تسو-التي شرحتها في محاولة الأمس. والآن بعد أن تحقق لإسرائيل وأمريكا ما تنتظرانه من أداتهم الإيرانية جاء دور المرحلة الثانية:

1- فإما أن تتخلى إيران لهما على كل ما توهمت أنها حققته لنفسها

2- أويتم اللجوء لنفس الطريقة معها من داخلها وإن لم يكف فالطريقة الألمانية.

تلك هي المرحلة الحالية في تأديب العبد الآبق أي الملالي الذين تصوروا أنفسهم قوة عظمى. وكل ما يجري هدفه وضع بنود الاتفاق الجديد. فيمكن أن يقبل الأمريكان وإسرائيل بإعطاء إيران دور جديد بشرط التخلي عن كل “غنائمها” أو تكون بداية المرحلة الثانية من خطتهم بدونها مع البدء بها.

فالقصد من المرحلة الثانية من سايكس بيكو الثانية هي إتمام خطة الاستحواذ على الإقليم قلب دار الإسلام باستهداف قوتي المشرق (تركيا وباكستان) وقوتي المغرب (الجزائر والمغرب) القوى الأربع الباقية في مركز دار الإسلام.

وهما لا يحاربان دار الإسلام لعلة دينية بمعنى أن الإسلام لا يعنيهما كدين عبادات كما يتوهم دراويش الكلام على الحروب الصليبية بل إن ما يعنيهما هو احتلال دار الإسلام شرطا في بقائهما أصحاب السلطة المطلقة على نظام العالم الجديد لمدة قرن: فالجغرافيا والثروات الاستراتيجية التي في دار الإسلام هما شرط هذا البقاء والصمود أمام الشرق الأقصى الناهض.

ومن يعرف جيدا تاريخ بداية العصر الحديث وانتصار الغرب على المسلمين يعلم أن ذلك لم ينجح إلا بما اقتضاه من افتكاك دور الجغرافيا والثروة الاستراتيجيتين اللتين كانتا بيد قلب دار الإسلام بالاكتشافات الجغرافية بعد الفشل في احتلاله وهي التي مكنته حينها من جعله هامشيا في الدورة الاقتصادية العالمية. واليوم لا بد من احتلاله.

وذلك لأنه لم يعد مجرد وسيط بين الشرق والغرب بل صار مصدر ما به يمكن للغالب منهما أن يسيطر على الثاني ليس بموقعه فحسب بل بما فيه من ثروات وطاقة تكاد تكون الخزان الذي لا ينضب خاصة وجل أفريقيا وآسيا هي أرضه وأهلها مسلمون. فإذا سيطروا على الرأس تم لهم السيطرة على الباقي.

والآن الصين تحاول غزو أفريقيا وآسيا وتفكر في طريق الحرير بمعنى أن الصينين بالاستراتيجيا الصينية وبالحذر الصيني تمشي مشية السلحفاة. لكن إسرائيل وأمريكا قطعوا أشواطا في احتلال المركز باستعمال إيران وروسيا والعملاء العرب ولم يبق في حسبانهم إلى قوتان في المشرق وقوتان في المغرب. فيكون مضمون المفاوضات الحالية بين أمريكا وإيران هو التالي:

1- يمكن أن تؤدي دورا جديدا في ضرب باكستان وتركيا -لأن العرب انتهى دورهم والقصد الأنظمة لا الشعوب-وفي الجزائر والمغرب.

2- وحينها سنبقي عليك بشرط التنازل على ما توهمتيه غنائم لك إذ أبقت كما يتصور العبد الذي يظن نفسه ندا لسيده أو ستكون البداية بك وبصورة قاصمة للظهر.

وطبعا فالملالي لا يمانعون خوفا على الإسلام إذ هم أحرص ا لناس على تهديمه من الداخل ولا حتى على غنائمهم لأنهم يعلمون أنهم من دون حماية أمريكية وإسرائيلية يمكن لقوى شباب السنة سحقهم في أقل من سنة كما حدث قبل النجدة الروسية بأمر أمريكي وإسرائيلي وتمويل من الخونة العرب بل خوفا على بقاء النظام ومنجزاته في الداخل. وهي منجزات من نوعين: الأول هو شروط القوة التي تتوهم أنها صارت إمبراطورية وهذه هي أول شرط إبقاء أمريكا على الثاني أي بقاء النظام. وستقبل مافية الملالي لأنها المستفيد الوحيد منه.

وأخيرا فلو كان الأمر صراعا بين إيران وإسرائيل فحسب على الفريسة العربية لما كتبت هذه المحاولة لأن القسمة حصلت ويمكن أن تبقى كما هي. فإسرائيل لا يمكن أن تخشى قوة إيران الذرية ولا الصاروخية لأنها تعلم أنها لم تعد ضدها بل ضد العرب والأتراك وباكستان وإنما كتبت حتى أبين أن المسألة تتجاوز هذه المعركة الثانوية عند أمريكا وإسرائيل لأن الأهم هو بيان حقيقة الرهان أعني مستقبل صراعهما مع المنافس الجدي في نظام العالم الجديد.

وعندما أحلل ما يجري بين إيران وإسرائيل ذراعين في الإقليم ومن ورائهما روسيا وأمريكا فإني أضع بين قوسين وبصورة حاسمة أي دور للأخلاق في فهم السياسة الدولية. فهم جميعا أبناء ماكيافالي والأخلاق عندهم مجرد شعار للدعاية السياسية وجزء من النفاق الدبلوماسي. ولا يمكن أن نفهم سلوكهم من أقوالهم.

صحيح أني عربي وصحيح أني مسلم لكن صحيح كذلك أني أومن بما يؤمن به الفاروق: لست خبا لكن الخب لا يخدعني. فمنذ ما يقرب من أربعة عقود اعتبرت إيران تسعى إلى ما حققته. وقد نشرت سنة 1991 أول كتاب كتبته خلال حرب الـ 8 سنوات وشرحت فيه هذه الخطة وهو تعليق على شفاء السائل لابن خلدون.

وقد اخترت صورة العبد الآبق لأنها هي الصورة الوحيدة المناسبة لدور الباطنية في تاريخ الإسلام كله: فقد ركبهم كل أعداء الإسلام واستعمله للتخريب الداخلي وبهم بدأ ما يسمى بالإرهاب الذي هو فلسفة الحشاشين ضد القيادات السنية السياسية والعلمية منذ مقتل الفاروق إلى آخر ما نراه جاريا حاليا في اليمن وقبله في العراق وفي سوريا وليبيا وشرعوا بعد في تونس وفي الجزائر والسودان لأن الحلف بينهم وبين الماركسيين والقوميين والعلمانيين في الإقليم كله لا يجهله حتى العامة ولا يتجاهله إلا الحمقى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى