ثقافة وأدب

نَحْوَ لُغَةٍ فُصْحَى فِيْ وَسَائِلِ الإعْلَام – المبحث الثاني

نصير محمد المفرجي

إعلامي وباحث في اللغة العربية.
عرض مقالات الكاتب

أخطاء الإسناد الى الضمائر في الأفعال الناقصة:

إذا كان الفعل الناقص ماضيًا، وأسند لواو الجماعة، حذفَ منه حرف العلة، وبقي فتحُ ما قبله إن كان المحذوف ألفًا، ويضم إن كان واواً أو ياء، فتقول في نحو: سَعَى سَعَوْا، وفي سَرُو ورَضيَ سَرُوا ورَضوا. وإذا أُسْنِد لغير الواو من الضمائر البارزة، لم يحذف حرف العلة، بل يبقى على أصله، وتقلب الألف واواً أو ياء تبعًا لأصلها، إِن كانت ثالثة، فتقول في نحو سَرُو سَرُونا. وفي رَضيَ رضِينا، وفي غزا ورمى غَزَونا ورَمَينا، وغَزَوا ورَميا: فإن زادت على ثلاثة قلبت ياء مطلقًا، نحو: أعْطَيْتُ واستعطيت، وإذا لحقت تاء التأنيث ما آخِره ألف حذفت مطلقًا، نحو: رَمتْ، وأعطت، واستطعت، بخلاف ما آخره واو أو ياء، فلا يحذف منه شيء. وأما إذا كان مضارعًا، وأسند لواو الجماعة أو ياء المخاطبة، فيحذف حرف العلة، ويفتح ما قبله إن كان المحذوف ألفًا، كما في الماضي، ويؤتى بحركة مجانسة لواو الجماعة، أو ياء المخاطبة، إن كان المحذوف واوًا أو ياءً، فتقول في نحو يسعَى: الرجال يَسْعَوْن، وتَسْعَينْ يا هند، وفى نحو: يغزُو ويرمي: الرجال يغزُون ويرمُون، وتغزِين وترمِين يا هند. وإذا أسند لنون النسوة لم يحذف حرفُ العلة، بل يبقى على أصله، غير أن الألف تقلب ياء، فتقول في نحو: يغزو ويرمي: النساء يغزُون ويرمِين، وفي نحو يسعَى: النساء يسعَيْن. وإذا أسند لنون النسوة لم يحذف منه شيء أيضًا، وتقلب ياءً، نحو: الزيدان يغزُوَان ويرميان ويَسعَيان. والأمر كالمضارع المجزوم، فتقول، اغزُ، وارمِ، واسعَ، واغْزُوَا، وارمِيا، واسْعَيَا، واغْزُوا، وارْمَوْا، واسْعَوْا.

إسناد الفعل الناقص المنتهي بألف إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة:

وجد الباحث في هذا السياق بعض المذيعين والصحفيين والكُتّاب عند إسناد الفعل الناقص المنتهي  بألف إلى واو الجماعة وحذف حرف العلة (الألف) ، يخطىء بضمّ ماقبل الألف المحذوفة ، وحقّه الفتح .

 ومن أمثلته في وسائل الإعلام :

 ” عانُوْا الأمرّيْن…”. والصواب : (عانَوْا) .

قاسُوْا شظف العيش…”. والصواب : (قاسَوْا) .

 “ابقُوا معنا …”. والصواب : (ابقَوا).

لن يتخلّـُـوا عن مواقفهم …”. والصواب : (يتخلّـَـوا) .

وكذلك الحال عند إسناد الفعل الناقص المنتهي بألف إلى ياء المخاطبة وحذف حرف حرف العلة (الألف) ، يخطىء  بعضهم  بكسر ماقبل الألف المحذوفة ، وحقّه الفتح ، كما في :

 “لكنكِ تَسعِيْن الى خلق المشاكل…”. والصواب : (تَسعَيْن) .

ولحظ الباحث الضد بفتح ما حقه الضم عند إسناد الفعل الماضي الى واو الجماعة ،كما في :

  “فقد نسَوْا أن العراق …”.   والصواب : (نسُوا).

خشَوْا من عواقبها …” .    والصواب : (خشُوا).

وكذلك الأمر مع الفعل الماضي الناقص اليائي بفتح ماقبل الياء فيه، وحقّه الكسر ، عند الإسناد الى (تاء الفعل) ، كما في :

بـقـَـيْـتُ أنتظر ساعات”.      والصواب : (بـقِـيْـتُ) .

في حين رصد الباحث بعض الأخطاء عند إلحاق تاء التأنيث الساكنة بآخر الفعل الماضي الناقص اليائي ، بحذف الياء وهي حرف أصلي في الفعل .

 ومن أمثلته في وسائل الإعلام:

 “بقت قضية رئاسة البرلمان على حالها …”.     والصواب: (بقيت) .

إسناد الفعل الناقص الواوي إلى نون النسوة:

لقد جانب الصواب بعض المذيعين والصحفيين والكُتّاب عند إسناد الفعل الناقص الواوي الى نون النسوة  إذ خلطوا بين المسند الى نون النسوة وبين المسند الى واو الجماعة فأبدلوا الواو  ياءً.

ومن أمثلته في وسائل الإعلام:

شكيْن من سوء أحوالهنّ…”.                     الصواب : ( شكَوْن) .

“الطالبات يشكين من رداءة الأقسام الداخلية”.  الصواب:  (يشكُوْن) .

 “أرامل العراق دعَيْن الى حلّ مشاكلهنّ”.        الصواب : (دعَوْن).

 وقد لحظ الباحث أن بعضهم يقلب ألف الفعل الناقص ياءً في المضارع.

ومن أمثلته في وسائل الإعلام:

 “تنعي الهيئةالفقيد الراحل …”.               والصواب : (تنعى).

انتهى المبحث الثاني في سلسلة مقالات “نَحْوَ لُغَةٍ فُصْحَى فِيْ وَسَائِلِ الإعْلَام” . مبحث جديد يأتيكم في الأسبوع المقبل إنْ شاء الله تعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى