ثقافة وأدب

وداعٌ ودموع….

إسماعيل الحمد

شاعر وأديب سوري
عرض مقالات الكاتب

يقدم الشاعر قصيدته “وداعٌ ودموع” التي كتبها بتاريخ 28/6/2019 بهذه الكلمات:

ربّ أخ لك لم تلده أمك، ذلك هو الصديق الحبيب محمود الأصغر، معلم التربية الإسلامية، بعد أن أنهى خدماته في وزارة التربية ولملم بقايا ذكرياته ليعود إلى بلاده مصر.

التقيته لأودعه وداعاً ربّما لن ألقاه بعده. عانقته بدموع صامتة، جاهد كلانا أن يحبسها. ولكنّ المشاعر التي تعتلج في الصدور أبت إلا أن تطلّ من نافذة الصمت.

فعبرّت عن هذه اللحظات بهذه الأبيات:

عَبرةٌ لمْ تُقرَّها العُيونُ فدَّوَت

       في أزيزِ الأوْداجِ في الأعناقِ

حَبَسَتها عِندَ الفِراقِ مَعانٍ

          ثُمَّ ذابَت في تَمْتَماتِ الفِراقِ

يا رفاقَ الحياةِ أيُّ مَعانٍ

             جعلتني مُتَيَّمُا بالرِّفاقِ؟

دَوَّنتها في سِفرِها سَنواتٌ

            وتَباهَت بِحفظِها أوْراقي

فَرواها هَمسُ النَّحيبِ بِصمتٍ

           في وداعٍ كَالصَّابِ مُرِّ المَذاقِ

والثَّواني التي تُوَدِّعُ أوْحَت

                 أنّهُ ليسَ بعدَها مِن تَلاقِ

يا صَديقي مَحمودُ فتَّقتَ جْرحًا

          في السَّحيقِ السَّحيقِ مِنْ أعماقي

يَومَ ألقَت على دِياري عُيوني

                    نَظَراتٍ بِدَمعِها الرَّقرَاقِ

فيهِ لونٌ مِنْ كُلِّ مَعنًى جَميلٍ

                 لا يُداوي مَداهُ طُولُ العِناقِ

فَكوَاني مِن نارِها ذِكرَياتٌ

                    أجَّجَتها حَرارةُ الأشواقِ

وطَوَت أضلُعي لَواعِجَ شَوقٍ

                 أطفأتها على الفراق المآقي

فوهبتُ الوَداعَ بَسمةَ حُزنٍ 

                 كُنْتُ أُخفي وراءَها ما أُلاقي

وَتَحاشَيتُ أنْ يُرَى فِي عُيوني

                    مَا بَدَا مِن كَوامِنِ الإشفاقِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى