صحافة

ذي غارديان: التدخل الخارجي في ليبيا يفاقم الأزمة

ترى ذي غارديان البريطانية أن الأزمة الليبية تزداد تفاقما مع تدخل الدول الأجنبية فيها، وتقول افتتاحيتها إن الدعم الخارجي لأحد أمراء الحرب، ومنع المهاجرين غير النظاميين من الفرار من مناطق الصراع لا يسهم في تعزيز الاستقرار في البلاد.

وتشير الصحيفة إلى المآسي التي يتعرض لها المهاجرون المستضعفون الباحثون عن حياة أفضل في أوروبا عبر ليبيا، موضحة أنهم تعرضوا للإيذاء والاغتصاب والتعذيب والاتجار.

وفي ظل تصاعد العنف عقب الهجمات التي يشنها اللواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس -تقول الصحيفة- فإن الكثيرين يعيشون الآن في مناطق حربية، وأنه من المرجح أن يعاد من شق منهم طريقه إلى الخارج من حيث انطلق.

مراكز إيواء
وتشير ذي غارديان إلى تعرض مركز إيواء المهاجرين في منطقة تاجوراء بضواحي طرابلس لقصف جوي الثلاثاء الماضي أسفر عن مقتل وجرح العشرات من بينهم أطفال، وأن بعضهم تعرض لإطلاق النار من جانب الحراس أثناء محاولتهم الفرار مما قد يشكل جريمة حرب، بحسب مصادر أممية.

وتحذر المفوضة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة -تضيف الصحيفة- من يتحول البحر المتوسط إلى “بحر من الدماء” في ظل النقص الحاد بسفن الإنقاذ، وتوضح أنه لم يتبق إلا سفينة واحدة من أصل عشر سفن كانت نشطة في وقت سابق بهذا السياق.

وتقول ذي غارديان إن نحو ألف شخص لقوا حتفهم منذ أن بدأ حفتر هجومه على طرابلس، وتلقي الصحيفة باللوم أيضا على الدول التي توفر له الدعم.

وتوضح أن الولايات المتحدة وفرنسا أبدتا دعمها لحفتر برغم اعترافهما بالحكومة الوطنية، وأن كلا من مصر والإمارات والسعودية وروسيا أيضا تقدم الدعم للواء المتقاعد.

فشل وفوضى
وتشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة سبق أن تسببت في إخفاق مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار يدين هجوم حفتر.

وترى أن الحل العسكري الذي يحاول أن يفرضه حفتر مآله الفشل، وأنه يتسبب في الفوضى التي تجتاح ليبيا منذ الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي.

وتشير أيضا إلى أن دبلوماسيا أوروبيا حذر من الفراغ داخل الاتحاد فيما يتعلق بليبيا، وتضيف أنه حتى أولئك الذين يعارضون استبداد حفتر، فإن لديهم ثقة ضئيلة في حكومة الوفاق الوطني.

وتنسب الصحيفة إلى حكومة الوفاق الوطني القول إنها تدرس إغلاق جميع المراكز وإطلاق المهاجرين المحتجزين، وذلك لأجل سلامتهم.

وتستدرك أن هؤلاء المهاجرين لا يستطيعون البقاء بأمان في ليبيا، موضحة أنهم بحاجة إلى ممر آمن إلى أوروبا.

وتضيف ذي غارديان أن أولئك الذين يصلون إلى البحر المتوسط بوسائلهم الخاصة يحتاجون أيضا إلى المساعدة.

وتختم بأن هناك حاجة لدعم أنشطة ووسائل البحث والإنقاذ، وترى أن التعبير عن القلق إزاء أوضاع المهاجرين يعد نفاقا كبيرا، في ظل قيام بعض الدول بدعم أحد أمراء الحرب وتوريد الأسلحة إلى ليبيا ثم منع من يحاولون الفرار من هذه المناطق الخطرة بعيدا عنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى