مقالات

أيها المسلمون.. لقد بدأ اليهود بهدم المسجد الأقصى

 بقلم ابن بيت المقدس.. محمد أسعد بيوض التميمي

عندما  إنهال اليهود (السفير الأمريكي فريدمان و جيسون غرينبلات مندوب  ترامب للشرق الأوسط ونتن ياهو وزوجته ) بمعاولهم المجبولة بالحقد الأسود على أساسات المسجد الأقصى قبل بضعة أيام وهم يتبادلون النكات و يطلقون القهقهات المستفزة والمستهترة أمام الكاميرات وعلى مرأى ومسمع مليار ونصف ينتسبون للإسلام والعالم  أجمع. إنما كانوا ينهالون على  أساسات الكعبة وأساسات  مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى  جمجمة كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها إن كان هناك  مسلمون حقا. فحتى لا أتهم بأني تكفيري أريد أن اتسأل !

 أين أنتم أيها المسلمون الذين يقال بأنكم  مليار ونصف من هذا المشهد  الإستفزازي  الإذلالي الذي  يجعل الحجارة تتفجر من الغيظ ؟ لماذا لم تنتفضوا ؟ لماذا لم تغضبوا ؟ لماذا لم تثوروا؟ لماذا  لم نر لكم  أي ردة فعل ولو همسا  لرفع العتب ؟ اليس الأقصى قبلتكم الأولى ومسرى نبيكم وثالث مساجدكم؟  إني اقولها بالفم  الملآن.  إني اعتقد إعتقادا جازما لا ريب فيه بأن هناك  إسلاما  تكفل الله بحفظه ( القرأن  والسنة )ولكن لا أرى لهما أتباعا . لا أرى مسلمين وإنما غثاء لا وزن له ولا قيمة ولا اعتبار لا عند الله ولا عند الناس .

فالذي يقول  بأن هناك مليارا ونصف المليار مسلم في الأرض  فهو لا يعرف ما هو الإسلام.  فالإسلام  دين عزة لا يقبل لإتباعه الذلة والمهانة فالله سبحانه حرم أن يكون للكافرين على المؤمنين سبيلا وسلطانا ونفوذا وسيطرة, كما هو حاصل الأن والإسلام  جعل اليهود والنصارى من أهل ذمتنا يدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) فكيف بمليار ونصف المليار يخضعون للكافرين بشتى أسمائهم ومسمياتهم.  بل وأصبحوا يدفعون لهم الجزية ويبتغون عندهم العزة (إنما العزة لله ورسوله والمؤمنين ) ثم يدّعون بأنهم من المسلمين معاذ الله أن يكون هؤلاء من المسلمين.

 فلو كان  هناك مسلمون حقا  في الأرض؟ هل يجرؤ هؤلاء الذين ضُربت عليهم الذّلة والمسكنة على جريمتهم وتحديهم السافر المساس بتوأم مكة والمدينة ؟  كلا وألف كلا. فهم  كانوا  سيحسبون  مليون حساب قبل أن يقدموا على فعلتهم الحقيرة. فهم يعرفون من هم المسلمون الحقيقيون أتباع الدين المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم الذي جعل من العرب الذين لم يكونوا شيئا مذكورا في التاريخ وبين الأمم في عدة سنين, سادة الدنيا وقادة البشرية وجلسوا على عروش الأكاسرة والقياصرة وأقاموا أعظم دولة في  التاريخ.

ولو كان هناك مسلمون حقت  ما كان  لهذا الكيان أن يقوم  فوق أرض الإسلام المباركة. وما كان لشذاذ الآفاق  أن يطؤوا أرض أولى القبلتين ومسرى محمد صلى الله عليه وسلم وثالث مساجد المسلمين التي فتحها عمر رضي الله عنه,  بل كانوا سيعلمون  بأن مصيرهم  سيكون كمصير أجدادهم  يهود خيبر بني قينقاع وبني النضير الذين غدروا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالمسلمين في معركة الأحزاب الإستئصالية عندما نقضوا عهد الذمة وحرضوا المشركين على القضاء على المسلمين .

فأقول بكل قناعة تامة ومن خلال تدبري لكتاب الله  وللواقع لو كان هناك مسلمون يتبعون  الكتاب ومنهاج محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده لغضبوا لدينهم وعزتهم وكرامتهم غضبة رجل واحد  في مشارق الأرض ومغاربها وهاجوا وماجوا وزحفوا من كل حدب وصوب لتحرير قبلتهم الأولى ومسرى نبيهم وثالث مساجدهم وتخليصه من ايدي  المستجلبين من أصقاع الدنيا والذين يعربدون في ساحاته كل صباح ومساء  وهاهم قد بدأوا بهدمه ولا حياة لمن تنادي (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ). فأين نصرتكم لقبلتكم الأولى التي توشك أن تقع وما تصريحات الصحفي فهد الشمري من بلاد الحرمين بأن الأقصى معبد يهودي وهيكل سليمان إلا في هذا السياق الجهنمي . فمن يفرط بالأقصى يفرط بالكعبة والمسجد النبوي ويفرط بكل ديار الإسلام .

 فقريبا  يا من تظنون بأنكم من المسلمين ستستيقظون على خبر مدوي  يعلن بأن اليهود قاموا بهدم المسجد الأقصى  تمهيدا لبناء هيكلهم المزعوم  مكانه ومع ذلك فلن تهتز لكم شعرة. لأن الأمر كما هو واضح لا يعنيكم. ألا تعلمون بأن بن غوريون أول رئيس لحكومة الكيان الغاصب صرح بعد إقامة هذا الكيان قائلا(لا معنى لإسرائيل بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل )

ولكن.. إن ربكم لبلمرصاد.  فسنة الله في الاستبدال تنطبق عليكم  فالذين سيستبدلهم الله بكم قادمون على الطريق وهم الذين سيمنحهم الله شرف تحرير القدس وفلسطين ودخول المسجد الأقصى كما دخلناه أول مرة وإزالة هذا الكيان الغاصب من أرض الإسلام المباركة فناموا ولا تستيقظوا

(وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم ).

وقوله سبحانه أيضا : (فإذا جاء وعد الآخرة لِيَسُوءُوا وجوهَكم وليدخُلوا المسجدَ كما دخلوه أولَ مرةٍ ولِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تتبيراً) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى