ثقافة وأدب

عندما يترجل العظماء





إسماعيل الحمد*

في رثاء الشهيد بإذن الله تعالى فخامة الرئيس محمد مرسي.

الإثنين 17/6/2019

ذَرَفَت دَمعَها عليكَ السَّماءُ

      وبكاكَ الإباءُ والكِبرِيَاءُ

وبكاك القرآنُ أن قُمتَ فيه

         قارئًا يَقتَدي به القُرَّاءُ

وبكاكَ الإخلاصُ والصدقُ حُزنًا

        وبكاك الحُفّاظُ والفُقهاءُ

وبكاك الألى حَدَبتَ عليهم  

        وبكاكَ الأعداءُ والأصدقاءُ

والمُروءاتُ فيكَ تَبكي عُلاها

             وبكتكَ المنابرُ الشّمَّاءُ

وبَكَت مِصرُ فيكَ وقفةَ عِزٍّ

           وَصُمودًا ماهَدَّه الإِعياءُ

فَبَكَت فيكَ نَبوةً لِحُسامٍ

          مَشرَفِيٍّ لم يَفتَقِدْهُ المَضاءُ

وبَكاكَ النِّيلُ العَظيمُ المُدَمَّى

          وأبو الهَولِ ناحَ والمُومِياءُ

وبَكَتكَ الشَّامُ الجَريحةُ لَمَّا

         قُلتَ: لبَّيْكِ، يَفتَديكِ الفِداءُ

وَجَثا المَجدُ واجِمًا في ذهولٍ

     كَيفَ خَرَّت مِن بَرجِها الجَوزاءُ

غالكَ المَوتُ شامِخٌا لا تُبالي

          هكذا إنْ تَرَجَّلَ العُظَمَاءُ

يا رفيقَ العُلا وَرَميةَ سَهمٍ

             أنْجَبَتها الكنانةُ الغَرَّاءُ

شَرفٌ ما اتُّهِمْتَ فيهِ ولَكِنْ

        لم يَكُنْ يَستَسيغُهُ العُمَلاءُ

ورَعَيْتَ الحَيَّاتِ في البيتِ حَتَّى

      نفثت فيكَ سُمَّها الرَّقطاءُ

حينَ أغرت بكَ الخصومَ النَّوايا

         والخِلالُ الكريمةُ السَّمحاءُ

فَرَأَوا فيكَ مَا رَأَتهُ الأَعادِي

        ورَأتهُ الوَساوِسُ الحَمقاءُ

ليسَ في عصرك الرديء مكانٌ

         يَزدَهي فيهِ لِلكِرامِ عَطاءُ

يا خليلَ القرآن أنجزتَ وَعدًا

             يتمنَّى إنجازَه الشّرَفاءُ

طفتَ في سُدَّةِ الرِّئاسةِ لَكِنْ

        ما دَرَى عنكَ مِنْ جَناها رخاءُ

وبَذلتَ النفْسَ العزيزةَ مَهراً  

          لِلتي فيكَ لا يفيها عَزاءُ

أخَذُوا مِنكَ ما وَهَبتَ وَفاءً

        فتَباهَى بما وهَبتَ السَّخاءُ

كُنتَ في الدَّربِ كالنَّهارِ وُضوحاً

           لَستَ مِمَّن طريقُه النافِقاءُ

فَرَمَتكَ الأرزاء بالمَوتِ غَدرًا

       لَيتَ شِعري، ما عذرُها الأرزاءُ

ضاقَ عَن مَدحِكَ القَريضُ فَعُذرًا

             ثُمَّ عُذرًا إنْ قَصَّرَ الشُّعرَاءُ

أيُّ قَولٍ في المَدحِ فيكَ قليلٌ

        فَالمَعاني يضيقُ عَنها الرثاءُ

*شاعر وأديب سوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى