مقالات

النخبة الوسخة والغثاء العاطفي

أنس الشتار *

عندما سُئلَ الماغوط عن أكبر شاعر بمصر في الوقت الحالي أجاب إجابةً عميقة بقدر ما هي مضحكة فقال : سعاد حسني لذلك حاربته الصحافة المصرية آنذاك . تزامن وصولي لمصر مع الانقلاب على مرسي ،كانت البلاد غارقة في أزمة الخدمات التي أَغرقت فيه الدولة العميقة حكومة مرسي ببساطة الشعب بلا وقود للسيارات ، الكهرباء متقطعة الغاز شحيح ، المياه في أزمة . دون أي سبب يذكر, الحكومة كانت تتعرض لعصيان غير معلن من داخلها تسيّره الأجهزة الأمنية والدول الداعمة لتزيد من سخط الناس على الإخوان . يوم واحد بعد الانقلاب رجع كل شيء على ما كان كل شيء متوفر !! كل الأزمات التي دبرت بليل حلّت بالليل أيضا ! لكن كيف ذلك ؟ لأنّ الذين انتخبوا الرئيس مرسي 51% فارغة من ميزان القوة، والذين عارضوه 49% مليئة بالقوة الصلبة (المال، الإعلام، القضاء الشرطة، الجيش، الاقتصاد، الفن، أصحاب المصالح والنفوذ …إلخ). جبهة الإنقاذ في الجزائر حصلت عام 91 على 80% من الأصوات العاطفية الناعمة، في حين كانت النخبة والقوة الخشنة مع ال20% والحصيلة 250 الف قتيل، ورجوع للخلف عشرات السنين. نعم إنها النخبة الوسخة التي أوصلتنا إلى ههنا . يقول الغنوشي الذي التقط كلمة السرّ وتراجع خطوات عن الحكم : لا يمكن أن نحكم مجتمعاً رغم نخبته، إلا إذا مارسنا قدرًا عاليًا من العنف وهذا آثاره كارثية, نحن الإسلاميين فقراء من حيث القوة الصلبة، فقراء في النخب، لأننا لم نأخذ وقتنا، خرجنا من السجون وعدنا من المهاجر واختارتنا الناس بالعواطف فكيف لهم أن يحكموا بهذا الغثاء العاطفي فالنخب هي التي في أيديها كل شيء؟ نخبة أخرى لا تقل قذارة عن تلك هي التي تلبس لبوس الإسلام. أشد المماحكين للإخوان من الأحزاب كان حزب النور السلفي ! نعم هم يرون النخبة المذكورة أعلاه يمكنها أن تحكم أما الإخوان فلا ! المذكورين أعلاه يمكنهم فعل ما يشاؤون بالدولة وطريقة الحكم حتى لو ناموا في أحضان الصهاينة وباعوا البلاد وأهلها . لكن الإخوان لا يجوز لهم أي تدرج بالحكم إلى الدولة المنشودة إما أن تكون على نهج عمر بن الخطاب أو لا ! وقالوا على المنابر : مرسي يتعامل مع الغرب …مرسي بعث برسالة إلى فلان …مرسي…. وحين وصل السيسي لم نسمع كلمة واحدة بل على العكس كانوا أقرب إليه من الكلب الوفي هذه نخبنا …ولا يمكن لحكم نظيف أن يستمر دون أن نعينه بقوة نجعل بينه وبينها ردمًا

كاتب سوري *

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى